الصحابية خولة بنت حكيم
هي خولة بنت حكيم بن أمية بن حارثة بن الأوقص بن مرة بن هلال بن فالج بن ثعلبة بن ذكوان بن امرئ القيس بن بهتة بن سليم السلمية، تكنى بأم شريك، وهي زوجة الصحابي عثمان بن مظعون، ووالدة الصحابي البدري السائب بن عثمان (رضي الله عنهم)، وهي من الصحابيات المهاجرات.
روت عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك أنها قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا نَزَلَ مَنْزِلاً قَالَ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، لَمْ يَضُرَّهُ فِى ذَلِكَ الْمَنْزِلِ شَىْءٌ حَتَّى يَرْتَحِلَ مِنْهُ. (سنن الدارمي، كتاب الاستئذان، باب ما يقول إذا نزل منْزلا)
وقال ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ قَال سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي سُوَيْدٍ يَقُولُ سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَقُولُ زَعَمَتْ الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ خَوْلَةُ بِنْتُ حَكِيمٍ قَالَتْ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ وَهُوَ مُحْتَضِنٌ أَحَدَ ابْنَيْ ابْنَتِهِ وَهُوَ يَقُولُ إِنَّكُمْ لَتُبَخِّلُونَ وَتُجَبِّنُونَ وَتُجَهِّلُونَ وَإِنَّكُمْ لَمِنْ رَيْحَانِ اللَّهِ (سنن الترمذي- باب ما جاء في حب الولد).
كانت خولة تهتم لأحوال النبي ﷺ، ولما رأت حزنه بعد وفاة السيدة خديجة رضي الله عنها جاءت إليه وسألته: "يا رسول الله ألا تتزوج؟ " فقال "ومن؟" فقالت: "إن شئت بكرًا، وإن شئت ثيباً" فقال: "من البكر؟ ومن الثيب؟ " فقالت: "البكر ابنة أحبِّ خلق الله إليك، عائشة بنت أبي بكر، والثيب سودة بنت زمعة أرملة السكران بن عمر، قال: "فاذهبي فاذكريهما عليّ" وبناءاً على ذلك، ذهبت خولة أولاً إلى أبي بكر وزوجته أم رومان، وذكرت لهما المسألة. ثم توجهت بعد ذلك خولة إلى سودة بنت زمعة وطلبت يدها للزواج من النبي - صلى الله عليه وسلم -، فوافقت هي وعائلتها بكل سرور.
دَخَلَتْ خَوْلَةَ بِنْتَ حَكِيمٍ عَلَى عَائِشَةَ ذات مرة وَهِيَ بَاذَّةُ الْهَيْئَةِ فَسَأَلْتها عائشة رضي الله عنها: مَا شَأْنُكِ فَقَالَتْ زَوْجِي يَقُومُ اللَّيْلَ وَيَصُومُ النَّهَارَ فَدَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَتْ عَائِشَةُ ذَلِكَ لَهُ فَلَقِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُثْمَانَ بن مظعون فَقَالَ يَا عُثْمَانُ إِنَّ الرَّهْبَانِيَّةَ لَمْ تُكْتَبْ عَلَيْنَا أَفَمَا لَكَ فِيَّ أُسْوَةٌ فَوَاللَّهِ إِنِّي أَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وَأَحْفَظُكُمْ لِحُدُودِهِ (مسند أحمد)
ورد في السنن الكبرى للبيهقي أنه كان لرجل على النبي صلى الله عليه وسلم تمر فأتاه يتقاضاه فاستقرض النبي صلى الله عليه وسلم من خولة بنت حكيم تمرا وأعطاه إياه وقال "أما إنه قد كان عندي تمر ولكنه كان غبرا ثم قال كذلك يفعل عباد الله المؤمنون إن الله لا يترحم على أمة لا يأخذ الضعيف فيهم حقه غير متعتع"