ملخص لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في 23/09/2022
بسم الله الرحمن الرحيم
نقدم لحضراتكم ملخصًا لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في 23-09-2022، حيث تابع الحديث عن سيدنا أبي بكر الصديق t وقال:
عَنْ عَائِشَةَ t قالت لعروة حول قوله تعالى {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمْ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ}: يَا ابْنَ أُخْتِي كَانَ أَبَوَاكَ مِنْهُمْ: الزُّبَيْرُ وَأَبُو بَكْرٍ.
ولَمَّا أَصَابَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَصَابَ يَوْمَ أُحُدٍ وَانْصَرَفَ عَنْهُ الْمُشْرِكُونَ خَافَ أَنْ يَرْجِعُوا فقَالَ: مَنْ يَذْهَبُ فِي إِثْرِهِمْ؟ فَانْتَدَبَ مِنْهُمْ سَبْعُونَ رَجُلًا. قَالَ عروة: كَانَ فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ وَالزُّبَيْرُ.
عند انتهاء معركة أحد كان أبو سفيان عند ممر الجبل فقال سوف نلقاكم للقتال في بدر في هذه الأيام من العام القادم. فقبل النبي صلى الله عليه وسلم تحديه. ثم ما لبث أبو سفيان أن سار بجيشه سريعا إلى مكة. ويذكر حضرة مرزا بشير أحمد الأحداث التالية:
"ما لبث النبي صلى الله عليه وسلم أن أخذ المزيد من الحذر وبعث وراء الكفار جيشا مكونا من سبعين من صحابته بمن فيهم أبو بكر والزبير. هذا ما ورد في رواية البخاري. أما عامة المؤرخين فيقولون إن النبي صلى الله عليه وسلم بعث في هذا الجيش عليا وسعد بن أبي وقاص رضي الله عنهما وقال: اذهبا واستطلِعا ما إذا كان جيش قريش يخطط للهجوم على المدينة. وقال لهم أيضا إن كانت قريش على الجمال دون الخيول فاعلموا أنهم متجهون إلى مكة ولا يريدون الإغارة على المدينة، وإن كانوا على الخيل فاعلموا أنهم ينوون بنا الشر. وأكد لهم النبي صلى الله عليه وسلم أن قريشا إن توجهوا نحو المدينة فليخبروه على الفور، وقال النبي صلى الله عليه وسلم بكل حماس: إن هجمت قريش على المدينة فوالله سوف نقاتلهم ونذيقهم الخزي عقابا على هجومهم. فسار هؤلاء القوم بحسب أوامر النبي صلى الله عليه وسلم ورجعوا بسرعة يخبرونه بأن قريش قد عادت إلى مكة.
عن أنس بن مالك قَالَ قَالَ أَبُو بَكْرٍ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعُمَرَ: انْطَلِقْ بِنَا إِلَى أُمِّ أَيْمَنَ نَزُورُهَا كَمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَزُورُهَا. قَالَ: فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَيْهَا بَكَتْ؟ فَقَالَا لَهَا: مَا يُبْكِيكِ، فَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِرَسُولِهِ. قَالَتْ إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِرَسُولِهِ وَلَكِنْ أَبْكِي أَنَّ الْوَحْيَ قَدْ انْقَطَعَ مِن السَّمَاء.ِ قَالَ أنس: فَهَيَّجَتْهُمَا عَلَى الْبُكَاءِ، فَجَعَلَا يَبْكِيَانِ مَعَهَا.
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم أيها الناس، بعثني اللَّه إِلَيْكُمْ فَقُلْتُمْ كَذَبْتَ، وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ صَدَقَ، وَوَاسَانِي بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ.
يقول حضرة المصلح الموعود رضي الله عنه:
"كان سيدنا أبو بكر رضي الله عنه هو الوحيد الذي يمكن أن يقول بحقه الرسول صلى الله عليه وسلم: كل واحد منكم كفرني إلا أبا بكر، فهو الوحيد الذي لم أر منه عوجا.
وعندما كان عقد الصلح في الحديبية يتم بين النبي صلى الله عليه وسلم وقريش مكة، رد النبي صلى الله عليه وسلم أبا جندل إلى مكة طبقًا لشروط الصلح، فصار المسلمون في هياج وحماس شديدين.
ويقول حضرة صاحبزاده مرزا بشير أحمد وهو يتحدث عن هذا الأمر:
كان المسلمون يرون هذا المشهد مستشیطین غضبًا بسبب غيرتهم الدينية، ولكنهم لزموا الصمت مهابةً للرسول - صلى الله عليه وسلم. ولكن سيدنا عمر لم يتمالك نفسه في النهاية، فاقترب من النبي - صلى الله عليه وسلم وقَالَ بصوت مرتعش: أَلَسْتَ رسول الله حَقّا؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: بلى. قال عمر: ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟ قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: بلى. قَالَ عمر: فَفِيمَ نُعْطِي الدَّنِيَّةَ فِي دِينِنَا الحقِّ؟ فأجاب النبي - صلى الله عليه وسلم إجابة قصيرة نظرًا إلى حالته وقال: يَا عمر، إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ وأنا أدرى بمشيئة الله تعالى، ولا يمكن أن أخالفها، وهو وليي وناصري. ومع ذلك لم تهدأ طبع عمر الثائرُ بل ازداد هياجا فقال:
ألم تقل لنا أننا سنطوف ببيت الله؟ قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: نعم، لا شك أني قلت ذلك، لكني متى قلتُ أننا سنطوف بالبيت هذا العام حتما.
قال عمر: نعم، لم تقل هذا. قال النبي - صلى الله عليه وسلم: فعليك أن تنتظر، سوف تدخل مكة وستطوف بالكعبة إن شاء الله تعالى. ولكن عمر لم يطمئن بهذا الجواب لشدة حماسه إلا أنه ذهب من عند النبی صلى الله عليه وسلم لشدة مهابته، ورَجَعَ مُتَغَيِّظًا إلى أَبي بَكْرٍ وتكلم معه بمثل هذا الكلام الحماسي. فرد عليه أبو بكر بمثل جواب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقال له ناصحا: يا عمر عُدْ لصوابك ولا تدَعْ يدك تضعف في الاستمساك بركاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم، فوالله إن الذي قد وضعْنا أيدينا في يده صادق یقینا. قال عمر - رضي الله عنه -: لقد تكلمت بتلك الكلمات من فورة حماسي، ثم ندمت عليها ندما شديدا، وظللت بعد أقوم بأعمال نافلة كثيرة توبةً مني لأمحو بها وصمة هذا الضعف الذي ظهر مني.
وفي ختام الخطبة أعلن أمير المؤمنين نصره الله أنه سيصلي الغائب على بعض المرحومين وذكر نبذة من حياتهم.