التقوى
"إن التقوى أمر دقيق جدا، فاسعوا للفوز بها. رسِّخوا عظمة الله في قلوبكم. من كان في أعماله شيء من الرياء ردّها الله في وجهه. من الصعب جدا أن يصير الإنسان متقيا. فمثلاً لو قال للمرء أحد: إنك قد سرقت القلم، فلم يغضب عليه، فإن صلاحه إنما هو لوجه الله تعالى. لقد غضب لأنه لم يكن متوجهًا إلى لله تعالى. لا يكون الإنسان متِّقيًا ما لم يرد عليه موت بعد موت. المعجزات والإلهامات أيضا فرع من التقوى. الأصل هو التقوى، لذا لا تركضوا وراء الإلهامات والرؤى، بل حاولوا أن تنالوا التقوى. مَن كان تقيا كانت إلهاماته أيضا صادقة، وإلا فلا اعتبار لها أيضا، لأن فيها نصيبًا من الشيطان. لا تقيسوا تقوى الإنسان على كونه ملهَمًا، بل قِيسوا إلهاماته على تقواه. اغمضوا العينين من كل جانب، واقطعوا أشواط التقوى أولاً. عليكم التأسي بأسوة الأنبياء، فإنهم جميعهم كانوا يهدفون إلى تعليم التقوى. يقول الله تعالى: {إنْ أولياؤه إلا المتقون}". (الملفوظات، مجلد 2 ص 301 - 302)