ملخص لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من مسجد "فتح عظيم" في صهيون في الولايات المتحدة الأمريكية في30/09/2021



 بسم الله الرحمن الرحيم

نقدم لحضراتكم ملخصًا لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من مسجد "فتح عظيم" في صهيون في الولايات المتحدة الأمريكية في الثلاثين من سبتمبر/أيلول الجاري، حيث قال: 

اليوم، اجتمعتم هنا لافتتاح مسجدنا في صهيون، لقد وفق الله جماعتنا في الولايات المتحدة لبناء هذا المسجد في هذه المدينة التي لها أهمية في تاريخ جماعتنا.

قبل أيام سألني صحفي عن سر أهمية هذا المسجد في هذا المكان؟ فقلت له إن جميع مساجدنا لها أهمية بالنسبة لنا أما أهمية هذا المسجد فتكمن في أن هذه المدينة قد أنشأها عدوٌّ للإسلام، وقد أقامت الجماعة معرضًا هنا لتسليط الضوء على تاريخ هذه المدينة وأهميتها بالنسبة للجماعة. تكمن الأهمية التاريخية لهذه المدينة في أن مدّعيًا كذابا عارض المسيح الموعود عليه السلام واستخدم لغة بذيئة بحقه، لكنه هلك في مواجهة حضرته u. وهذا يجب أن يجعل كل أحمدي شاكرا لله تعالى، وبحسب تعليم النبي ﷺ يجب أن نشكر أهل هذه المدينة لأنه رغم أن البلدية رفضت بناء هذا المسجد، قام الناس من أجلنا واضطروا البلدية للسماح ببناء هذا المسجد، وقد قال رسول الله ﷺ "من لا يشكر الناس لا يشكر الله" ومن هذا المنطلق يجب أن نشكر الله تعالى الذي وفقنا لبناء هذا المسجد هنا.

اليوم ليس يوم فرحة لنا بل هو يوم شكر لله الذي وفقنا لبناء هذا المسجد وللإيمان بالمسيح الموعود عليه السلام وأرانا آية صدق النبي ﷺ، فكلما كنا أكثر شكرا لله، أنزل علينا فضله أكثر وأرانا آيات صدق المسيح الموعود عليه السلام أكثر فأكثر.

لا شك أن الله قد قطع مع المسيح الموعود عليه السلام وعودا كثيرة وأرانا وسيُرينا تقدم الجماعة أكثر ولكن لنكون جزءا من هذا الازدهار، علينا أن نشكر الله ونعمل بأحكامه.  

هذا المسجد تحققٌ لوعد الله حيث أعلن مدّعٍ قبل 120 عامًا معارضته للإسلام، وأنبأ المسيح الموعود عليه السلام بهلاكه والآن قد وفقنا الله I لبناء مسجد في بلدة هذا الكذاب التي أعلن أنه لن يدخلها أي مسلم ما لم يتنصر، ولكن الله وفقنا لبناء هذا المسجد في مدينته، فكيف يمكن ذلك ما لم تكن هذه أفعالُ الله تعالى؟ لقد كان مليارديرا وذا شهرة كبيرة ولكن الله  أهلكه، وفي قرية صغيرة في البنجاب ادعى مرسل من الله أنه أُرسل للنشأة الثانية للإسلام وقد وصل صوته إلى 220 دولة حتى الآن، فهل تنتهي أعمالنا هنا؟ هذا هو السؤال! هل يكفينا أننا بنينا مسجدا في قرية صغيرة هنا أو يكفينا ما وصلْنا إليه؟ كلا! لقد وعد الله المسيح الموعود عليه السلام أن العالم كله نطاق عمله.

إننا سنعمل في بلدان كبيرة وصغيرة وسنجعلها خادمة للنبي ﷺ. لو رأينا الأعمال التي أمامنا فهي كبيرة جدا ومع ذلك يحقق الله وعوده. وتتم كل هذه الأعمال بجهود ضئيلة من قبلنا وإلى جانب هذه الجهود المتواضعة نحن بحاجة للأدعية، فعلينا أن نركز على الأدعية ونبني المساجد ليجتمع الناس فيها 5 مرات في اليوم للخضوع أمام الله، وأن يواظب الأخوة على حضور صلاة الجمعة ولا ينشغلوا بمشاغل الدنيا، ولو نسينا هذا الأمر لما كان ما بنيناه مسجدا وإنما مجرد هيكلٍ.

اسم هذا المسجد "فتح عظيم" وهو مأخوذ من إلهام للمسيح الموعود عليه السلام حيث قال حضرته بعد أن أخبره الله بهلاك دوئي أنه سيكون في هذه الآية فتحٌ عظيم وسيرى العالم كله أن الله سيهلكه في خمسة عشرة يومًا بخزيٍ وذل.

لقد أنبأ المسيح الموعود عليه السلام بهلاك دوئي وجعل آية هلاكه فتحًا عظيمًا، ونحن اليوم نفتتح المسجد في مدينة هذا الكذاب، لقد تحقق إلهام المسيح الموعود عليه السلام قبل 115 سنة وتحقق اليوم مرة أخرى حيث نفتتح هذا المسجد هنا. في تلك الأيام كتبتْ جرائد العالم تحدِّي المسيح الموعود عليه السلام الذي وجَّهه لدوئي ونبوءة هلاكه. كتبت جريدة سنداي هيرالد بوستن حينها دعوة المسيح الموعود عليه السلام وتحديه لدوئي وكان عنوان المقال "عظيمٌ ميرزا غلام أحمد، المسيح" وقال المقال إنه أنبأ بهلاك دوئي وقد تنبأ بالطاعون والزلازل، وفي أغسطس تنبأ بهلاك ألكسندر دوئي وقد تحقق ذلك في مارس الماضي، وهذا الشخص شهير في الشرق ويدعي أنه المسيح الموعود الحق، وقد مات دوئي بخزيٍ في حياة هذا النبي الشرقي، وقد قال ميرزا لو قبل دوئي مواجهتي فإنه سوف يترك هذه الدنيا في خزيٍ وهوان وآلام، وإذا هرب دوئي من هذه المواجهة فإني أخبر أهل أمريكا وأوروبا وأُشهدهم على أن ذلك سيعتبَر هزيمة بحقه، وليتأكد العالم أن ادعاءه بأنه إيليا ادعاء كاذب وإن كارثة سوف تحيق بصهيون عاجلا، وختم بالدعاء لله أن يظهر حكمه على دوئي عاجلا"

وكتبت هذه الجريدة أن دوئي لم يردّ على هذا التحدي ولكن في النهاية نشر في جريدته: "يسألني الناس لم لا أرد على هذا المدعي، هل تتصورون أن أرد على البراغيث والذباب، لو وضعتُ قدمي عليها لسحقتُها فأهلكتُها جميعا. الواقع أني أعطيها الفرصةَ لتطير بعيدًا وتظلّ حيّة" وهذا يعني أنه يعرف الميرزا الذي يدَّعي أنه المسيح المحمدي. وبعد ذلك كتب: "مهمتي أن أجمع من الشرق والغرب والشمال والجنوب أناسا أُسكنهم في هذه المدينة إلى أن ينقرض المسلمون، آمين". لكن الميرزا تحداه وقال أدعو الله أن يموت الكاذب منا في حياة الصادق، وبعد ذلك أخذت أمور دوئي في التدهور، ومات مهانا بعد أن أصيب بالفالج والجنون وتركه أصحابه أما الميرزا فقد تقدم وأعلن بوضوح أنه فاز في هذه المباهلة وهو يدعو كل طالب حق إلى الصدق".