ملخص لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في 07/01/2022
بسم الله الرحمن الرحيم
نقدم لحضراتكم ملخصًا لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في 07/01/2022 والتي استهلها بقوله تعالى:
"وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِن لَّمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ" ثم قال:
يذكر الله عز وجل في هذه الآية رغبة المؤمنين في نيل رضا الله وأنهم من أجل ذلك ينفقون أموالهم في سبيله تعالى. وفي هذا العصر عُهد للمسيح الموعود عليه السلام مهمة تبليغ رسالة الإسلام، ولإتمام هدفه هذا طلب من أتباعه التضحية بأموالهم وأنفسهم تماما كما طلب جميع الأنبياء من أتباعهم تقديم التضحيات.
قال المسيح الموعود عليه السلام إن على أتباعه أن يضحوا بجزء من أموالهم لنصرة الدين وبهذا يتحقق الإيمان الحقيقي فالمؤمنين يقينا يقدمون التضحيات في سبيل الله وهذه ليست منة على الآخرين بل رغبة في قلوبهم أن يرضى بهم الله عز وجل ويهبهم الثبات واليقين التام، وإنهم يقولون: سوف نساعد ضعفاءنا بأموالنا ويجب أن نحقق من خلال ذلك الهدف الذي من أجله آمنا بإمام الزمان، فمثل هؤلاء يفكرون مترفعين عن الأفكار الدنيوية ويهدفون من خلال تضحياتهم إلى نيل رضوان الله ويحققون المستويات العليا والله يتقبل تضحياتهم وينعم عليهم بأفضاله.
إن الله يعلم ما في الصدور ويعلم نوايانا ولا ينظر إلى كبر حجم التضحية أو صغرها وإنما يثيب الناس بحسب نواياهم، فالذي يتمتع برغد العيش ينفق أموالا كثيرة ولكن الفقير قد يكن حسرة في قلبه ويفكر أن هذا الغني يسبقه في تقديم التضحيات فينال رضا الله وقربه أما أنا فلا أملك ما يكفي فكيف أصل لهذه المراتب العليا؟ وعن هذا قال رسول الله ﷺ: "سبق درهم مائة ألف درهم: رجلٌ له درهمان أخذ أحدهما فتصدّق به، ورجلٌ له مالٌ كثير فأخذ من عرض ماله مائة ألفٍ فتصدَّق بها".
كان معظم المؤمنين زمن المسيح الموعود عليه السلام من الفقراء لكنهم كانوا سباقين في التضحيات المالية وذات مرة قال حضرته إن مئاتا منهم قد دخلوا في جماعتنا ولا يملكون لباسا كاملا على أبدانهم ولا عقارا لكنهم مخلصون جدا بحيث يندهش من ينظر إليهم وهم أقوياء يقينا لدرجة لو عرف الأثرياء اللذة التي يتمتعون بها لتخلوا عن ثرواتهم، وقال أيضا إن هذه الجماعة قد ازدهرت بالوفاء والإخلاص، الأمر الذي يتعجب منه حتى الأعداء، واليوم يظهر هذا الإخلاص حتى في المبايعين الجدد ويبدون نماذج تثير العجب وهم يحبون الخادم الصادق للنبي ﷺ ويخلصون للخلافة بحيث يتعجب العدو من إخلاصهم فمن ذا الذي أحدث فيهم هذا التغيير؟ لا بد أنه فضل الله عليهم. ويتضح من أقوالهم وأفعالهم رغبتهم في تحقيق عهد البيعة في عصر يتهافت فيه الناس على الدنيا ولكنهم أدركوا أن من وسائل نيل رضوان الله: الإنفاق في سبيله تعالى وفيما يلي بعض الأمثلة على تضحيات أبناء الجماعة الجبارة وكيف يثبتهم الله تعالى:
في إحدى فروع الجماعة في سيراليون قدم إمامها الشيخ عثمان المبلغ المحصل إلى معلم الجماعة وقال لم نستطع تحقيق المبلغ الذي وعدنا به رغم رغبتنا الشديدة في تحقيقه ولا يوجد سبيل لذلك فأرجو أن تدعو لنا ثم دعا الجميع وقالوا آمين. يقول المعلم: قبل أن أصل لمركز الجماعة اتصل بي الإمام وقال سألتقيك في المركز ولما وصل قال: بعد أن دعونا جاء أحد أقاربي وأدخل يده في جيبه وأخرج 100 ألف ليون وطلب مني الدعاء فكبرت بصوتٍ عال فتعجب قريبي من ذلك فقلت له لقد وعدنا بتقديم مبلغ كذا بالوقف الجديد وكان المبلغ ناقصا وجئت أنت الآن بعد أن دعونا. وهكذا جاء الإمام وتبرع بهذا المبلغ كاملا الذي هو يسير بالنسبة لنا حيث أنه يعادل 6.5 جنيهات ولكن بالنسبة لهم كبير ورغم حاجة الإمام إليه لكنه لم يبقه وإنما قدمه تضحية مالية وهذا المبلغ يسبق الكثير من الأموال.
وفي تشاد يقول مبلغ الجماعة إن هناك مجموعة كبيرة من المخلصين وغالبيتهم من المبايعين الجدد ومنهم السيدة أم هاني التي وعدت بأداء 70 ألف فرنك في الوقف الجديد ولم تستطع أداء هذا المبلغ وكان عندها جمل فباعته وتبرعت بثمنه كاملا مع أن ثمنه أعلى من الوعد الذي قدمته، وفي توغو هناك شيخ اسمه إبراهيم يرعى أغنام الناس ويتبرع بما يعمل به وكان قد وعد بمبلغ ولم يستطع تحقيقه وفي منطقته هناك نهر يأخذ منه الناس الرمل فبدأ يعمل هناك ليلا وكل ما ربحه هناك قدمه في الوقف الجديد ولم يبقي لنفسه شيئا رغبة في أن ينال مرضاة الله عز وجل. والأمر لا يتعلق بالكبار فقط فهناك صغار سباقون في هذا المجال ففي بيليز وهو بلد لم يصل إليه أي خليفة وجميع الأحمديين فيه من المبايعين الجدد هناك مراهق اسمه دانيال عمره 14 سنة تبرع بالتحريك الجديد وقد ذكرته بالخطبة فبارك له الناس وأرسل له شخص من كندا 200 دولار فقال: كنت بحاجة 30 دولار لإخراج هوية فأبقي هذا المبلغ وأتبرع بالباقي وقد أصروا عليه أن يبقي شيئا من المبلغ لكنه أصر على التبرع به بالكامل وهذا هو معنى إيثار الدين على الدنيا وأدعو الله أن يبقى الإيثار في هذا الولد للأبد.
وفي ختام الخطبة، أعلن أمير المؤمنين نصره الله بدء السنة الجديدة للوقف الجديد حيث انتهت السنة الرابعة والستين وخلال هذه السنة المنصرمة قدمت الجماعة في العالم 11 مليون ومائتي ألف جنيه استرليني بزيادة 742 ألف جنيه عن السنة الماضية، وجاء في المراكز الخمس الأولى: بريطانيا ثم ألمانيا ثم كندا ثم أمريكا ثم الهند، وشارك في صندوق الوقف الجديد حوالي مليون و400 ألف شخص. ثم دعا الله أن يبارك في أموال المضحين.