ملخص لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في 10/12/2021
بسم الله الرحمن الرحيم
نقدم لحضراتكم ملخصًا لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في 10/12/2021 حيث تحدث عن كيفية إسلام سيدنا أبي بكر رضي الله عنه وقال:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ: إِنَّهُ خَرَجَ إِلَى الْيَمَنِ قَبْلَ أَنْ يُبْعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَزَلَتْ عَلَى شَيْخٍ مِنَ الأَزْدِ عَالِمٍ قَدْ قَرَأَ الْكُتُبَ، وَعَلِمَ مِنْ عِلْمِ النَّاسِ كَثِيرًا، فَلَمَّا رَآنِي قَالَ: أَحْسَبُكَ حرميّا؟ فقُلْتُ: نَعَمْ، أَنَا مِنْ أَهْلِ الْحَرَمِ. قَالَ: وَأَحْسَبُكَ قُرَشِيًّا؟ فقُلْتُ: نَعَمْ، أَنَا مِنْ قُرَيْشٍ. قَالَ: وَأَحْسَبُكَ تَيْمِيًّا؟ قُلْتُ: نَعَمْ، أَنَا مِنْ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ، أنا عبد الله ابن عُثْمَانَ، مِنْ وَلَدِ كَعْبِ بْن سَعْدِ بْن تَيْمِ بْن مُرَّةَ. قَالَ: بَقِيَتْ لِي فِيكَ وَاحِدَةٌ. قُلْتُ: مَا هِيَ؟ قَالَ: تَكْشِفُ عَنْ بَطْنِكَ. قُلْتُ: لا أَفْعَلُ أَوْ تُخْبِرُنِي لِمَ ذاك؟ قَالَ: أَجِدُ فِي الْعِلْمِ الصَّحِيحِ الصَّادِقِ أَنَّ نَبِيًّا يُبْعَثُ فِي الْحَرَمِ، يُعَاوِنُ عَلَى أَمْرِهِ فَتًى وَكَهْلٌ، فَأَمَّا الْفَتَى فَخَوَّاضُ غَمَرَاتٍ وَدَفَّاعُ مُعْضِلاتٍ، وَأَمَّا الْكَهْلُ فَأَبْيَضُ نَحِيفٌ، عَلَى بَطْنِهِ شَامَةٌ، وَعَلَى فَخِذِهِ الْيُسْرَى عَلامَةٌ، وَمَا عَلَيْكَ أَنْ تُرِيَنِي مَا سَأَلْتُكَ، فَقَدْ تَكَامَلَتْ لِي فِيكَ الصِّفَةُ إِلا مَا خَفِيَ عَلَيَّ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَكَشَفْتُ لَهُ عَنْ بَطْنِي، فَرَأَى شَامَةً سَوْدَاءَ فَوْقَ سُرَّتِي. فَقَالَ: أَنْتَ هُوَ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، وَإِنِّي مُتَقَدِّمٌ إِلَيْكَ فِي أَمْرٍ فَاحْذَرْهُ. قُلْتُ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: إِيَّاكَ وَالْمَيْلَ عَنِ الْهُدَى، وَتَمَسَّكْ بِالطَّرِيقَةِ الْمُثْلَى الْوُسْطَى، وَخَفِ اللَّهَ فِيمَا خَوَّلَكَ وَأَعْطَاكَ. قال أبو بكر: فقضيت باليمن أربي، ثم أَتَيْتُ الشَّيْخَ لأُوَدِّعَهُ، فَقَالَ: أَحَامِلٌ عَنِّي أَبْيَاتًا من الشعر قلتها في ذلك النبي؟ قلت: نعم، فذكر أبياتا. فَقَدِمْتُ مَكَّةَ، وَقَدْ بُعِثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَنِي عُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيْطٍ، وَشَيْبَةُ، وَرَبِيعَةُ، وَأَبُو جَهْلٍ، وَأَبُو الْبَخْتَرِيِّ، وَصَنَادِيدُ قُرَيْشٍ، فَقُلْتُ لَهُمْ: هَلْ نَابَتْكُمْ نَائِبَةٌ؟ أَوْ ظَهَرَ فِيكُمْ أَمْرٌ؟ قَالُوا: يَا أَبَا بَكْرٍ، أَعْظَمُ الْخَطْبِ: يَتِيمُ أَبِي طَالِبٍ يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ، وَلَوْلا أَنْتَ مَا انْتَظَرْنَا بِهِ، فَإِذْ قَدْ جِئْتَ فَأَنْتَ الْغَايَةُ وَالْكِفَايَةُ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَصَرَفْتُهُمْ عَلَى أَحْسَنِ مَسٍّ وَسَأَلْتُ عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقِيلَ: فِي مَنْزِلِ خَدِيجَةَ. فَقَرَعْتُ عَلَيْهِ الْبَابَ، فَخَرَجَ إِلَيَّ. فَقُلْتُ: يَا مُحَمَّدُ، فَقَدْتَ مِنْ مَنَازِلِ أَهْلِكَ، وَتَرَكْتَ دِينَ آبَائِكَ وَأَجْدَادِكَ؟ قَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ، إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكَ وَإِلَى النَّاسِ كُلِّهِمْ، فَآمِنْ باللَّه. فَقُلْتُ: مَا دَلِيلُكَ عَلَى ذَلِكَ؟ قَالَ: الشَّيْخُ الَّذِي لَقِيتَ بِالْيَمَنِ. قُلْتُ: وَكَمْ مِنْ شَيْخٍ لَقِيتُ بِالْيَمَنِ؟ قَالَ: الشَّيْخُ الَّذِي أَفَادَكَ الأَبْيَاتَ. قُلْتُ: وَمَنْ خَبَّرَكَ بِهَذَا يَا حَبِيبِي؟ قَالَ: الْمَلِكُ الْمُعَظَّمُ الَّذِي يَأْتِي الأَنْبِيَاءَ قَبْلِي. قُلْتُ: مُدَّ يَدَكَ، فَأَنَا أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّه، وَأَنَّكَ رَسُولُ اللَّه. فَانْصَرَفْتُ وَمَا بَيْنَ لابَتَيْهَا أَشَدَّ سُرُورًا مِنْ رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِإِسْلامِي"
وورد في الرياض النضرة: عن أم سلمة قالت: كان أبو بكر خدنًا للنبي -صلى الله عليه وسلم- وصفيًّا له فلما بعث -صلى الله عليه وسلم- انطلق رجال من قريش إلى أبي بكر فقالوا: يا أبا بكر إن صاحبك هذا قد جن، قال: وما شأنه؟ قالوا: هو ذاك يدعو في المسجد إلى توحيد إله واحد ويزعم أنه نبي فقال أبو بكر: وقال ذاك؟ قالوا: نعم هو ذاك في المسجد يقول، فأقبل أبو بكر إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فطرق عليه الباب فاستخرجه فلما ظهر له قال له أبو بكر: يا أبا القاسم ما الذي بلغني عنك؟ قال: "وما بلغك عني يا أبا بكر؟ " قال: بلغني أنك تدعو لتوحيد الله وزعمت أنك رسول الله فقال النبي -صلى الله عليه وسلم: "نعم يا أبا بكر إن ربي -عز وجل- جعلني بشيرًا ونذيرًا، وجعلني دعوة إبراهيم وأرسلني إلى الناس جميعًا" قال له أبو بكر: والله ما جربت عليك كذبًا وإنك لخليقٌ بالرسالة لعظم أمانتك وصلتك لرحمك وحسن فعالك، مد يدك فأنا أبايعك، فمد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يده فبايعه أبو بكر وصدقه، وأقر أن ما جاء به الحق فوالله ما تلعثم أبو بكر حين دعاه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى الإسلام.
قال رسول الله ﷺ:"ما دعوت أحدًا إلى الإسلام إلا كانت منه كبوة ونظر وتردد إلا ما كان من أبي بكر ما عكم عنه حين ذكرته له وما تردد فيه".
وورد في التاريخ أيضا: عندما ادعى رسول الله النبوة كان أبو بكر خارج مكة في سفر، وعندما رجع أبلغته إحدى إمائه: أن صاحبك قد جن ويقول قولا عجيبا.. يقول إن ملائكة السماء تنزل عليه. فقام أبو بكر من فوره وجاء النبي في بيته وطرق الباب، فقابله النبي. فقال له: جئت أسألك في أمر. هل قلت إن ملائكة من السماء تنزل عليك وتحدثك؟ ومخافة أن يتعثر أبو بكر ويزل قدمه أراد النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يشرح له الأمر أولا، ولكن أبا بكر أصر وقال: لا أريد شرحا، حسبك أن تخبرني: هل قلت هذا؟ ومرة أخرى أراد النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يمهد له الأمر خشية أن يسأل أبو بكر عن شكل الملائكة وكيف تنزل، ولكن أبو بكر أصر على أن يعرف: هل صحيح ما يقال عنك؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: نعم. فقال أبو بكر: إني أؤمن بك وأصدق كل ما تقول. ثم أضاف: يا رسول الله، إنني منعتك من بيان أدلة صدقك لأنني أردت أن يكون إيماني مبنيا على المشاهدة لا على الأدلة، لأنني إذ أعتبرك صالحا وصادقا فلا يبقى بعد ذلك حاجة إلى دليل.