ملخص لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في 25/02/2022،



 بسم الله الرحمن الرحيم

نقدم لحضراتكم ملخصًا لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في 25/02/2022، حيث تابع الحديث عن سيدنا أبي بكر الصديق t وقال:

غادر النبي صلى الله عليه وسلم لحجة الوداع يوم الخميس العاشر للهجرة، وفي رواية يوم السبت.

عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله تعالى عنهما أن أبا بكر قال: يا رسول الله - لما أراد حجة الوداع - عندي بعير نحمل عليه زادنا، فقال رسول الله ﷺ: فذاك إذن، فكانت زاملة رسول الله وزاملة أبي بكر واحدة عليها زادهما، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بزاد دقيق وسويق، فجُعل على بعير أبي بكر، وأعطاه أبو بكر لغلام له.

وعَنْ أَسْمَاءَ قَالَتْ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ حُجَّاجًا حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالْعَرْجِ نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ وَنَزَلْنَا فَجَلَسَتْ عَائِشَةُ إِلَى جَنْبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَلَسْتُ إِلَى جَنْبِ أَبِي وَكَانَتْ زِمَالَةُ أَبِي بَكْرٍ وَزِمَالَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاحِدَةً مَعَ غُلَامٍ لِأَبِي بَكْرٍ فَجَلَسَ أَبُو بَكْرٍ يَنْتَظِرُ أَنْ يَطْلُعَ عَلَيْهِ فَطَلَعَ وَلَيْسَ مَعَهُ بَعِيرُهُ فقَالَ أَيْنَ بَعِيرُكَ قَالَ أَضْلَلْتُهُ الْبَارِحَةَ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ بَعِيرٌ وَاحِدٌ تُضِلُّهُ؟ فَطَفِقَ يَضْرِبُهُ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَبَسَّمُ وَيَقُولُ انْظُرُوا إِلَى هَذَا الْمُحْرِمِ مَا يَصْنَعُ.

ولما بلغ أحد الصحابة أن زاملة رسول الله ﷺ ضلت جاء بحلوى من الدقيق والتمر والسمن ووضعها بين يديه، فقال رسول الله لأبي بكر وهو يغتاط على الغلام: هوّن عليك يا أبا بكر، فإن الأمر ليس لك ولا إلينا. وقد كان الغلام حريصا على أن لا يضل بعيره، وهذا غذاء طيب قد جاء الله به، فأكل وأبو بكر ومن كان يأكل معهما حتى شبعوا، فأقبل صفوان بن المعطل والبعير معه وعليه الزاملة حتى أناخه على باب منزله، فقال رسول الله ﷺ لأبي بكر: انظر هل تفقد شيئا من متاعك؟ فقال: ما فقدت شيئا إلا قعبا كنا نشرب فيه، فقال الغلام: هذا القعب معي.

وعَنْ أَبِي بَكْرٍ أَنَّهُ خَرَجَ حَاجًّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَجَّةَ الْوَدَاعِ وَمَعَهُ امْرَأَتُهُ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ فَلَمَّا كَانُوا بِذِي الْحُلَيْفَةِ وَلَدَتْ أَسْمَاءُ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ فَأَتَى أَبُو بَكْرٍ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ فَأَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَأْمُرَهَا أَنْ تَغْتَسِلَ ثُمَّ تُهِلَّ بِالْحَجِّ وَتَصْنَعَ مَا يَصْنَعُ النَّاسُ إِلَّا أَنَّهَا لَا تَطُوفُ بِالْبَيْتِ.

ولما مر رسول الله ﷺ بوادي عُسفان، قال: "يا أبا بكر أي واد هذا ؟" قال: "وادي عُسفان"، فقال: "لقد مر به هود وصالح على بِكرين أحمرين خطمُهما ليف، وأوزرهم العباء، وأرديتهم النماز يلبون، يحجون البيت العتيق.

يقول سيدنا أبو بكر t لقد رأيت سهيل بن عمرو في حجة الوداع قائما عند المنحر يقرّب لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - بُدْنَه ورسول الله ينحرها بيده، ودعا الحلاق، فحلق رأسه، وأنا أنظر إلى سهيل يلقط من شعره ويضعه على عينيه، وأذكر امتناعه أن يقر يوم الحديبية بأن يُكتَب: "بسم الله الرحمن الرحيم" فحمدت الله تعالى الذي هداه للاسلام.

في مرض النبي ﷺ الأخير أمر رسول الله أبا بكر أن يصلي بالناس، عنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي مَرَضِهِ مُرُوا أَبَا بَكْرٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ فقُلْتُ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ إِذَا قَامَ فِي مَقَامِكَ لَمْ يُسْمِعْ النَّاسَ مِنْ الْبُكَاءِ فَمُرْ عُمَرَ فَلْيُصَلِّ لِلنَّاسِ، فَقُلْتُ لِحَفْصَةَ قُولِي لَهُ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ إِذَا قَامَ فِي مَقَامِكَ لَمْ يُسْمِعْ النَّاسَ مِنْ الْبُكَاءِ فَمُرْ عُمَرَ فَلْيُصَلِّ لِلنَّاسِ فَفَعَلَتْ حَفْصَةُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَهْ إِنَّكُنَّ لَأَنْتُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ لِلنَّاسِ.

ومرة قال أبو بكر لعمر أن يصلي بالناس، فقام عمر، ولما كبر سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوته، وكان مجهراً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فأين أبو بكرٍ؟ يأبى الله ذلك والمسلمون" . فبعث إلى أبي بكر فجاءه بعد أن صلى عمر تلك الصلاة فصلى بالناس طول علته حتى قُبض رسول الله صلى الله عليه وسلم.

عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَاتَ وَأَبُو بَكْرٍ بِالسُّنْحِ فَقَامَ عُمَرُ يَقُولُ "وَاللَّهِ مَا مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ، وَاللَّهِ مَا كَانَ يَقَعُ فِي نَفْسِي إِلَّا ذَاكَ وَلَيَبْعَثَنَّهُ اللَّهُ فَلَيَقْطَعَنَّ أَيْدِيَ رِجَالٍ وَأَرْجُلَهُمْ" فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَكَشَفَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَبَّلَهُ وقَالَ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي طِبْتَ حَيًّا وَمَيِّتًا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يُذِيقُكَ اللَّهُ الْمَوْتَتَيْنِ أَبَدًا ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ "أَيُّهَا الْحَالِفُ عَلَى رِسْلِكَ" فَلَمَّا تَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ جَلَسَ عُمَرُ فَحَمِدَ اللَّهَ أَبُو بَكْرٍ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَقَالَ "أَلَا مَنْ كَانَ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ مَاتَ وَمَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ وَقَالَ: "إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ" وَقَالَ: "وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ" فَنَشَجَ النَّاسُ يَبْكُونَ.

عن ابن عباس قال: وَاللَّهِ لَكَأَنَّ النَّاسَ لَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ هَذِهِ الْآيَةَ حَتَّى تَلَاهَا أَبُو بَكْرٍ فَتَلَقَّاهَا مِنْهُ النَّاسُ كُلُّهُمْ فَمَا أَسْمَعُ بَشَرًا مِنْ النَّاسِ إِلَّا يَتْلُوهَا فَأَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ أَنَّ عُمَرَ قَالَ وَاللَّهِ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ تَلَاهَا فَعَقِرْتُ حَتَّى مَا تُقِلُّنِي رِجْلَايَ وَحَتَّى أَهْوَيْتُ إِلَى الْأَرْضِ حِينَ سَمِعْتُهُ تَلَاهَا عَلِمْتُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ مَاتَ.

وفي نهاية الخطبة قال أمير المؤمنين نصره الله إنه يريد توجيه الانتباه نحو الدعاء في ظل ظروف العالم الخطيرة الحالية حيث أنها في تصعيد مستمر وقال إنها لن تؤثر على بلد واحد بل إذا استمرت الظروف كما هي فإنها ستؤثر على بلدان كثيرة وستبقى عواقبها الوخيمة في الأجيال القادمة، فندعو الله أن يعترف هؤلاء بخالقهم وأن يكفوا عن تعريض أرواح الناس للخطر من أجل تحقيق مصالحهم الدنيوية فليس بوسعنا سوى الدعاء كما كنا نفعل منذ مدة طويلة وعلى الأحمديين أن يدعوا كثيرا أن ينقذ الله البشرية من الحرب ونتائجها الكارثية التي لا يمكن لأحد تصورها. ثم أعلن أنه سيصلي الغائب على المرحوم خوشي محمد شاكر وذكر نبذة عن حياته.