ملخص لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في 11/02/2022



 بسم الله الرحمن الرحيم

نقدم لحضراتكم ملخصًا لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في 11/02/2022، حيث تابع الحديث عن سيدنا أبي بكر الصديق t وقال:

قبل فتح مكة قال أبو بكر لرسول اللهﷺ: يا رسول الله! أراني في المنام وأراك دنونا من مكة، فخرجتْ إلينا كلبة تهر، فلما دنونا منها استقلت على ظهرها، فإذا هي تشخب لبنًا، فقال رسول الله ﷺ: "ذهب كلبهم وأقبل درهم، وهم سيأوون بأرحامهم وإنكم لاقون بعضهم فإن لقيتم أبا سفيان فلا تقتلوه".

ولما توجه أبو سفيان وحكيم بن حزام ذاهبَين: قال العباس: يا رسول الله إني لا آمن أبا سفيان أن يرجع عن إسلامه فاردُده حتى يفقه، ويرى جنود الله تعالى معك.

وفي رواية أن أبا سفيان لما ولى، قال أبو بكر: يا رسول الله، لو أمرتَ بأبي سفيان فحُبس على الطريق؟ ولما ذهب أبو سفيان لينصرف، قال رسول الله ﷺ للعباس: "احبسه بمضيق الوادي". فأدركه العباس فحبسه، فقال أبو سفيان أغدرا يا بني هاشم؟ فقال العباس: إنا لسنا بغُدُر، ولكن أصبِح حتى تنظر جنود الله، وإلى ما أعدَّ الله للمشركين، فحبسه بالمضيق حتى أصبحوا.

لما طلعت كتيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم الخضراء التي فيها المهاجرون والأنصار والرايات والألوية، وفيها ألف دارع، أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم رايته لسعد بن عبادة، الذي نادى أبا سفيان وقال: اليوم يوم الملحمة، اليوم تُستَحل الحرمة، اليوم أذل الله قريشا فقال أبو سفيان: يا عباس، حَبَّذَا يَوْمُ الذِّمَار.

فمرت القبائل، وطلع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو على ناقته القصواء بين أبي بكر الصديق، وأسيد بن الحضير فقال العباس لأبي سفيان: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: لما دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكة عام الفتح، رأى النساء يلطمن وجوه الخيل بالخمر، فتبسم إلى أبي بكر، وقال: "يا أبا بكر كيف قال حسان؟" فأنشده أبو بكر، قول حسان:

عَدِمتُ بُنَيَّتِي إنْ لَمْ تَروْهَا ... تُثِيرُ النَّقْعَ موعدها كَدَاءِ

یُنَازِعْنَ الْاَعِنَّةَ مُسْرِحَاتٍ ... یُلَطِّمُهنَّ بِالْخُمُرِ النِّسَاءُ

فقال رسول الله ﷺ يجب أن تدخلوا من المكان الذي ذكره حسان.

وعند الفتح أعطى رسول الله الأمان للناس فقال أبو بكر يا رسول الله إن أبا سفيان يحب الشرف فقال ﷺ: "من دخل بيت أبي سفيان فهو آمن"

وبعد الفتح، أمر رسول الله ﷺ بهبل فكُسر، فقال الزبير بن العوام لأبي سفيان: يا أبا سفيان قد كسر هبل، أما إنك قد كنت منه يوم أحد في غرور حين تزعم أنه أنعم، فقال أبو سفيان: دع عنك هذا يا ابن العوام، فقد أرى لو كان مع إله محمد غيره لكان غير ما كان.

ثم تحدث أمير المؤمنين نصره الله عن غزوة حنين التي كانت في السنة الثامنة للهجرة بعد فتح مكة، وذكر ما قاله المصلح الموعود t:

ورد في التاريخ أن كثيرًا من مسلمي مكة حديثي العهد بالإيمان انضموا إلى الجيش المسلم في غزوة حنين، ليُبدوا فيها شجاعتهم وفنونهم القتالية. ولكنهم لم يثبتوا في ساحة القتال أمام هجوم بني ثقيف وفروا حتى لم يبق حول النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا اثنا عشر صحابيًا. لقد فرّ وتشتّتَ الجيش المسلم المكون من عشرة الآف مقاتل في حين كان جيش الكفار المكون من ثلاثة آلاف رامٍ يرشقون النبي - صلى الله عليه وسلم - عن يمينه وشماله بالنبال من على الجبال. ولكن النبي - صلى الله عليه وسلم - رفض أن يتأخر، وظل يتقدم إلى الكافرين. فأخذ أبو بكر لجام راحلته من شدة القلق عليه، وقال يا رسول الله، فداك نفسي، هذا ليس أوان المضي قدمًا. أرجو أن تنتظر حتى يجتمع المسلمون. ولكن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في حماس شديد: اترُكْ لجام بغلتي. ثم تقدم النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يرتجز:

أنا النبي لا كذبْ ... أنا ابن عبد المطّلبْ

كان عم النبي - صلى الله عليه وسلم - العباسُ جهيرَ الصوت، فأمره النبي - صلى الله عليه وسلم - أن ينادي بأعلى صوته: يا أصحاب الشجرة - يعني شجرة بيعة الرضوان عند الحديبية - ويا أصحاب سورة البقرة - أي الذين قد حفظوا سورة البقرة عن ظهر قلب - إن رسول الله يدعوكم.

يقول أحد الصحابة لما فر مقدمة جيش المسلمين إلى الوراء نتيجة جبن مسلمي مكة حديثي العهد بالإسلام نفرت رواحلنا، وكلما حاولنا إيقافها اشتدت عدوًا. وبينما نحن في ذلك إذ سمعنا دويّ صوت العباس في ساحة القتال وهو يقول: يا أصحاب سورة البقرة، يا من بايعوا النبي - صلى الله عليه وسلم - عند الحديبية تحت الشجرة، إن رسول الله يدعوكم. ولما وقع هذا الصوت في سمعي ظننت أنني لست حيًّا، بل ميت، وأن صور إسرافيل يدوّي في أذني. فجذبت خطام بعيري بشدة لأوقفه، فالتصق رأسه بظهره، ولكنه كان مذعورًا جدًا، وبمجرد أن أرخيت له الخطام بدأ يعدو إلى الناحية الأخرى عدوًا شديدًا. فأخرجتُ أنا وكثير من أصحابي سيوفنا، وبعضنا قفزوا من رواحلهم، وبعضنا قطعوا أعناقها، وأخذوا يعدون إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعادوا إليه  واجتمع حوله في لحظاتٍ الجيشُ المكون من سبعة الآف صحابي فصعدوا على الجبال وقتلوا الأعداء، فانقلبت الهزيمة فتحًا عظيمًا.

ثم تحدث نصره الله عن غزوة الطائف وقال:

قبل هزيمة هوازن وثقيف هرب المهزومون مع مالك بن عوف نصري إلى الطائف وأغلقوا عليهم الحصن. فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، بعد أن وزع غنائم الحرب في جعرانة على الناس وخرج إلى الطائف في نفس الشهر، شوال سنة 8 هـ.

وتعددت الروايات عن عدد الأيام التي حاصر فيها الطائف، فمنهم من قال إن الحصار استمر لأكثر من عشر ليال، وقيل أيضًا لأكثر من عشرين ليلة. وقيل 20 يومًا وفي رواية قرابة أربعين ليلة.

وفي ختام الخطبة أعلن أمير المؤمنين نصره الله أنه سيصلي الغائب على المرحومة أمة اللطيف خورشيد وذكر نبذة من حياتها.