ملخصًا لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في 18/02.2022
بسم الله الرحمن الرحيم
نقدم لحضراتكم ملخصًا لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في الثامن عشر من شهر فبراير/شباط الجاري، حيث قال:
نحتفل بيوم المصلح الموعود في العشرين من شباط/فبراير، إن هذه النبوءة تتعلق بولادة ابن للمسيح الموعود u وقد أعلن حضرته هذه النبوءة بعد تلقيها من الله تعالى للرد على اعتراضات خصوم الإسلام الذين يقولون إن الإسلام لا يُري آية.
قال المسيح الموعود u: "أخبركم بعد أن أطلعت من الله أن آية عظيمة سوف تتحقق من خلال ولادة ابن لي وإنه سوف يعيش طويلا ويخدم الإسلام". ثم ذكر صفاته وكانت أكثر من خمسين صفة، وذكر المدة التي سيولد فيها هذا الابن وقد تحقق ذلك وعاش هذا الابن عمرًا طويلا ووُفق لخدمة الإسلام بصورة خارقة للعادة.
بالنسبة لصحة هذا الابن الذي كان مقدرا أن يعيش طويلا، عن ذلك يقول المصلح الموعودt: لقد كانت صحتي ضعيفة في الصغر، فأصبت بدايةً بالسعال الديكي ثم تدهورت صحتي لدرجة كنت بين الحياة والموت وأنا بين العاشرة والحادية عشر من عمري، وكان يظن أني لن أعيش طويلا، وأصبت بهذه الفترة بالرمد ولم أستطع الرؤية في إحدى عيني وحتى الآن بصري ضعيف في تلك العين، ثم تعرضت بعد ذلك لحمى لمدة 6 أو 7 أشهر وقيل لأبي إني مريض بالسل، ولهذه الأسباب لم أستطع التركيز على الدراسة والمواظبة على ارتياد المدرسة ومرة قال أستاذ الرياضيات للمسيح الموعودu "إن ابنك يغيب عن المدرسة" فخشيت أن يغضب مني عليه السلام لكنه قال: يا أستاذ إن صحته ضعيفة والحمد لله أنه يستطيع الذهاب مرة أو مرتين للمدرسة ويتعلم شيئًا فلا تركز عليه كثيرًا.
هكذا كانت حالته الصحية، فهل يمكن لأحد أن يضمن لمثل هذا الطفل أن يعيش عمرًا طويلًا؟ّ بل وكانت النبوءة تقول إنه سيُملأ علومًا ظاهرية وباطنية فكيف يمكن أن يقال في مثل هذه الحالة أنه سوف يملأ بالعلوم الظاهرية والباطنية؟ لقد قال المسيح الموعودu إنه "إذا درس القرآن والحديث فهذا يكفي".
ويقول المصلح الموعودt: "بالنسبة للعلوم الدنيوية فلم أكن أستطيع ذلك بسبب ضعف بصري وقد رسبت في امتحانات الابتدائية والمتوسطة ولكن الله سبحانه وتعالى هو الذي أخبر المسيح الموعودu أنني سأُملًا علومًا ظاهرية وباطنية فلم أتعلم العلوم الدنيوية ولكن الله تعالى وفقني لأكتب الكتب التي اندهش العالم بقراءتها وقالوا إنه لا يمكن أن يُكتَب أكثر من ذلك حول القضايا الإسلامية ففسرتُ جزءًا من القرآن الكريم وعندما قرأ بعض المعارضين هذا التفسير قالوا إننا لم نقرأ مثل هذا التفسير، ثم إن أهل لاهور يعرفون أن الأساتذة والأطباء والمحامون يأتون لزيارتي في لاهور ولم يحدث ولو مرة واحدة أن ذكر لي أحدهم أي اعتراض على الإسلام أو القرآن إلا وقد رددت عليه وفندته، بحيث يسلم صاحب الاعتراض على أنه لا يمكن الاعتراض على تعاليم الإسلام، هذا فضل الله سبحانه وتعالى الذي يحالفني دائمًا وإلا فإنني لم أتعلم من علوم الدنيا شيئًا ولكني لا أستطيع أن أرفض أن الله سبحانه قد علمني من لدنه وملأني بالعلوم الظاهرية والباطنية، وقد رأيتني مرة واقفا في مكانٍ ما متوجهًا إلى الشرق إذ سمعت صوتًا من السماء مثل صلصلة الجرس أو كأنه صوت رفيع يطن كما يصدر من إناءٍ من نحاس حين يدقه أحد. فأخذ الصوت ينتشر ويرتفع وأنا شاهدٌ حتى ساد الصوت الجو كله، وفجأة رأيتُ الصوت يتجسد في شكل إطار، ثم أخذ الإطار يتحرك، وطفق يظهر من خلاله صورة وجودٍ جميلٍ رائع الجمال، ثم شرعت الصورة تتحرك وسرعان ما قفز منها شيء ظهر أمامي، وقال أنا ملاك الله، ولقد أرسلني الله تعالى إليك لأعلمك تفسير سورة الفاتحة. فقلت: علِّمْني! وجعل يعلّم ويعلّم، فلما وصل إلى "إياك نعبد وإياك نستعين" قال: إن السلف من المفسرين كلهم قد فسروا هذه السورة إلى هنا فقط، لكنني أريد أن أعلمك تفسير ما بعدها من الآيات، فقلت: علمْني! فأخذ يعلّم إلى أن علمني تفسير سورة الفاتحة بكاملها. ومعنى هذه الرؤيا أن الله قد أعطاني ملَكة خاصة لفهم القرآن الكريم ولذلك يمكنني إخبار معارف سورة الفاتحة في أي مجلس.
ومرة دعيتُ فجأة لإلقاء خطابًا ولم أكن قد حضّرتُ شيئًا فتذكرت رؤيا الملاك فدعوت الله يا رب إن كان الملاك منك فأخبرني الآن نقطة لم تخبرها أحدًا من قبل، فألقى الله في روعي نقطة جميلة جدا حول "غير المغضوب عليهم ولا الضالين" "أي يا أيها المسلمون ينبغي أن تدعوا الله تعالى أن لا تكونوا من المغضوب عليهم ولا من الضالين، والمغضوبين هم اليهود والضالون هم النصارى أي يا إلهي أنقذنا من أن نكون مثل اليهود والنصارى وإن النبي ﷺ قد قال إنه سيأتي مسيح في هذه الأمة وسينكره الناس فيصبحوا مثل اليهود ثم قال إن فتنة المسيحية سوف تتفاقم وسينضم الناس للمسيحية من أجل نيل الفوائد الدنيوية أو لعدم فهمهم تعاليم الدين وسورة الفاتحة قد نزلت في مكة حيث لم يكن اليهود ولا النصارى يعارضون الإسلام وإنما من قبل مشركي مكة ومع ذلك لم يُعلّم المسلمون دعاء أن لا نكون من عابدي الأصنام وإنما عُلّموا دعاء أن لا نكون مثل اليهود والنصارى ويتضح من هذا أن الله قد أنبأ أن الأصنام سوف يقضى عليها فلا داعي لأن يُعلّم المسلمون شيئا تجاهها أما اليهود والنصارى فسوف يبقون ويجب أن تدعوا الله أن تُعصَموا من فتنتهم"، ولما أنهيت هذا الدليل قال لي بعض العلماء لقد درسنا القرآن جيدًا ولم ندرك هذه النقطة من قبل، لقد كان عمري آنذاك 20 سنة. لقد علمني الله من خلال الملاك علوم القرآن وفتحتُ خزائن القرآن فلا يمكن لأحد أي يقف أمامي دون أن أظهر عليه عظمة القرآن.
وهكذا فإن الإنسان الذي لم تكن صحته على ما يرام قد عمره الله تعالى لكي يقدم بواسطته إثباتًا لصدق الإسلام والأحمدية وقد تمت في حياته ترجمة القرآن الكريم في 18 لغة ووصلت رسالة الإسلام إلى أركان الأرض.