ملخص لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في24/06/2022



 بسم الله الرحمن الرحيم

نقدم لحضراتكم ملخصًا لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في الرابع والعشرين من شهر يونيو/حزيران، حيث تابع ذكر المهمات التي أرسلها سيدنا أبو بكر الصديق t ضد المرتدين، ومنها المهمة السابعة التي أرسلها سيدنا أبو بكر تحت قيادة خالد بن سَعِیْد بن العاص إلى الحمقتين  من مشارف الشام.

كان خالد بن سعيد من أوائل المسلمين، وكان سبب إسلامه أنه رأى في المنام أنه وقف على شفير النار، وكأن أباه يدفعه فيها، ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم آخذ بحقويه لا يقع فيها، ففزع وقال: أحلف إنها لرؤيا حق، ولقي أبا بكر رضي الله عنه فذكر ذلك له، فقال له: أريد بك خير، هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتبعه، فإنك ستتبعه في الإسلام الذي يحجزك من أن تقع في النار، وأبوك واقع فيها. فلقي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بأجياد فقال: يا محمد، إلى من تدعو؟ قال: "أدعو إلى الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، وتخلع ما أنت عليه من عبادة حجرٍ لا يسمع ولا يبصر، ولا يضر ولا ينفع، ولا يدري من عبده ممن لم يعبده". فقال خالد: فإني أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنك رسول الله.

تغيب خالد، وعلم أبوه بإسلامه فأرسل أبناءه في طلبه، ولم يكونوا أسلموا، فوجدوه، فأتوا به أباه فسبه وضربه بعصا حتى كسرها على رأسه، وقال: اتبعت محمداً وأنت ترى خلافه قومه، وما جاء به من عيب آلهتهم وعيب من مضى من آبائهم! فقال: والله قد تبعته على ما جاء به. فغضب أبوه وقال: والله لأمنعك القوت، فقال خالد: إن منعتني فإن الله يرزقني ما أعيش به. فأخرجه وقال لبنيه: لا يكلمه أحد منكم. وتغيب عن أبيه في نواحي مكة حتى خرج المسلمون إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية، فخرج معهم، وكان أبوه شديداً على المسلمین، فمرض فقال: لئن رفعني الله من مرضي هذا لا يُعبد إله ابن أبي كبشة بمكة. فقال ابنه خالد عند ذلك: اللهم لا ترفعه. فتوفي في مرضه ذلك.

شهد خالد المشاهد كلها مع رسول الله ﷺ ولكنه لم يستطع أن يشهد بدرا وذكر حزنه لرسول الله ﷺ فقال له: أو ما ترضي أن يكون للناس هجرة ولك هجرتان؟Translation is too long to be saved

عين رسول الله ﷺ خالدًا لجمع صدقات اليمن، وبعد وفاة النبيﷺ جاء إلى المدينة المنورة فسأله أبو بكر: لماذا عدت؟ فقال: لن أعمل لأحد بعد رسول الله. ويقال أنه تأخر عن بيعة أبي بكر، ولكن لما بایعه بنو هاشم، بایعه خالد أيضًا. وبعد ذلك أرسله سيدنا أبو بكر ليكون قائد الجيوش في مناسبات مختلفة.

وقد ورد في تاريخ الطبري أنه لما عقد أبو بكر الألوية لقتال أهل الردة عقد لخالد بن سعيد فيمن عقد فنهاه عنه عمر وقال له أن لايأخذ منه أي خدمة فرفض ذلك أبو بكر وأمر خالدًا أن ينزل تيماء ولا يبرحها وأن يدعو من حوله بالانضمام إليه وألا يقبل إلا ممن لم يرتد ولا يقاتل إلا من قاتله حتى يأتي أمره، فأقام خالد في تيماء فاجتمع إليه جموع كثيرة وبلغ الرومَ عظمُ ذلك العسكر فضربوا على العرب، فكتب خالد بن سعيد إلى أبي بكر فرد عليه "أن أقدمْ ولا تحجم واستنصر الله"، فسار إليهم خالد فتفرقوا ودخل عامة من كان تجمع له في الإسلام، وكتب خالد إلى أبي بكر بذلك فرد عليه أن أقدم ولا تقتحمن حتى لا تؤتى من خلفك.

أما المهمة الثامنة للقضاء على المرتدين فكانت تحت قيادة طُرَیْفَة بِنْ حَاجِز، حيث عقد له سيدنا أبو بكر اللواء وأمره ببني سليم ومن معهم من هوازن، وقيل أيضًا إن أبا بكر قد بعث معن بن عدي لبني سليم وهوازن.

وفي رواية عن عبد الله بن أبي بكر أن بني سليم قد انتقض بعضهم فرجعوا كفارا وثبت بعضهم على الإسلام مع أمير كان لأبي بكر عليهم يقال له معن بن حاجز، فلما سار خالد بن الوليد إلى طليحة وأصحابه كتب أبو بكر إلى معن أن يسير بمن ثبت معه على الإسلام من بني سليم مع خالد فسار واستخلف على عمله أخاه طريفة بن حاجز، وفي رواية عن عبد الله بن أبي بكر قال قدم على أبي بكر رجل من بني سليم يقال له الفجاءة فقال له إني مسلم وأردت جهاد من ارتد من الكفار فاحملني وأعني، فحمله أبو بكر على ظهر وأعطاه سلاحا فخرج يستعرض الناس المسلم والمرتد يأخذ أموالهم ويصيب من امتنع منهم.be s

وفي رواية، ذهب الفجاءة إلى قبيلته وواصل في الطريق ربط العرب المرتدين به. ثم بدأ في النهب، ومداهمة القبائل، كما نهب مجموعة من المسلمين كانوا ذاهبين إلى المدينة المنورة وقتلهم. فلما بلغ أبا بكر خبره كتب إلى طريفة بن حاجز وقيل إلى معن أن عدو الله الفجاءة أتاني يزعم أنه مسلم ويسألني أن أقويه على من ارتد عن الإسلام فحملته وسلحته ثم انتهى إلي من يقين الخبر أنه قد استعرض الناس المسلم والمرتد يأخذ أموالهم ويقتل من خالفه منهم فسر إليه بمن معك من المسلمين حتى تقتله أو تأخذه فتأتيني به، فسار إليه طريفة، ولما التقى الناس كانت بينهم الرمي بالنبل ولما رأى الفجاءة من المسلمين الجد قال لطريفة والله ما أنت بأولى بالأمر مني أنت أمير لأبي بكر وأنا أميره فقال له طريفة إن كنت صادقا فضع السلاح وانطلق معي إلى أبي بكر فخرج معه فلما قدما عليه أمر أبو بكر طريفة وقال اخرج به إلى هذا البقيع فحرقه فيه بالنار فخرج به طريفة إلى المصلى فأوقد له نارا فقذفه فيها وقد فُعل به ذلك لأنه قد حرق المسلمين بنفس الطريقة.