ملخص لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من مسجد "بيت الرحمن" في ميريلاند في الولايات المتحدة الأمريكية في14/10/2022



 بسم الله الرحمن الرحيم

نقدم لحضراتكم ملخصًا لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من مسجد "بيت الرحمن" في ميريلاند في الولايات المتحدة الأمريكية في الرابع عشر من أكتوبر الجاري، حيث قال: 

من منة الله عليكم أنه وفقكم للمجيء إلى هذا البلد، وقد جاء في السنوات الأخيرة الكثير من الأحمديين من باكستان بسبب أوضاع الأحمديين القاسية جدا هنالك، و بسبب ذلك ينبغي أن تكونوا شاكرين لهذه الحكومات التي سمحت لكم بالمجيء إلى هنا، ولكن منة الله الأكبر علينا أنه وفقنا لبيعة إمام الزمان، الخادم الصادق لرسول الله ﷺ، ولكي نشكر الله تعالى، علينا أن نأتمر بأوامره ونؤدي حق عباداته وحق خلقه أيضا. وهذا لن يتأتى ذلك إلا أدينا حق بيعة المسيح الموعود u لأنه الهادي في هذا العصر والذي هدانا بحسب نبوءة النبي ﷺ إلى العمل بالتعاليم الإسلامية الصحيحة فيجب أن يراعي كل أحمدي هذا الأمر، فقد بعث الله المسيح الموعود u في هذا العصر وأعطاه علوم القرآن وعلوم الإسلام الحقيقية لأنه كان محبا صادقا للنبي ﷺ وهكذا عمل على تربية جماعته باتباع تعاليم النبي ﷺ.

فمن أجل أن نكون مسلمين حقيقيين يجب أن نتبع المسيح الموعودu ونجعل حياتنا وفق المنهج الذي أخبرنا به، ونؤمن به حكما عدلا ونوقن بأننا لا نستطيع أن نسلك الطريق الصحيح للتعاليم الإسلامية إلا باتباعه. يقول المسيح الموعودu:

"الذي يؤمن ينبغي أن يتقدم من الإيمان إلى اليقين والعرفان، بدلا من أن يكون عرضة للظنون بعد ذلك. اعلموا أن الظن لا يفيد، يقول الله تعالى: إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا. من شأن اليقين أن يجعل الإنسان ناجحا، ولا يتم شيء بغير اليقين. وإذا أساء الإنسان الظن في كل شيء لن يقدر على العيش في هذا العالم بل لعله لن يشرب الماء أيضا إذ قد يخطر بباله أن أحدا يكون قد دسّ السم فيه، ولن يأكل شيئا من السوق ظنا منه أنه قد يكون مدسوسا فيه شيءٌ قاتل، فكيف سيعيش؟ هذا مثل بسيط ولكن الإنسان يستطيع أن يستفيد منه في الأمور الروحانية. فكروا الآن وقرروا في أنفسكم أنكم بايعتم على يدي وآمنتم بي حَكَما عدْلا، فحين يتكدر قلبكم أو يضيق صدركم بعد هذا الإيمان بسبب حُكم من أحكامي وفعل من أفعالي فعليكم أن تنتبهوا إلى كيفية إيمانكم. الإيمان الذي تشوبه شوائب الشبهات والأوهام لن يسفر عن نتيجة حسنة. ولكن إذا آمنتم بصدق القلب أن المسيح الموعود حَكَمًا عدلًا فعلا فعليكم أن تستسلموا أمام حُكمه وفعله، واحترموا قراراته لتكونوا من الذين يُكرمون ويعظّمون كلام النبي المقدسَ. إن في شهادة النبي ﷺ كفاية وقد طمأن أن المسيح الموعود سيكون إمامكم ويكون حَكَما عدلا. وإن لم تطمئّنوا بذلك فمتى وكيف تطمئنون؟ هذا الأسلوب ليس محمودا قط ولن يكون مباركا أن تؤمنوا ثم تكنِّوا ظنونا سيئة أيضا في زوايا قلوبكم.... الذين أنكروني والذين يعترضون علي ما عرفوني، والذي آمن بي ثم يكنّ اعتراضا أيضا فهو أشقى من غيره لأنه عمي بعد البصيرة"

كما أنبأ المسيح الموعود u باستمرار الخلافة بعده، بل إن النبي ﷺ قد أنبأ أنه بعد بعثة المسيح الموعود ستكون هناك خلافة وستستمر حتى يوم القيامة، والخلافة الأحمدية استمرار لأوامر المسيح الموعود u وإن كل أحمدي يتعهد بالإخلاص للخلاقة وإن تحقيق العهد واجب على كل أحمدي وإلا فبيعتنا ناقصة.

كما يجب أن نقرأ القرآن الكريم ونفهمه ونأتمر بأوامره وإلا سنكون ناكرين لنعم الله تعالى. والذين وصلوا إلى هنا عُصموا من الناس ولكن من لا يعمل بأوامر الله فلن يحقق الهدف، وكذلك الحال مع المبايعين الجدد فهم لن يحققوا الهدف الحقيقي بمجرد البيعة بل بالعمل بأوامر القرآن الكريم، يقول المسيح الموعود u:

"أقول لكم حقًّا بأن الله تعالى خلق هذه الفرصة من أجل السعداء من الناس فمباركون أولئك الذين يغتنمونها كما ينبغي. فيا من أنشأتم العلاقة معي، لا تغترّوا ظانين أنكم قد نلتم كل ما كنتم نائلين. صحيح أنكم أقرب إلى السعادة من الذين أنكروا وأسخطوا الله تعالى بشدة إنكارهم واستخفافهم بأمره، وصحيح أنكم أحسنتم الظن وبذلتم قصارى جهدكم لإنقاذ أنفسكم من غضب الله، ولكن الواقع أنكم اقتربتم من النبع الذي فجَّره الله تعالى لخلق الحياة الأبدية، وبقي أن تشربوا منه. فاسألوا الله تعالى التوفيق لكم ليرويكم منه، لأنه لا يمكن أن يتحقق شيء بدون الله. أعلم يقينًا بأن من يشرب من هذا الينبوع فلن يهلك، لأن هذا الماء يهب الحياة، وينجي من الهلاك، ويحمي من هجمات الشيطان. ما السبيل للارتواء من هذا الينبوع؟ إنما هو المحافظة على الحقَّيْن اللذين أقامهما الله تعالى وأداؤهما أداءً وافيًا؛ أحدهما حق الله والآخر حق المخلوق".

إن وضع العالم حاليا يهدد بالخطر وإذا ما استُخدمت الأسلحة النووية فسيتم تدمير العالم كله، لذا يجب أن تركزوا على الأدعية وتعبدوا الله مخلصين له فالله وحده قادر على إنقاذنا فأنيبوا إليه واجعلوا أولادكم ينيبون إليه عسى أن يسمع الله تضرعاتنا وينقذ العالم.

يقول المسيح الموعود u:

"أريد أن أفهّمكم أن الذين يدْعون الله ويستغفرونه ويتصدّقون قبل نزول البلاء، فإنه تعالى يترحم عليهم ويعصمهم من عذابه".

عليكم كذلك يجب أن تخلقوا في أنفسكم المواساة للآخرين وتدعو الله أن ينقذ العالم من الدمار وينجيه من العذاب فالله ينقذ بسبب الصالحين بقية الناس. وعليكم أيضا أن تكونوا متحابين متوادين كالإخوة.

أدعو الله أن يوفقنا لنؤثر الدين على الدنيا ونؤدي حق الشهادة ونكون بحق من جماعة الآخرين، آمين.