ملخصًا لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في27/05/2022
بسم الله الرحمن الرحيم
نقدم لحضراتكم ملخصًا لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في السابع والعشرين من شهر مايو/أيار، حيث قال:
نحتفل اليوم بيوم الخلافة، وهو اليوم الذي تأسست فيه مؤسسة الخلافة في جماعتنا تحقيقًا لوعود الله تعالى. فقد وعد الله المسيح الموعود عليه السلام بازدهار جماعته وحقق هذا الوعد في هذا اليوم. كان المسيح الموعود عليه السلام يعدّ جماعته منذ فترة أنه ما من أحد منزه عن الموت، والأنبياء أيضا عندما يكملون مهمتهم، يتوفاهم الله تعالى. وذكر عليه السلام مرارًا أن أجله قد اقترب ولكنه بشر أتباعه أيضا بأن جماعته ستزدهر وتنتشر وأن وعود الله معه سوف تتحقق حتمًا.
كما أن رسول الله ﷺ قد قال: "تكون النبوةُ فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله تعالى، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله تعالى، ثم تكون مُلكًا عاضًّا، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله تعالى، ثم تكون مُلكًا جبريةً، فيكون ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعها الله، ثم تكون خلافةٌ على منهاج نبوة. ثم سكت"
إن سكوت النبي ﷺ يعني أن الخلافة الثانية ستسمر إلى الأبد. يظن بعض الناس أن سكوتهﷺ يعني أنها ستزول. إنهم مخدوعون فقد بين المسيح الموعود عليه السلام أن نظام الخلافة سوف يبقى دائما، فيمكن أن تلغى السماء والأرض لكن وعود الله لن تلغى ولن يوقفها أحد. يقول المسيح الموعود عليه السلام في هذا الصدد:
"يا أحبائي، مادامت سنة الله القديمة هي أنه تعالى يُري قدرتين، لكي يحطّم بذلك فرحتَين كاذبتين للأعداء فمن المستحيل أن يغيّر الله تعالى الآن سنته الأزلية. لذلك فلا تحزنوا لما أخبرتكم به ولا تكتئبوا، إذ لابد لكم من أن تروا القدرة الثانية أيضًا، وإن مجيئها خير لكم، لأنها دائمة ولن تنقطع إلى يوم القيامة. وإن تلك القدرة الثانية لا يمكن أن تأتيكم ما لم أغادر أنا، ولكن عندما أرحل سوف يرسل الله لكم القدرةَ الثانية، التي سوف تبقى معكم إلى الأبد بحسب وعد الله الذي سجلتُه في كتابي "البراهين الأحمدية".
وبالتالي، مباركون الذين يظلون متمسكين بالخلافة الأحمدية وينصحون أولادهم بذلك وأشقياء الذين يحددون الخلافة الأحمدية بفترة معينة وسوف يرون الفشل والخسران كما رأينا في تاريخ الجماعة.
ولقد تابع المسيح الموعود عليه السلام قائلًا:
"إن ذلك الوعد لا يتعلق بي بل يتعلق بكم أنتم. كما يقول الله عز وجل: إني جاعل هذه الجماعة الذين اتبعوك فوق غيرهم إلى يوم القيامة. فمن الضروري أن يأتيكم يومُ فراقي لِيليه ذلك اليوم الذي هو يوم الوعد الدائم. إن إلهنا إلهٌ صادق الوعد، وفِيٌّ وصدوق، وسيُحقق لكم كل ما وعدكم به. وبالرغم أن هذه الأيام هي الأيام الأخيرة من الدنيا، وهناك كثير من البلايا والمصائب التي آن وقوعها، ولكن لا بد أن تظل الدنيا قائمة إلى أن تتحقق جميع تلك الأنباء التي أنبأ الله تعالى بها. لقد بُعثتُ من الله تعالى كمظهر لقدرته سبحانه وتعالى، فأنا قدرة الله المتجسدة. وسيأتي من بعدي آخرون، سيكونون مظاهر قدرة الله الثانية"
إذن إن من يتمسكون بالخلافة سوف يرون أفضال الله تعالى باستمرار، وسوف تنتشر الجماعة في كل مكان.
قال المسيح الموعود عليه السلام:
"هذه هي سنة الله الجارية، ومنذ أن خلق الإنسان في الأرض مازال يبدي هذه السنة دون انقطاع أنه ينصر أنبياءه ومرسليه. ويكتب لهم الغلبة، كما يقول: {كتب الله لأغلبن أنا ورسلي} والمراد من الغلبة هو أنه كما أن الرسل والأنبياء يريدون أن تتم حجة الله على الأرض بحيث لا يقدر أحد على مقاومتها، فإن الله تعالى يظهر صدقهم بالبينات، ويزرع بأيديهم بذرة الحق الذي يريدون نشره في الدنيا، غير أنه لا يكمِّله على أيديهم. بل يتوفاهم في وقت يصحبه الخوفُ من الفشل باديَ الرأي، فيُفسح بذلك المجالَ للمعارضين ليَسخَروا ويستهزئوا ويطعنوا ويشنّعوا. وحينما يكونون قد أخرجوا كل ما في جعبتهم من سخرية واستهزاء يُظهر الله تعالى يدَ القدرة الثانية، ويهيئ من الأسباب ما تكتمل به الأهداف التي كانت إلى ذلك الحين غير مكتلمة لحدٍّ ما".
إذن إن وعود الله سوف تتحقق وتكتمل من خلال نظام الجماعة الجاري وهذا ما يحدث أيضا، فأبناء الجماعة والخليفة يرتبطون بعقدٍ ليس بقدرة البشر، وحتى المبايعون الجدد يظهرون إخلاصهم للمسيح الموعود عليه السلام وخلفائه.
ثم ذكر أمير المؤمنين نصره الله بعض القصص التي تبين كيف يهدي الله تعالى النفوس الطيبة إلى الجماعة ومن ذلك:
هناك سيدة في غامبيا عمرها أكثر من 60 عاما تقول: في منطقتنا جاء بعض أفراد جماعة إسلامية وتكلموا ضد جماعتنا بأنها كافرة وينبغي مقاطعتها، ثم دعوت الله أن يرشدني وبعد أيام رأيت هؤلاء الناس في المنام وعيونهم تلمع كالنجوم وقد أمسكوا القرآن بأيديهم ولكنهم لا يستطيعون رؤية كلام الله وأن الله قد أعمى أبصارهم ولم يستطيعوا اللحاق بالجماعة واعترفوا أن الأحمدية على حق ولكنهم إن آمنوا بها سوف يفر أتباعهم بعيدًا عنهم" فهكذا كيف يهدي الله الناس.
وتقول السيدة بيريفان من النرويج: "ليس لنا هم إلا أن نفرح أمير المؤمنين، لقد ذكرتَ في الخطب كيف حمى الصحابة النبي ﷺ بأنفسهم وتلقوا السهام عنه، عندما أفكر في هذا فإن عيناي تفيض بالدموع وأفكر هل كنت سأصمد لو كنت مكانهم، أدعو الله أن ينزل عليك ملائكته بعدد ما تحمله من مسؤوليات"
وفي ختام الخطبة ذكر أمير المؤمنين نصره الله أن الجلسة السنوية في غانا تبدأ اليوم وستستمر ليومين وأنه يمكن للناس الانضمام إليها عبر الأقمار الصناعية ودعا حضرته لنجاح هذه الجلسة وذكر أيضا أن الجلسة ستبدأ في غامبيا اليوم كذلك، ودعا الله لها بالنجاح.