ملخص لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في 04/03/2022



 بسم الله الرحمن الرحيم

نقدم لحضراتكم ملخصًا لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في 04/03/2022 حيث تحدث عن استخلاف سيدنا أبي بكر الصديق t وقال:

قام الحباب بن المنذر فقال يا معشر الأنصار املكوا عليكم أمركم فإن الناس في فيئكم وظلكم ولن يصدروا إلا عن رأيكم، أنتم أهل العز والثروة وأولوا العدد والمنعة والتجربة وإنما ينظر الناس إلى ما تصنعون، ولا تختلفوا فيفسد عليكم رأيكم وينتقض عليكم أمركم، أبى هؤلاء إلا ما سمعتم فمنا أمير ومنكم أمير، فقال عمر: هيهات لا يجتمع اثنان في قرن والله لا ترضى العرب أن يؤمروكم ونبيها من غيركم ولكن العرب لا تمتنع أن تولي أمرها من كانت النبوة فيهم ولنا بذلك على من أبى من العرب الحجة الظاهرة والسلطان المبين، من ذا ينازعنا سلطان محمد وإمارته ونحن أولياؤه وعشيرته إلا متجانفٍ لإثم أو متورط في هلكة؟ فقال الحباب: يا معشر الأنصار املكوا على أيديكم ولا تسمعوا مقالة هذا وأصحابه فيذهبوا بنصيبكم من هذا الأمر فإن أبوا عليكم ما سألتموه فاجلوهم عن هذه البلاد فأنتم والله أحق بهذا الأمر منهم فإنه بأسيافكم دان لهذا الدين من دان. فقال عمر إذن يقتلك الله. فقال أبو عبيدة يا معشر الأنصار إنكم أول من نصر وآزر فلا تكونوا أول من بدل وغيّر. فقام بشير بن سعد فقال يا معشر الأنصار إنا والله لئن كنا أولي فضيلة في جهاد المشركين ما أردنا به إلا رضى ربنا وطاعة نبينا والكدح لأنفسنا فما ينبغي لنا أن نستطيل على الناس بذلك ولا نبتغي به من الدنيا عرضا فإن الله ولي المنة علينا بذلك، ألا إن محمدا صلى الله عليه وسلم من قريش وقومه أحق به، وأيم الله لا يراني الله أنازعهم هذا الأمر أبدا فاتقوا الله ولا تخالفوهم ولا تنازعوهم.

وورد في السنن الكبرى أنه عندما قال الأنصار: "منا أمير ومنكم أمير"، قال عمر: لا يصلح سيفان في غمد واحد ثم أخذ بيد أبي بكر فقال من له هذه الثلاث: "إذ يقول لصاحبه" من صاحبه إذ هما في الغار؟ من هما "لا تحزن إن الله معنا" مع من؟ ثم بايعه وقال بايعوا فبايع الناس وبايع جميع الأنصار. وتُعرف هذه البيعة ببيعة السقيفة.

عن أنس بن مالك قال: لما بويع أبو بكر في السقيفة وكان الغد جلس أبو بكر فقام عمر فتكلم قبل أبي بكر فحمد الله وأثنى عليه لما هو أهله ثم قال: أيها الناس إني قد قلت لكم بالأمس مقالة ما كانت وما وجدتها في كتاب الله ولا كانت عهدا عهده إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكني قد كنت أرى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدبر أمرنا، ويكون آخرنا، وإن الله قد أبقى فيكم الذي به هدى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن اعتصمتم به هداكم الله لما كان هداه الله، وإن الله قد جمع أمركم على خيركم، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وثاني اثنين إذ هما في الغار، فقوموا فبايعوه، فبايع الناس أبا بكر

ثم تكلم أبو بكر فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله. ثم قال: أما بعد أيها الناس فإني قد وليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني. الصدق أمانة، والكذب خيانة، والضعيف منكم قوي عندي حتى أزيح علته إن شاء الله، والقوي فيكم ضعيف حتى آخذ منه الحق إن شاء الله، لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا ضربهم الله بالذل، ولا يشيع قوم قط الفاحشة إلا عمهم الله بالبلاء، أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله، فلا طاعة لي عليكم، قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله.

عند بيعة أبي بكر كان علي في بيته فقيل له قد جلس أبو بكر للبيعة فخرج في قميص ما عليه إزار ولا رداء عجلا كراهية أن يبطئ عنها حتى بايعه ثم جلس إليه وبعث إلى ثوبه فأتاه فتخلله ولزم مجلسه. وفي رواية أنه لما قعد أبو بكر على المنبر نظر في وجوه القوم فلم ير عليًا، فسأل عنه، فأتى به ناس من الأنصار فقال أبو بكر: ابن عم رسول الله وختنه أردتَ أن تشق عصا المسلمين! فقال: لا تثريب يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبايعه.

يقول سيدنا المصلح الموعود t:

انظروا إلى أبي بكر الذي كان تاجرًا عاديًا. ولولا بعثة النبي - صلى الله عليه وسلم - في مكة لما كتب المؤرخون في تاريخ مكة عن أبي بكر إلا أنه كان واحدًا من التجار العرب الشرفاء. ولكن ببركة اتّباع محمد رسول الله، نال أبو بكر ذلك المقام السامي، حيث إن الدنيا كلها تبجله وتحترمه. لما اختاره المسلمون خليفة وقائدًا لهم عند وفاة النبي ﷺ، بلغ هذا الخبر أهلَ مكة. وكان والد أبو بكر، واسمه أبو قحافة، جالسًا مع القوم حين سمع أن الناس قد بايعوا على يد أبي بكر، فلم يصدّق الخبر، وقال لصاحب الخبر: من هو أبو بكر هذا؟ قال: ابنك. ثم أخذ يعدّد القبائل العربية ويقول له إن هؤلاء أيضًا قد بايعوا على يد ابنك واختاروه بالإجماع خليفة وسيّدًا عليهم. فلم يملك أبو قحافة نفسه وقال "أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله". رغم أنه كان مسلمًا من زمان ولكنه أعاد كلمة الشهادة وأقر برسالة النبي - صلى الله عليه وسلم - ثانية لأنه حين صار ابنه خليفة انكشفت عليه الحقيقة تمامًا حيث أدرك أن هذا دليل عظيم على صدق الإسلام إذ لولا ذلك لما كان العرب ليجتمعوا كلهم على يد أبي بكر أبدًا.

وفي ختام الخطبة، طلب أمير المؤمنين نصره الله من الأحمديين مواصلة الدعاء للظروف التي يمر بها العالم وقال إن هناك تهديداتٍ باستخدام السلاح النووي فعلينا الإكثار من الصلاة على النبي ﷺ والاستغفار والدعاء أن يهب لها قادة العالم الحكمة، وفي القيام بعد الركوع يجب أن ندعو: "ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار" ثم أعلن أنه سيصلي الغائب على المرحوم أبو الفرج الحصني وذكر نبذة من حياته.