ضرب الأولاد شرك



 

ضرب الأولاد شرك

ذات مرة ضرب أحد الإخوة ابنه، فتأثر المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام من ذلك جدًا، فدعاه وألقى خطابًا مثيرًا للحزن وقال:

إن ضرب الأولاد في رأيي يندرج تحت الشرك، وكأن الضارب الجلف يريد أن يُشرِك نفسه (مع الله تعالى) في الهداية والربوبية. عندما يعاقب الشخص الثائر (طفله) على أمر فإنه يتمادى في فورة غضبه بحيث يصبح كالعدو، فيعاقب أكثر من الجرم بكثير. أما لو كان ثمة شخص رزين هادئ حليم وقور قادر على ضبط نفسه حقًّا، فيحق له أن يعاقب الطفل أو يرمقه بنظرة عتاب في الوقت المناسب إذا اقتضى الأمر، ولكن المتهور وطائش العقل الذي يستشيط غضبًا فلا يستحق أن تُعهَد إليه تربية الأولاد. ليتَ المتحمسين لعقاب الأولاد ينصرفون إلى الدعاء بنفس الحماس والجهد، ويواظبون على الابتهال والدعاء من أجل الأولاد بحرقة والتياع، ذلك لأن دعاء الوالدين في حق الأولاد يحظى بقبولية خاصة عند الله تعالى. أما أنا فأداوم على بعض الأدعية كل يوم.

بعض الأدعية:

أولا: أدعو لنفسي قائلا رب أوزعني أن أعمل ما يكشف عزتك وجلالك ووفقني لاتباع رضاك توفيقًا كاملا.

ثانيا: ثم أدعو لأهلي بأن يهبني الله منها قرة أعين، وأن تسير طريق مرضاة الله تعالى.

ثالثا: ثم أدعو لأولادي بأن يكونوا خدام الدين.

رابعًا: ثم أدعو لأحبابي المخلصين بذكر أسماء كل واحد منهم.

خامسا: ثم أدعو لكل أولئك الذين هم منخرطون في سلك هذه الجماعة، سواء نعرفهم أم لا. (الحكم، مجلد 4 عدد 2 ص 2 - 11 يوم 17/ 1/1900، رسالة رقم 6 لمولانا عبد الكريم السيالكوتي المحترم)

إن الذي يصبح غافلاً عن أتباعه ولو لثانية فحرام عليه أن يجلس على كرسي المشيخة ويتزعم قيادتهم.

إن الهداية والتربية الحقيقيتين مِن عمل الله تعالى. أما المطاردة الشديدة والتجاوز في الإصرار على أمر.. أعني زَجْر الأولاد وعتابهم في كل صغيرة وكبيرة وكأننا نحن نعطيهم الهدى وسنهديهم إلى الطريق الذي نبتغيه. أقول إن هذا لَمِن الشرك الخفي الذي يجب على أصحابنا تجنُّبُه. أما أنا فأدعو لأولادي وأعلّمهم المبادئ الأساسية وآداب التعلم بشكل عابر، ثم أتوكل على الله كل التوكل. وبقدر ما يكون في أحد بذرة الخير والسعادة سوف يخضرّ في وقته. (الملفوظات ج 2 ص 4 - 5)