ملخص لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في 08/04/2022
بسم الله الرحمن الرحيم
نقدم لحضراتكم ملخصًا لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في 08/04/2022، والتي استهلها بقوله تعالى:
"وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ" ثم قال:
بفضل الله نمر الآن بشهر رمضان المبارك، وهو شهر استجابة الأدعية وقد أعلن الله برحمته الخاصة عن استجابة الأدعية في رمضان ففيه يقوم العبد بكل فعل من أجل إرضاء الله حتى أنه يترك الطعام والشراب لفترة معينة استجابة لأوامر الله عز وجل، لذا قال رسول الله ﷺ إن أبواب الجنة تفتح في رمضان، وتغلق أبواب الجحيم، وتصفد الشياطين.
فمن سعادتنا أن الله تعالى قد هيأ لنا الأسباب التي يمكننا أن نحظى من خلالها بقرب الله وبالتالي سيكون من شقائنا أن تُهيأ لنا هذه الأسباب والظروف ولا نستفيد منها.
هل يتوقف الزناة والنهاب والفساق عن أعمالهم السيئة في رمضان؟ وكيف يمكن أن يقوموا بذلك والشياطين مصفدة؟
إن الشياطين تصفد للمؤمنين الذين يريدون نيل رضا االله تعالى فيمتنعون عن بعض أعمالهم المشروعة من أجل الله، والشيطان يهاجم من كل الجهات ويحاول إغواء الناس ولكن يصفده الله في رمضان للذين يريدون نيل قربه تعالى ويصومون من أجله ليزدادوا في الروحانية، ولهذا قال المسيح الموعود عليه السلام إن علينا أن نقلل من الطعام المادي ونزيد الطعام الروحاني فهذه هي روح الصيام.
يقول الله تعالى عن الصيام "أنا أجزي به" فما أعظم هذه البشارة فيجب أن نستفيد من هذه الفيوض وأن نسعى للدخول من كافة أبواب الجنة ولا نكون من الذين ورد عنهم في الحديث أنه "ليس لله حاجة أن يدعوا طعامهم وشرابهم" فترك الطعام والشراب لا معنى له إن لم يسع الإنسان لكسب الحسنات، فجوعه وعطشه لا يفيده عندها ولا حاجة لله فيه.
لقد وصلتنا هذه الرسالة عن طريق النبي ﷺ فعلينا أن نفهم هذه الروح وأن نعيش بحسب فهمنا لها ونحقق الهدف من رمضان.
الآية التي ذكرتها في مطلع الخطبة تتحدث عن استجابة أدعية عباد الرحمن فقد قال الله "إذا سألك عبادي عني"، فهم يسألون كالعاشق الولهان أين هذا الإله؟ وكأنهم يريدون تسخير كل جهودهم للوصول إلى هذا المحبوب فالله يقول للرسول ﷺ أخبرهم أني قريب ولكن ينبغي أن تصبحوا عباد الله لتنالوا قربه وليستجيب أدعيتكم ويصفد شياطينه لكم وكلما هاجم الشيطان سيكون لكم عونًا وليس في شهر في رمضان فحسب بل دائما بشرط أن تؤدوا حقوق الله وحقوق العباد وتعملوا بأوامر القرآن وتقووا إيمانكم في كل الأوقات. فعلى الإنسان أن يؤمن بكامل صفات الله تعالى وبعدها سيرى مشاهد استجابة الأدعية ومن يعمل بهذا هم المهتدون حقا فالسعداء من يجعلون رمضان ذريعة لاستجابة أدعيتهم ويحاولوا أن يصبحوا عبادا حقيقيين لله ونحن سعداء أننا وفقنا للإيمان بإمام هذا الزمان، العاشق الصادق للنبي ﷺ، المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام الذي دلنا على طرق نيل قرب الله واستجابة الأدعية حيث يقول: "الباب الذي فتحه الله - سبحانه وتعالى - لصالح خلقه وحيدٌ أي الدعاء. فحين يدخل أحدٌ من هذا الباب باكيًا متضرعًا فإن الله يغمره برداء الطهارة والطِيبة".
ويقول عليه الصلاة والسلام أيضا:
"كيف يمكن لشخص يتهاون إهمالا شديدا منه أن يستفيض من فيض الله كالذي يبحث عنه - عز وجل - بكل عقله وقوته وبكل إخلاص؟ وإلى هذا الأمر أشار الله تعالى في آية أخرى فقال: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا}"
يسألني بعض الناس "قد دعونا الله كثيرا ولكن لم نفز بمرامنا"، ربما كان في دعائهم ضعفًا ونقصًا عند الله، فعلى الداعي أن يجتهد أكثر فالله يمن على الإنسان إن اجتهد قليلا ويقبل منه جهده القليل فقد قال النبي ﷺ إن الله يقول: "من تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا ومن أتاني مشيًا أتيته هرولة" ولكن الشرط هو الإخلاص والوفاء، فيجب أن لا نقول إننا سنقوم برمضان بأداء حقوق الله وحقوق العباد وبعد انقضاء رمضان نعود وننسى الله وأوامره وتغلبنا الدنيا، فإذا حصل ذلك فيجب أن لا نرفع أي شكوى فالله يقول أستجيب للداع ولكن إن لم يقم بذلك فهذا بسبب تقصير الإنسان، وأحيانا تستجاب أدعية هؤلاء المقصرين ليعرفوا أن الله يستجيب الأدعية وأن عليهم أن يخضعوا أمام الله دائما فالله لا يظلم أحدا بل يفرح بتوبة عبده كما تفرح الأم عندما تجد ولدها الضائع أو كمن يجد راحلته المفقودة، فقد ضرب لنا النبي ﷺ هذه الأمثلة ليخبرنا كيف يفرح الله بتوبه العبد. فيجب أن نحاسب أنفسنا ونتعهد أن نجعل رمضان ذريعة للوصول لله والعمل بأوامره مهما كانت الظروف وأن نجاهد لنيل حب الله ونسعى لتقوية إيماننا وإن فعلنا ذلك فسنرى معجزات استجابة الدعاء أيضا.
يقول المسيح الموعود عليه السلام:
"لقد مرت على نزول هذه الآية 1300 عام، ولا شك أن كل من جاهد في هذه المدة نال نصيبه المقدَّر دائما من الوعد القائل: "لنهدينهم" ولا يزال يناله وسيناله في المستقبل أيضا".
وفي ختام الخطبة دعا أمير المؤمنين أيده الله تعالى بنصره العزيز أن يوفقنا الله تعالى لجعل رمضان وسيلة لتوطيد العلاقة مع الله تعالى وأن نعمل بأوامره بحيث نرى مشاهد استجابة أدعيتنا وأن تبقى هذه الحالة معنا دائما وأن نكون عباد الله الحقيقيين وأن ينظر الله إلينا بنظرة الحب وأن نؤدي حق بيعة إمام الزمان وأن يطهرنا الله ولا يحرمنا من هذه الفيوض وأن ينصر الجماعة دائما. وذكر أن علينا مواصلة الدعاء أن ينجي الله العالم من الويلات والدمار وأن يعرف العالم خالقه، ثم أعلن نصره الله أنه سيفتتح بعد الصلاة تطبيق خاص بإم تي إيه يضم كافة خطبه حول صحابة النبي ﷺ البدريين وبعض الأسئلة والأجوبة والخرائط وشرح معاني بعض الكلمات الصعبة وبعض الفيديوهات والموقع هو:
www.313companions.org
ثم دعا الله أن يجعل فيه الفائدة، آمين.