ملخص لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في17/06/2022
بسم الله الرحمن الرحيم
نقدم لحضراتكم ملخصًا لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في السابع عشر من شهر يونيو/حزيران، حيث تابع ذكر المهمات التي أرسلها سيدنا أبو بكر الصديق t، وبالتحديد مهمة حذيفة وعرفجة ضد المرتدين بعُمان وقال:
تقع عمان بين الخليج الفارسي وبحر العرب. وشمل ذلك الجزء الشرقي مما يعرف الآن بالإمارات العربية المتحدة. عاشت هنا قبيلة الأزد الوثنية والقبائل الأخرى التي كانت من المجوس. وكانت مسقط وصحار ودبا من المدن الساحلية في هذه المنطقة.
في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كانت عمان تحت إمرة الفرس وكان عليها جيفر. والديانة المجوسية كانت منتشرة في هذه المنطقة.
بعث النبي صلى الله عليه وسلم أبا زيد الأنصاري وعمرو بن العاص سنة 8 هـ برسالة لتيليغ الإسلام وإلى أخوين زعيمين هنا جَیْفَرْ بِنْ جُلُنْدَيْ وعَبَّادْ بِنْ جُلُنْدَيْ، وكان مضمون رسالة النبي كما يلي:
"بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد عبد الله ورسوله، إلى جَيفر وعباد ابني الجلندي. السلام على من اتبع الهدى، أما بعد، فإني أدعوكما بدعوة الإسلام أسلما تسلما، فإني رسول الله إلى الناس كافة لأنذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين. وأنكما إن أقررتما بالإسلام ولّيتكما وإن أبيتما فإن ملككما زائل عنكما".
وبحسب بعض الروايات، بعد أيام من النقاش، اعتنق هذين الأخوين الإسلام.
وفي رواية قال جيفر حاكم عمان:
لا عذر لي في اعتناق الإسلام، لكني أخشى أنني إذا جمعت الزكاة من هنا وأرسلتها إلى المدينة المنورة، فسينفر مني شعبي، فقال له عمرو: فلتأخذ الصدقة من غنيهم فردها على فقيرهم. فاعتنق الإسلام، ومكث عمرو هنا لمدة عامين واستمر في الدعوة إلى الإسلام للناس. وبسبب جهوده الدعوية الناجحة، اعتنق معظم سكان هذه المنطقة الإسلام.
ولما توفي النبي صلى الله عليه وسلم وانتشرت الردة والتمرد في جميع أنحاء شبه الجزيرة العربية، دعا حضرة أبو بكر عمر بن العاص من عمان إلى المدينة المنورة.
وكذلك بعد وفاته - صلى الله عليه وسلم - نبغ في أهل عمان رجل يقال له لقيط بن مالك الأزدي ادعى النبوة، وتبعه الجهلة من أهل عُمان، فتغلب عليها وألجأ ابني الجُلَندي إلى أطرافها من نواحي الجبال والبحر، فبعث جيفر الى الصديق فأخبره الخبر، فبعث إليه الصديق بأميرين، وهما: حذيفة بن محصن الغلفاني من حِميّر، وعرْفجة، وأمرهما أن يجتمعا ويتفقا ويبدأا بعُمان، وحذيفة هو الأمير.
كان أبو بكر t قد بعث عكرمة إلى مسيلمة باليمامة، وأتبعه شرحبيل بن حسنة ولكن عكرمة لم ينتظر وصول شرحبيل بل أسرع بلقاء مسيلمة، فرده مسيلمة هزيما، فطلب أبو بكر منه العودة إلى المدينة، وأمره أن يلحق بعمان، فمضى عكرمة في أثر عرفجة وحذيفة فيمن كان معه حتى لحق بهما قبل أن ينتهيا إلى عمان، فلما تلاحقوا - وكانوا قريباً من عمان بمكان يدعى رجامًا.
خرج جيفر وعباد من موضعهما الذي كانا فيه، فعسكرا بصحار، وبعثا إلى حذيفة وعرفجة وعكرمة في القدوم عليهما، وصحار هي مدينة جبلية في عمان. وهناك سوق في عمان كانت تدوم خمس ليال في بداية شهر رجب. فقدموا عليهما بصحار، فاستبرؤوا ما يليهم حتى رضوا ممن يليهم؛ وبلغ لقيطا مجيء الجيش فجمع جموعه وعسكر بدبا. وقد جمع لقيط العيالات، فجعلهم وراء صفوفهم ليجربهم وليحافظوا على حُرمهم. ودبا هي المصر والسوق العظمى.
وكتب الزعماء المسلمون رسائل إلى زعماء لقيط، وقد بدأ الأمر برئيس قبيلة بني جزيد. وكانت ا لنتيجة أنهم انفصلوا عن لقيط وانضموا للمسلمين. فتقابل الجيشان في دبا، وتقاتلوا قتالاً شديداً وابتلى المسلمون وكادوا أن يولوا، فمّن الله عليهك بكرمه ولطفه بأن بعث إليهم مدداً في الساعة الراهنة فانتصر المسلمون وولى المشركون مدبرين بعد أن قُتل منهم عشرة آلاف مقاتل. وهكذا انتهى هذا الفتنة في عمان أيضًا، وأنشئت الحكومة الإسلامية على أساس متين.
وأقام حذيفة بعمان يوطئ الأمور ويسكن الناس، وسار عرفجة إلى المدينة يسوق خمس الغنائم إلى أبي بكر، أما عكرمة فمضى في جيشه إلى مهرة.