السيدة باميلا إلدرز-المملكة المتحدة
السيدة باميلا إلدرز مسلمة أحمدية مخلصة جدًا وهي أول بريطانية اعتنقت الإسلام في مدينة هارتليبول ولا تزال تعيش هناك وتحاول خدمة الجماعة قدر المستطاع.
اسمي باميلا إلدرز. ولدت في هارتليبول في الخامس عشر من تشرين الثاني (نوفمبر) 1945. كانت والدتي ربة منزل وتعلم والدي حرفة الإسكافي، وكان هذا في زمن الكساد الكبير، فلم يعمل في الواقع كإسكافي، وعمل أثناء الحرب في مصانع الصلب. ولم ينضم إلى الجيش لأنه اعتُبر عاملاً أساسيًا (كانت البلاد بحاجة إلى الفولاذ كجزء من حملة الحرب).
ومن أجل تعليمي الابتدائي، أرسلتُ إلى أقرب مدرسة لمنزلنا. وبالنسبة لتعليمي الثانوي، كان من المفترض أن أذهب إلى أقرب مدرسة، ولكن نظرًا لأنها لم تكن تتمتع بسمعة طيبة جدًا، فقد أصرت والدتي على أن أذهب إلى مدرسة "المتفوقين" وأن أحصل على شهادة الثانوية العامة منها. كنت أرغب دائمًا في أن أصبح ممرضة، لذلك بمجرد أن أنهيت تعليمي الثانوي ذهبت إلى المستشفى للعمل كممرضة. وكان علي أن أعمل لعامين تقريبًا قبل أن أتمكن من التدرب لأكون ممرضة...
كانت السيدة خان هي التي أثارت موضوع الدين أمامي. كنت آخذ الكتاب المقدس إلى منزلها وكان لدى السيدة خان القرآن الكريم وكنا نتبادل المراجع. خلال هذه العملية، كنت محظوظة لأنني تمكنت من مقابلة السيد تشودري ظفر الله خان. كانت شخصية السيد تشودري من النوع الذي إذا قابلته فمن المحال أن لا تصدق ما يقوله؛ ولعل هذا لكونه من صحابة المسيح الموعود عليه السلام. اعتادت السيدة خان على عقد اجتماعات في منزلها من أجل التبليغ وعندما جاء السيد تشودري، أتيحت لي الفرصة لمقابلته على حدة وكان من الصعب حقًا عدم تصديق ما كان يقوله، لأنه كان رجلاً تقياً وكل ما كان يقوله، كان يقوله عن قناعة تامة. بعد هذا الاجتماع بايعت. وذهبت إلى بعض الجلسات وكان من حسن حظي السفر إلى باكستان. لقد اختلطت جيدًا بالجماعة. ولكن الأهم من ذلك كله كان أسوة الدكتور خان والسيدة خان مما جعلني أرغب في الإسلام واعتناقه لأنهما يبلّغان ما يؤمنان به ويؤمنان بما يبلغان به.
قبل أن أعتنق الإسلام لم أفهم أبدًا مفهوم الثالوث بشكل صحيح وقيل لي دائمًا أن عليك "الإيمان" فقط، ولكن في الإسلام تمت الإجابة على جميع أسئلتي.
قبل اعتناقي الإسلام قرأت بعض الأدبيات مثل كتاب تشودري ظفر الله خان "النجاة من الصليب" وأعطتني السيدة خان العديد من الكتب الأخرى التي قرأتها خلال فترة بضع سنوات، قبل أن أقرر الدخول في الإسلام. ولا أستطيع إلا أن أؤكد على حقيقة أن معظم الأمر كان بسبب أسوتهما الحسنة مما جعلني أرغب في اعتناق الإسلام والانضمام للأحمدية لأنهما كانا يطبقان تعاليم دينهما. وأعلم أنه في حياة السيد خان كان أهم شيء بالنسبة له هو الله وما كان ليرتكب أي خطأ أبدًا، لأنه كان يعلم أن الله يراقبه.
عندما اعتنقت الإسلام، كان من بين التحديات التي واجهتني خوفي من ردة فعل والدتي على اعتناقي الإسلام. لم أغير اسمي لأني كنت أعرف أن ذلك سيؤذيها، على الرغم من أنني أُعطيت الاسم الإسلامي طوبى. ولكن أخبرني الداعية آنذاك أن الاسم ليس بالشيء المهم، بل الدين هو المهم، وهذا كان مريحًا للغاية. لم تكن والدتي ضد الإسلام أبدًا لأنها كانت تعرف السيد خان شخصيًا وكانت تعلم أنه شخص مختلف وتقي. لم تكن والدتي معادية للإسلام أبدًا، بل اعتادت أن تأتي معي إلى منزل السيد خان للاجتماعات التي كانت تُعقد هناك. لقد بذلنا قصارى جهدنا لمحاولة إدخالها الإسلام أيضًا، لكنها اعتادت أن تقول: "أنا منضبطة جدًا في طرقي الآن ولا يمكنني تغيير ديني بين ليلة وضحاها، وإذا كنت سأقوم بالتغيير فأود أن أفعل ذلك قدر استطاعتي". كانت والدتي تؤمن في صميم قلبها، ولكن لأنها اعتقدت أنها وصلت إلى سن يصعب عليها تغيير معتقدها، لذلك لم تفعل ذلك. لم تكن هناك مشكلة على هذا النحو مع والدتي أو أقاربي فيما يتعلق بدخولي الإسلام، وكان الشيء الوحيد أنهم يعرفون أنني لن أشرب أي كحول أو آكل لحم الخنزير، لذلك لم يقدموا لي ذلك مطلقًا، بخلاف ذلك، لم تكن هناك أبدا أي مشكلة.
كان الاختلاف الذي شعرت به بعد دخولي الإسلام هو أنني شعرت بسلام أكثر مع نفسي وكان لدي إيمان يمكنني القول أنه ملكي. لقد أثبت الإسلام دائمًا أنه منطقي بالنسبة لي.
أصبحت علاقتي مع الله أفضل بكثير الآن حيث صرت أصلي أكثر، وكلما صليتَ أكثر، اقتربت أكثر من الله وشعرت أنك أقرب إليه.
التقيت الخليفة الثالث والرابع رحمهما الله حيث كان الخليفة الثالث متزوجًا من أخت الدكتور خان، لذلك جاء إلى منزله وكان من دواعي سروري حينها أن ألتقي به. في ذلك الوقت، لم يكن الخليفة الرابع خليفة، وجاء أيضًا إلى هارتليبول رفقة الخليفة الثالث، وكان هو في الواقع من علمني كيفية الصلاة.
كما كان من دواعي سروري أن أذهب إلى باكستان. كانت المرة الأولى التي ذهبت فيها إلى باكستان لحضور حفل زفاف، وكان هذا قبل أن أدخل الإسلام. في ذلك الوقت، كان هناك أيضًا الجلسة السنوية التي كان من دواعي سروري أن أحضرها. كانت تلك التجربة جيدة حقًا لأني شعرت بالحب الذي أظهره لي الناس وشعرت بالترحيب الشديد وأنني جزء من عائلتهم؛ ولم يقتصر الأمر على قلة من الناس، بل كانت المدينة بأكملها كذلك.
ذهبت إلى باكستان مرة أخرى بعد دخولي الإسلام، كان الغرض من تلك الرحلة هو حضور الجلسة في باكستان. لقد زرت أيضًا مدينة قاديان في الهند. وسررت بزيارة قبر المسيح الموعود عليه السلام. وشعرت أنه لم تكن باكستان أو الهند أو إنجلترا فقط من يتصرف فيها الناس بلطف معي، ولكن أينما ذهبت، شعرت كما لو أن الجماعة قد قبلتني تمامًا كما أنا ولم يكن هناك أبدًا شعور بأنهم يرفضونني. لذلك كان هذا أحد الأشياء التي جذبتني حقًا إلى الإسلام وجعلتني أرغب في أن أكون جزءًا من هذه الجماعة، والسبب وراء سلوكهم هذا هو أنهم يبذلون قصارى جهدهم كي يعيشوا حياة التقوى متبعين خطى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قدر المستطاع.
وكوني أول من اعتنق الإسلام في جماعة هارتليبول، شعرت أن الشيء الذي جذب الجميع في جماعة هارتليبول إلى الإسلام والأحمدية، كان سمات الدكتور خان والسيدة خان. لقد كانا من الأتقياء ولو تعرفت إليهما شخصيًا لوددت تلقائيًا أن تكون معهما وأن تؤمن بما يؤمنان به، لأنك ستعرف أن هذه هي الحقيقة من خلال شخصيتهما.