ملخص لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في 14/01/2022



 بسم الله الرحمن الرحيم

نقدم لحضراتكم ملخصًا لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في 14/01/2022، حيث تابع الحديث عن سيدنا أبي بكر الصديق t وقال:

بعد فترة وجيزة من انطلاق النبي وسيدنا أبي بكر نحو المدينة، نبه أبو بكر النبي أن شخصا ما يطاردهم، فطمأنه أنه ليس هنالك داعٍ للخوف، ثم تبين أن من يلاحقهم كان سراقة بن مالك الذي روى اللقاء كما يلي: ‏"جاءنا رسل كفار‏ ‏قريش ‏‏يجعلون في رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏وفي‏ ‏أبي بكر ‏رضي الله عنه‏ ‏دية‏ ‏كل واحد منهما لمن قتلهما أو أسرهما فبينا أنا جالس في مجلس من مجالس قومي ‏بني مدلج ‏ ‏أقبل رجل منهم حتى قام علينا فقال يا‏ ‏سراقة ‏‏إني رأيت‏ ‏آنفا ‏‏أسْوِدَة ‏‏بالساحل إني أراها ‏‏محمداً‏ ‏وأصحابه‏ ‏فعرفت أنهم هم ثم خرجت على فرسي ‏بعد أن استقسمت ‏‏ بالأزلام هل أضرهم أم لا فخرج الذي أكره أن لا أضرهم فركبت فرسي وعصيت ‏‏الأزلام ‏ولما ‏‏دنوت‏ ‏منهم ‏‏عثرت‏ ‏بي فرسي فقمت فأهويت بيدي إلى ‏كنانتي ‏فأخرجت ‏‏الأزلام ‏فاستقسمت ‏‏بها فخرج الذي أكره أن لا أضرهم فعصيت ‏الأزلام ‏وركبت فرسي ثم ‏ساخت ‏‏يدا فرسي في الأرض حتى بلغت الركبتين ‏ثم قلت لرسول الله ‏صلى الله عليه وسلم ‏‏إن قومك قد جعلوا فيك ‏الدية فلم ‏يرزآني ‏شيئاً ولم يسألاني إلا أَنْ قَالَ أَخْفِ عَنَّا فسألت النبي أن يكتب لي كتاب ‏‏أمن فقال لي النبي "كيف بك يا سراقة إذا لبست سواري كسرى؟" فقلت في دهشة: "كسرى ابن هرمز إمبراطور الفرس؟ "فقال : "نعم".

اعتنق سراقة الإسلام بعد فتح مكة، وأثناء فترة خلافة حضرة عمر رضي الله عنه فتح المسلمون بلاد فارس، وغنموا ملك كسرى وكان من ذلك أساوره الذهبية والتي كانت مرصعة بمجوهرات لا تقدر بثمن، فدعا حضرة عمر سراقة وقال له البس سواري كسرى.

وفي طريق الهجرة مرّ النبي وأصحابه بسيدة عجوز يقال لها أم معبد فنظر رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم إلى شاة في كسر بيتها فقال: "مَا هَذِهِ الْشَّاةُ يَا أُمَّ مَعْبَدٍ؟" قالت: شاة خلفها الجهد عن الغنم. قال: "هَلْ لَهَا مِنْ لَبَنٍ؟" قالت: هي أجهد من ذلك. قال: "أَتَأْذَنِيْنَ أَنْ أَحْلُبَهَا". قالت: نعم بأبي أنت وأمي، إن رأيت بها حَلَبًا فاحلبها. فمسح ضرعها وذكر اسم الله، ودعا بإِناء يُرْبِضُ الرهط، فحلب فيه فسقاها حتى رويت، وسقى أصحابه فشربوا حتى رووا وشرب آخرهم وقال: "سَاقِي الْقَوْمِ آخِرُهُمْ شُرْبًا". فشربوا جميعًا عَلَلًا بعد نَهَل حتى رضوا.

كما التقى النبي ومن معه بالزبير بن العوام، الذي كان عائدا إلى مكة مع مجموعة صغيرة من المسلمين بعد رحلة تجارية إلى الشام، فقدم الزبير ثوباً أبيضاً إلى النبي وآخر لأبي بكر، وقال أنه سوف يعود قريباً من مكة وينضم إليهم في يثرب.

وخلال الفترة المتبقية من الرحلة التقى النبي وأبا بكر بعددٍ آخر من الناس كان أغلبهم يعرفون أبا بكر فميزوه وسألوه من ذا الذي يركب أمامه؟ فردّ أبو بكر: "هذا الرجل يهديني الطريق" وقصد أنه يهديه سبيل الله، ولكن فهم الذين استعلموا عن الأمر أنه دليلٌ استأجره.

سَمِعَ الْمُسْلِمُونَ بِالْمَدِينَةِ مَخْرَجَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ مَكَّةَ، فَكَانُوا يَغْدُونَ كُلَّ غَدَاةٍ إِلَى الْحَرَّةِ فَيَنْتَظِرُونَهُ، حَتَّى يَرُدَّهُمْ حَرُّ الظَّهِيرَةِ، فَانْقَلَبُوا يَوْمًا بَعْدَ مَا أَطَالُوا انْتِظَارَهُمْ، فَلَمَّا أَوَوْا إِلَى بُيُوتِهِمْ، أَوْفَى رَجُلٌ مِنْ يَهُودَ عَلَى أُطُمٍ مِنْ آطَامِهِمْ لأَمْرٍ يَنْظُرُ إِلَيْهِ، فَبَصُرَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابِهِ مُبَيَّضِينَ يَزُولُ بِهِمُ السَّرَابُ، فَلَمْ يَمْلِكِ الْيَهُودِيُّ أَنْ قَالَ بِأَعْلَى صَوْتِهِ يَا مَعَاشِرَ الْعَرَبِ هَذَا جَدُّكُمُ الَّذِي تَنْتَظِرُونَ‏.‏ فَثَارَ الْمُسْلِمُونَ إِلَى السِّلاَحِ، فَتَلَقَّوْا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِظَهْرِ الْحَرَّةِ، فَعَدَلَ بِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ حَتَّى نَزَلَ بِهِمْ فِي بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، وَذَلِكَ يَوْمَ الاِثْنَيْنِ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الأَوَّلِ، فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ لِلنَّاسِ، وَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَامِتًا، فَطَفِقَ مَنْ جَاءَ مِنَ الأَنْصَارِ مِمَّنْ لَمْ يَرَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُحَيِّي أَبَا بَكْرٍ، حَتَّى أَصَابَتِ الشَّمْسُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ حَتَّى ظَلَّلَ عَلَيْهِ بِرِدَائِهِ، فَعَرَفَ النَّاسُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ ذَلِكَ، فَلَبِثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ بِضْعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً وَأُسِّسَ الْمَسْجِدُ الَّذِي أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى، وَصَلَّى فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

وفي ختام الخطبة، أعلن أمير المؤمنين نصره الله أنه سيصلي الغائب على بعض المرحومين وذكر نبذة من حياتهم ودعا لهم بالرحمة وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان.