برؤية حماتَي رأيت كيف يفيد تعدد الزوجات الرجل والمرأة على السواء
برؤية حماتَي رأيت كيف يفيد تعدد الزوجات الرجل والمرأة على السواء
رأيت كيف يحمي تعدد الزوجات الرجل والمرأة، لذا أنا مقتنعة الآن بأن جميع الحقوق القرآنية الممنوحة للرجال تحرر المرأة أيضًا.
أعرف ثلاث عائلات للزوج فيها زوجتان، لكن عندما رأيت أن حماتي هي الزوجة الثانية، اتضحت حقوق المرأة بالنسبة لي أكثر.
لقد نُسب لبعض شخصيات الكتاب المقدس 700 زوجة أو يزيد (سفر الملوك الأول 13:11). إلا أن الإسلام قد قلص عدد الزوجات إلى أربع في ظروف معينة وضمن حدود العدالة المطلقة.
ليس جميع الأزواج متشابهين بالتأكيد، لذلك لم تتوانَ الشريعة الإسلامية عن تقديم الحلول للعديد من السيناريوهات التي قد تجبر الرجل على الزواح من امرأة أخرى. تحتوي الأوامر القرآنية التي يزيد عددها عن 700 وصية على حلول للطوارئ في الحياة، وكأنها صيدلية شاملة تحتوي على جميع العلاجات اللازمة لاحتياجات البشرية.
يعتبر الملك هنري الثامن مثالاً حول لماذا الزواج الأحادي ليس للجميع، إذ تزوج هنري الثامن مرارًا وتكرارًا، فكان يتخلص من زوجاته واحدة تلو الأخرى مثل قطعة قماش قذرة أو كان يقطع رؤوسهن! وهذا كله من أجل الحصول على وريث ذكر، أو بدافع الوله أو من أجل تكوين تحالفات سياسية.
كان تعدد الزوجات الإسلامي سيساعد هنري على الاحتفاظ بعدة زوجات دون أن يتخلص منهن بلا رحمة أو لو سُمح لهؤلاء الزوجات التعيسات بتطليقه بدلاً من هذا المصير لكان من الممكن أن يكون الوضع أفضل.
من ناحية أخرى، فإن الرجال مثل السيد روتشستر في رواية جين آير يستحقون تعاطفًا حقيقيًا. حيث كان يجد زواجه من امرأة مريضة عقليًا أمرًا خانقًا. ولإشباع رغباته، كان يرضي نزواته مع كل أنواع العشيقات في أوروبا. وعندما رغب في الزواج من جين التي رفضته، قال لها "إنك تردينني إلى شهوة أستغني بها عن الهيام وإلى رذيلة أملأ بها ساعات حياتي".
تحث جين روتشستر على حياة العزوبية، وهو أمر قاسٍ بالنسبة لقوى الرجل. كان تعدد الزوجات سيساعد هذا الرجل العالق مع امرأة عاجزة عقليًا على أن يعيش حياة فاضلة ورعة. ولكان صان نفسه من زيارة البغايا والإصابة بمرض عن طريق الاتصال الجنسي دون رمي زوجته الأولى في العوز. لكن، إذا انقلبت الآية ولم يعد الرجل قادرا أو فقد أهليته، فيحق للمرأة تطليقه إن شاءت.
يقول حضرة ميرزا غلام أحمد عليه السلام في كتابه سفينة نوح:
" كما أنّ السبيل مفتوحة للنساء أيضًا عند الضرورة؛ أعني أنه إذا كان الرجل لا يصلح لشيء فلهن أن يطلبن بواسطة القاضي الخلعَ الذي يقوم مقام الطلاق"
نجد تاريخيًا أنه في الحربين العالمية الأولى والثانية، ازدادت نسبة العوانس بسبب النقص في الرجال، مما أدى لاحقًا إلى حياة الاختلاط الجنسي والانحدار الأخلاقي الذي نراه في الغرب اليوم. يمنع الإسلام الاختلاط الذي يمكن أن ينشأ في مثل هذا السيناريو؛ حيث يسمح تعدد الزوجات بالحماية لعدد كبير من النساء اللائي سيُتركن لولا ذلك لتفكيك وحدة بعض الأسر. فأن تكون المرأة عشيقة فهذه طريقة كريهة للعيش، دون حقوق قانونية ودون حماية لنفسها أو لأطفالها الذين قد يُنجبوا من هذه العلاقة.
هناك حالات مختلفة يصبح فيها الزواج الأحادي لعنة ويكون تعدد الزوجات هو العلاج الوحيد. صحيح أن مثل هذه الظروف نادرة - لكنها تحدث.
ومقابل حق الرجل في تعدد الزوجات، تتمتع المرأة بحقوق إذا كانت غير سعيدة. أولاً: يحق لها عند الزواج أن تضع شرطًا لزوجها بألا يتزوج بأخرى:
"يحق للنساء أن يشترطن عند الزواج من مسلم أنه لن يتزوج من امرأة ثانية مهما كانت الظروف. إذن، من حق المرأة أن تأخذ عهدا ممن يريد زواجها أنه لن يتزوج ثانية بأي حال. وفي هذه الحالة سيكون الرجل ملزَما بعدم الزواج الثاني بأي حال". (الجلسة السنوية 2021 - خطاب النساء)
و النساء اللواتي لم يقمن بكتابة هذا الشرط في عقد نكاحهن فلهن الحرية في الحصول على الطلاق من الزوج، في حالة الزواج بأخرى:
" فإذا كانت المرأة مستاءة مِن بعلها على تعدّد زوجاته، فلها الخيار أن تطلب منه الخلع بواسطة القاضي" (سفينة نوح)
أو يمكنها اللجوء لمحكمة أعلى من أي قانون شرعي - أي محكمة الله نفسها، فتدعوه تعالى ألا يتم اختبارها أبدًا في مثل هذا الأمر:
"أيتها النساء، يجب ألا تشتكين اللهَ - سبحانه وتعالى - إذا أراد بعولتُكنَّ الزواجَ الثاني، بل ادعُنَّ اللهَ أن يحفظكنَّ من الابتلاء والمصيبة" (المرجع السابق)
وفي المقابل، إذا شق على المرأة أن تصبح زوجة ثانية، فيمكنها رفض هذا العرض. وهكذا، في الواقع، عندما توافق الزوجة الأولى والثانية على الوضع، يمكن عندها للرجل أن يتزوج بثانية.
أنا محظوظة لأنني لاحظت من خلال التدقيق كيف أن تعدد الزوجات يمنح الحماية للمرأة المعنية وللمجتمع. ينمو أطفال الأُمَّين ويتم الاعتناء بهم ودعمهم ماديًا كما لو كانوا من رحمٍ واحد. وعلى الرغم من تفرد الأخوة في الشخصية والتعبير، إلا أنهم ينشأون متحابين. وأثناء التقاء جميع أفراد الأسرة، ترى المنزل ينبض بالحيوية ويكون الجو مليئًا بالدفء المتبادل والمودة بسبب هذه الأخوّة.
مهما كانت آلاف المتطلبات التي تجبر الرجل على الزواج مرة أخرى، يعتقد المجتمع أن ظلم تعدد الزوجات يقع على عاتق الزوجة الأولى. لكن عندما توفي والد زوجي في المستشفى الشهر الماضي، كنت في المنزل مع زوجته الأولى وأبلغتها الخبر وذكّرتها بالتحلي بالصبر، فاستندتْ إلى طاولة المطبخ وقالت: "أنت لا تفهمين الأمر فقد اشتقت له من الآن".
وبالطبع لا يمكن لأي امرأة أن تفتقد رجلاً ظالمًا.. لترقد روحه بسلام.