ملخص لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في 04/11/2022
بسم الله الرحمن الرحيم
نقدم لحضراتكم ملخصًا لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في الرابع من شهر نوفمبر، حيث قال:
بحسب العادة، نعلن في الجمعة الأولى من شهر نوفمبر عن السنة المالية الجديدة لصندوق التحريك الجديد وسأتحدث اليوم عن أفضال الله تعالى التي أنزلها السنة الماضية. ويجب أن نتذكر أن القيام بأي أمر والإنفاق عليه يحتاج إلى المال، يقول المسيح الموعود عليه السلام إن جميع الأنبياء قد حثُّوا على إنفاق المال من أجل إنجاز مهماتهم، وقد حث القرآن الكريم المؤمنين على الإنفاق وأوضح أن الله يجزي المنفق في سبيل الدين في الدنيا والآخرة لأن لله لا يبقي على نفسه دَين أحد، قال الله تعالى: "مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ"
هذا هو مثال المنفقين في سبيل الله أنه تعالى لا يترك قرضهم على نفسه بل يسدده ويجزيهم في الدنيا والآخرة.
لقد بعث الله الخادم الصادق للرسول الكريم ﷺ من أجل نشر الدين في هذا العصر، وهو جعل إنفاق الأموال واجبًا لنشر الإسلام في العالم ولجلب أهل الدنيا نحو الله تعالى، وإذا فعلوا ذلك لوجه الله خالصة، فسيجزيهم في الدنيا والآخرة.
قال رسول الله ﷺ: "إن الصلاة والصيام والذكر تضاعف على النفقة في سبيل الله بسبع مائة ضعف" أي أن هذه العبادات أيضا ضرورية مع الإنفاق في سبيل الله وهذا الحديث يصف المؤمن بأنه لا يكتفي بالتضحيات المالية ولا يقول لله تعالى أني أنفقت كذا من المال في سبيلك فضاعِفْ لي هذا سبعمائة مرة.. كلا، بل لا بد من رفع مستوى عباداتكم أيضًا وإصلاح أنفسكم وأن تذكروا الله دائمًا وتجتنبوا اللغو والمنكر وأن تكونوا مخلصين لله في إنفاقكم وتضحياتكم وعندها يتفضل الله عليكم بطرق تُحيِّركم. أحيانا يتقبل الله منا العمل الصغير ويجزي عليها بشكل كبير مما يولد الحيرة في الإنسان. وهذا فضل الله الخاص، مما يزيد إيمان المرء بالله تعالى، ولكن على المؤمن أن يبذل جهده دائمًا وأن لا يفرح أنه أنفق كذا من المال وبالتالي لا بد لله أن يتفضل عليه حتى لو كان قد قصَّر في أعمال أخرى، كلا.. بل على الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله أن يصلحوا حالتهم العملية أيضا ويقوموا بأعمال أخرى. عندها سيرضى الله عنهم ويتفضل عليهم كما يتفضل على المؤمنين دائمًا وهناك أمثلة كثيرة من الماضي والحاضر كيف أن الله ينزل أفضاله ونعمه. وسأذكر الآن بعض الواقعات:
يقول داعية محلي من ليبريا اسمه مؤمن جونسون وكان مسيحيا من قبل: قبل شهور قمنا بجهود تبليغية في قرية وغُرس غراس الأحمدية هناك وهي قرية صغيرة ليس هناك طريق إليها ومن الصعب الوصول إليها أيام الأمطار، لذا لم نذهب إلى هذه القرية من أجل الحث على الإنفاق في صندوق التحريك الجديد لأن الطريق وعرة والقرية نائية، وفي أحد الأيام جاء إمام القرية إلى مركزنا وقدم بعض المال وقال هذا ما تبرع به 21 أحمديًا في صندوق التحريك الجديد، فسألناه كيف عرفتم عن التحريك الجديد؟ فقال عرفنا عن طريق الإذاعة الأحمدية وسمعنا عن أهمية هذا الصندوق فقمت بحثِّ الجماعة على الإنفاق وهذا ما تبرع به الإخوة، فهكذا يلقي الله تعالى في قلوب الناس الرغبة في الإنفاق.
يقول أمير الجماعة في غامبيا: هناك قرية قمنا بحثِّ الإخوة فيها على الإنفاق في صندوق التحريك الجديد، ومعظمهم من المبايعين الجدد، وهناك سيدة تبرعت في هذا الصندوق وقالت هذا هو الطريق الوحيد لنشر الإسلام الحق في العالم كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، كنت قد احتفظت بهذا المبلغ للطعام والشراب لعائلتي وإنني أقدمه كله لأن انتشار الإسلام بحاجة لهذا المال، وبنفس اللحظة تلقَّت اتصالا من ابنها المقيم في سويسرا وقال إنه بعث لها مبلغا، فبكتْ وقالت انظروا كيف عوضني الله تعالى مع العلم أن ابنها كان منقطعا عن الاتصالات منذ أشهر.
وفي ختام الخطبة أعلن أمير المؤمنين أيده الله تعالى بنصره العزيز عن بدء السنة المالية التاسعة والثمانين للتحريك الجديد، وقد وُفقت الجماعة لجمع 6.4 16.4 مليون جنيه، بتضحية أكبر من العام الماضي بمليون ومائة ألف جنيه وجاءت ألمانيا في المرتبة الأولى.
كما أعلن حضرته أنه سيفتتح موقع الجماعة الخاص بتاريخ الجماعة في بريطانيا:
www.history.ahmadiyya.uk