معاملة رسول الله صلى الله عليه وسلم للنساء



 

في وقتٍ ساد فيه الظلام الأرض، وانتشرت عبادة الأصنام في كل مكان، ونسي العالم خالقه، ولم يتذكر أحد اسمه، وخاصة في شبه الجزيرة العربية التي نسيت وجود الله ومفهوم الإيمان بإله واحد، قام رجُلُ الله بإيمانٍ مطلق بخالقه، وبتوجيهٍ إلهي لنشر رسالة الله الواحد في وقتٍ كانت المرأة تعتبر فيه أسوأ من الحيوانات فساعدها على نيل حقوقها ورفع مكانتها من الحضيض إلى أرقى البشر.

في الواقع، في ذلك الوقت، عندما كانت هذه المخلوقة الساذجة تعاني من الوحشية الشديدة ومحرومة من حقوق الإنسان الأساسية، رفع صوته نيابة عنها ولفت انتباه العالم نحو حقوقها. ولن نجد أبدًا رجلاً شرّف المرأة أكثر منه في تاريخ الجنس البشري.

قبل بعثة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لم يكن للمرأة مكانة من أي نوع. لقد ساعدها على نيل منزلة في المجتمع لا يمكن العثور عليها في أي مكان. لقد كانت ضحية البربرية ولم يهتم أحد بتطورها، ولكن مرة أخرى، كان هو الذي ساعدها في الحصول على حقوقها المستحقة. وكانت الخطوط العريضة لتعاليمه بخصوص هذه المسألة أن الرجال والنساء متساوون في كل جانب باستثناء التمييز الموجود على أساس الصفات الجسدية أو الأسباب الإدارية، كما جاء في القرآن الكريم (ولهن مثل الذي عليهن) أي للنساء حقوق مماثلة لحقوق الرجال، ويذكر القرآن في موضعٍ آخر أن الرجال سيكافأون على أعمالهم، وبالمثل ستكافأ النساء على أعمالهن دون أي تمييز.

 

قبل مجيء النبي الأكرم ﷺ،كانت هذه هي الأوضاع لدرجة أن الناس كانوا يشعرون بالخزي عند ولادة طفلة، خاصة الأب الذي كان يظهر كما لو أن العالم كله قد غلب عليه الظلام والكآبة فيهذي من التفكير كيف سيتحمل هذا الإذلال وهل سيدعها تعيش أو يدفنها حية بسبب العار الذي جلبته له؟. لقد حُرمت النساء من حق الإرث وكن يُتركن بلا شيء، بل كن أنفسهن يورّثن كممتلكات. لقد أنهى النبي الكريم ﷺ معاناة النساء بصفته ملاك الرحمة لهن.

في تعامل النبي ﷺ العملي مع النساء، كان شديد العناية والطيبة. كانت الصحابيات تأتين إليه وتنقلن له مطالبهن وأمورهن براحة كبيرة، فكان يستمع إليهن ويحاول حل مشاكلهن. اعتادت النساء على الحضور إليه للاستفسار عن بعض القضايا. كن في كثير من الأحيان يسألنه مباشرة، بينما كن في أحيانٍ أخرى يستفسرن من خلال أمهات المؤمنين، فكان يجيب على استفساراتهن ويهتم بشكل خاص بتنويرهن. لقد أعطى أهمية خاصة لحقوقهن وعاملهن بلطف وتواضع لدرجة أن العديد من الصحابة افترضوا أن النساء المسلمات أصبحن شجاعات وجريئات جدًا في حماية حقوقهن لدرجة أنهن تركن الرجال وراءهن.

 

ذات مرة، قال سيدنا عمر رضي الله عنه إن الإسلام جعل المرأة شجاعة للغاية. وهناك مقولة شهيرة للنبي الكريم ﷺ:

"حُبّبَ الي من دنياكم ثلاث: الطيب والنساء وجعلت قرة عيني في الصلاة"

يُظهر هذا الحديث بوضوح أنه كان يهتم حقًا برفاهية وتقدم النساء واعتبر تقدمهن وازدهارهن جزءًا من مهمته.

أختم بالدعاء أن يملأ الله القدير قلوبنا بمحبة النبي ﷺ، ويمنحنا القوة لاتباع خطاه، آمين.