ملخص لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في 15/07/200



 بسم الله الرحمن الرحيم

نقدم لحضراتكم ملخصًا لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في 15/07/200، حيث تابع ذكر المهمات التي أرسلها سيدنا أبو بكر الصديق t ضد المرتدين، وبالتحديد مهمة  المهاجر وعكرمة فی كندة وحضرموت حيث قال:

 حينما استقر المهاجر في صنعاء كتب إلى أبي بكر بما قام به، كما كتب معاذ بن جبل وبقية عمال اليمن الذين كانوا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر يستأذنونه بالعودة الى المدينة، فجاء كتاب أبي بكر لمعاذ ومن معه من العمال بأن لهم حق الاختيار بالبقاء أو العودة والاستخلاف على عمل كل من رجع، فرجعوا جميعًا. وأما المهاجر فقد تلقى الأمر من أبي بكر بالتوجه لملاقاة عكرمة وأن يسيرا معًا الى حضرموت لمعاونة زياد بن لبيد، وإقراره على ما هو عليه، وأن يأذن لمن معه من الذين قاتلوا بين مكة واليمن في العودة إلا من يؤثر منهم الجهاد. وكذلك تلقى عكرمة رسالة من أبي بكر أن يتجه إلى المهاجر بن أمية القادم من صنعاء ثم يتوجها معًا إلى كندة، فخرج عكرمة من المهرة وانتظر المهاجر في أبيَن في اليمن.

حين أسلم أهل كندة وأهل بلاد حضرموت، أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بوضع صدقة حضرموت في بعض كندة ووضع صدقة كندة في بعض حضرموت وبعض حضرموت في السكون والسكون في بعض حضرموت فقال نفر من بني وليعة: يا رسول الله لسنا بأصحاب إبل فإن رأيت أن يبعثوا إلينا بذلك على ظهر، فقال إن رأيتم. قالوا فإنا ننظر فإن لم يكن لهم ظهر فعلنا. فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاء وقت أخذ الصدقة، دعا زياد الناس إلى ذلك، فَقَالَتْ بَنُو وَلِيعَةَ: أَبْلِغُونَا كَمَا وَعَدْتُمْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالُوا: إِنَّ لَكُمْ ظَهْرًا فَهَلُمُّوا فَاحْتَمِلُوا، وَلاحُوهُمْ حَتَّى لاحُوا زِيَادًا، وَقَالُوا لَهُ: أَنْتَ مَعَهُمْ عَلَيْنَا. فَأَبَى الْحَضْرَمِيُّونَ وَلَجَّ الْكِنْدِيُّونَ فَرَجَعُوا إِلَى دَارِهِمْ، وَقَدَّمُوا رِجْلا وَأَخَّرُوا أُخْرَى وأمسك عنهم زياد انتظارا للمهاجر، فلما قدم المهاجر صنعاء كتب أبو بكر إليه وإلى عكرمة أن يسيرا حتى يقدما حضرموت وأقر زيادا على عمله وأذن لمن معه من بين مكة واليمن في القفل إلا أن يؤثر قوم الجهاد وأمده بعبيدة بن سعد ففعل فسار المهاجر من صنعاء يريد حضرموت وسار عكرمة من أبيَن يريد حضرموت فالتقيا بمأرب ثم اجتازا صحراء صهيد حتى اقتحما حضرموت.

حين رجع الكنديون، ولي عمرو بن معاوية بنفسه الصدقات وأعطى غلامٌ لزياد بكرة من الصدقة فوضع عليه الميسم، وإذا الناقة لأخي هذا الغلام ليست عليه صدقة فلما أراد استبدالها ظن زياد أنه يتحايل، فلم يرض فنادى الغلام: يا أبا السميط، فأقبل أبو السميط وطلب استبدال بكرته، إلا أن زياد أصر على موقفه فأطلق أبو سميط عقالها، فأمر زياد شباباً من حضرموت والسكون، فاعتقلوا أبا السميط وأخذوا البكرة فعقلوها، وتصايحوا وتنادوا، فجاء بنو معاوية لنصرة أبي السميط وطلبوا من زياد إطلاق سراحه فطلب منهم أن يتفرقوا ولما لم يفعلوا هاجمهم وقتل العديد من رجالهم ثم أطلق سراح أسراهم لكنهم عادوا للحرب بعد رجوعهم وارتدت بنو عمرو وبنو حارث ورفضوا دفع الزكاة فجمع زياد جيشا وهاجم بني عمرو وقتل العديد من رجالهم وفر من استطاع منهم الفرار وسجن زياد عددا كبيرا منهم وأرسلهم للمدينة وفي الطريق هجمت قبائل الأشعث وبني الحارث على المسلمين وحرروا الأسرى ثم انضمت إليهم العديد من القبائل وأعلنوا الردة أيضا فكتب زياد إلى المهاجر يطلب مساعدته. عين المهاجر عكرمة نائبًا له فهجموا على كندة ففر أهلها وتحصنوا في النُجير.too long to be saved

كانت هناك ثلاث طرق لهذا الحصن، فذهب زياد في اتجاه وعسكر مهاجر في الاتجاه الآخر وظل الطريق الثالث في حوزة كندة حتى وصل عكرمة واحتله. عندما رأى المرتدون أن المسلمين يتلقون الدعم المستمر خافوا، ووصل زعيمهم إلى عكرمة وطلب منه الأمان.

أخذ عكرمة الأشعث وأتى به إلى المهاجر. طلب الأشعث الأمان لنفسه ولتسعة آخرين معه بشرط أن يفتحوا باب الحصن للمسلمين. قبل المهاجر هذا الشرط. وعندما كتب الأشعث أسماء الأشخاص التسعة، نسي كتابة اسمه بسبب التسرع والرعب. ثم كتب إلى المهاجر وختم عليه. ثم رجع الأشعث. فلما فتح باب الحصن دخله المسلمون، وتقاتل الطرفان.

ثم دعا المهاجر إلى عقد الصلح وعفا عن جميع الأشخاص المدرجين في الكتاب لكنه لم يحمل اسم الأشعث فقصد المهاجر قتله ولكن وبناءً على طلب عكرمة أرسله مع أسرى آخرين إلى أبي بكر ليقرر في ذلك.

لما أتى المسلمون إلى أبي بكر بخبر النصر والأسرى، دعا أبو بكر الأشعث وقال له: ألا تخشى أن يصيبك جزء من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ [حيث كان صلى الله عليه وسلم قد لعن رؤساء قبيلة كندة الأربعة الذين أتوا مع الأشعث واعتنقوا الإسلام ثم ارتدوا.]

ولما خشي الأشعث أن يقتل، قال لأبي بكر: إذا توقعت مني خيرًا ، فافرج عن هؤلاء الأسرى، واغفر لي ذنوبي وتقبل إسلامي وعاملني بنفس الطريقة التي تعامل بها الناس مثلي وأرسل إليَّ زوجتي. فقبل منه وسلمته أسرته، وقال اذهب وأخبرني بالأخبار السارة عنك. كما أطلق سراح جميع السجناء وذهبوا جميعًا (إلى مناطقهم). وفي رواية بقي الأشعث مع زوجته في المدينة وشارك في الحروب ضد الروم وأبلى بلاء حسنا مما أعاد إليه اعتباره في أعين الناس.

أقام المهاجر وعكرمة بحضرموت وكندة حتى اطمأنت واستقر الأمن، فكان ذلك آخر حروب الردة، وكان القضاء على الثورة في بلاد العرب، ثم كان التوطيد لوحدتها السياسية.