ملخص لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في30/12/2022
بسم الله الرحمن الرحيم
نقدم لحضراتكم ملخصًا لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في الثلاثين من شهر ديسمبر حيث تحدث عن سيدنا حمزة t عم النبي ﷺ، وقال:
عَنْ جَابِرٍ قَالَ: وُلِدَ لِرَجُلٍ مِنَّا غُلَامٌ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ بِمَ نُسَمِّيهِ؟ قَالَ: "سَمُّوهُ بِأَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ حَمْزَةَ "
وعَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: لَمَّا اعْتَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي ذِي الْقَعْدَةِ، فَأَبَى أَهْلُ مَكَّةَ أَنْ يَدَعُوهُ يَدْخُلُ مَكَّةَ، حَتَّى قَاضَاهُمْ عَلَى أَنْ يُقِيمَ بِهَا ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ، فَلَمَّا كَتَبُوا الْكِتَابَ كَتَبُوا، هَذَا مَا قَاضَى عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ. قَالُوا لاَ نُقِرُّ بِهَذَا، لَوْ نَعْلَمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ مَا مَنَعْنَاكَ شَيْئًا... فَقَالَ r لِعَلِيٍّ "امْحُ رَسُولَ اللَّهِ". قَالَ عَلِيٌّ لاَ وَاللَّهِ لاَ أَمْحُوكَ أَبَدًا. فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْكِتَابَ، وَلَيْسَ يُحْسِنُ يَكْتُبُ، فَكَتَبَ هَذَا مَا قَاضَى مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ... فَلَمَّا دَخَلَهَا وَمَضَى الأَجَلُ أَتَوْا عَلِيًّا فَقَالُوا قُلْ لِصَاحِبِكَ اخْرُجْ عَنَّا، فَقَدْ مَضَى الأَجَلُ. فَخَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَتَبِعَتْهُ ابْنَةُ حَمْزَةَ تُنَادِي يَا عَمِّ يَا عَمِّ. فَتَنَاوَلَهَا عَلِيٌّ، فَأَخَذَ بِيَدِهَا وَقَالَ لِفَاطِمَةَ دُونَكِ ابْنَةَ عَمِّكِ. حَمَلَتْهَا فَاخْتَصَمَ فِيهَا عَلِيٌّ وَزَيْدٌ وَجَعْفَرٌ. قَالَ عَلِيٌّ أَنَا أَخَذْتُهَا وَهْيَ بِنْتُ عَمِّي. وَقَالَ جَعْفَرٌ ابْنَةُ عَمِّي وَخَالَتُهَا تَحْتِي. وَقَالَ زَيْدٌ ابْنَةُ أَخِي. فَقَضَى بِهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِخَالَتِهَا... وَقَالَ عَلِيٌّ أَلاَ تَتَزَوَّجُ بِنْتَ حَمْزَةَ. قَالَ "إِنَّهَا ابْنَةُ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ".
كان قبول حمزة الإسلام عند لحظة غضب بعد أن أخبرتْه أَمته إن أبا جهل قد ضرب النبي ﷺ، لكنه خاف بعد ذلك أنه قد ترك دين آبائه، ولم يستطع ليلتها النوم فذهب إلى الكعبة ودعا لإزالة شكوكه، فانشرح قلبه. ثم ذهب إلى رسول الله ﷺ وأخبره بما جرى، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم الله أن يثبّت حمزة على الإيمان.
في شهر صَفر من السنة الثانية للهجرة، أعطى رسول الله ﷺ اللواء لسيدنا حمزة (رضي الله عنه) في سرية متجهة نحو بني زمرة وقد وقَّع المسلمون معهم ميثاق سلام.
وفي بداية معركة بدر، دعت قريش إلى القتال الفردي، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم حمزة وعلي وعبيدة (رضي الله عنهم) فانتصر حمزة وعلي (رضي الله عنهما) بسهولة، لكن عبيدة (رضي الله عنه) أصيب بجروح خطيرة توفي إثرها وهو في طريق العودة من بدر.
ذات مرة، قبل تحريم الخمر في الإسلام، كان سيدنا حمزة سكرانًا فقام وفي هذه الحالة بقتل ناقتين لسيدنا علي (رضي الله عنه) فقالَ عَلِيٌّ فَانْطَلَقْتُ حَتَّى أَدْخُلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَعِنْدَهُ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ فَعَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي وَجْهِيَ الَّذِي لَقِيتُ. فَقَالَ: "مَا لَكَ" قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ قَطُّ عَدَا حَمْزَةُ عَلَى نَاقَتَىَّ فَاجْتَبَّ أَسْنِمَتَهُمَا وَبَقَرَ خَوَاصِرَهُمَا وَهَا هُوَ ذَا فِي بَيْتٍ مَعَهُ شَرْبٌ. فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِرِدَائِهِ فَارْتَدَاهُ ثُمَّ انْطَلَقَ يَمْشِي وَاتَّبَعْتُهُ أَنَا وَزَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ حَتَّى جَاءَ الْبَابَ الَّذِي فِيهِ حَمْزَةُ فَاسْتَأْذَنَ فَأَذِنُوا لَهُ فَإِذَا هُمْ شَرْبٌ فَطَفِقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَلُومُ حَمْزَةَ فِيمَا فَعَلَ فَإِذَا حَمْزَةُ مُحْمَرَّةٌ عَيْنَاهُ فَنَظَرَ حَمْزَةُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ وَهَلْ أَنْتُمْ إِلاَّ عَبِيدٌ لأَبِي فَعَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ ثَمِلٌ فَنَكَصَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى عَقِبَيْهِ الْقَهْقَرَى وَخَرَجَ وَخَرَجْنَا مَعَهُ.
ولكن لاحقا، عندما تم تحريم الخمر، تخلى جميع الصحابة عن الخمر على الفور. وإن هذا درس جميل لنا. ففي بعض الأحيان عندما تكون هناك تعليمات، يقول بعض الناس إنهم بحاجة إلى وقت ليتبينوا من صحتها، ولكن الصحابة بمجرد سماعهم الأمر بتحريم الخمر، لم يضيعوا أي دقيقة ولم يطرحوا الأسئلة بل استجابوا للأمر على الفور.
استُشهد حمزة (رضي الله عنه) في غزوة أُحد، وهو أمرٌ قد تنبأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم. فذات مرة رأى صلى الله عليه وسلم في الرؤيا طرف سيفه مكسورًا ففسره باستشهاد أحد أفراد أسرته البارزين.
تم التمثيل بجثة حمزة (رضي الله عنه) بوحشية، مما آلم رسولَ الله ﷺ كثيرًا وذُكر في رواية أنه قال من شدة ألمه: "لَئِنْ ظَهَرْنا عَلَيْهمْ لَنُمَثِّلَنَّ بِثَلاثِينَ رَجُلا مِنْهُمْ" فأوحى الله تعالى: "وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ ۖ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرِينَ".
وفي ختام الخطبة، قال أمير المؤمنين نصره الله إن العام الجديد سيبدأ بعد يومين، ودعا الله أن يفشل جميع مكائد العدو وأن يحقق الأحمديون في جميع أنحاء العالم الغرض من حياتهم أكثر من أي وقت مضى. وطلب من الأحمديين الدعاء أن يحفظ الله العالم من الحروب والدعاء لإخوانهم الذين يعانون من الظلم والاضطهاد ودعا الله أن يحفظ جميع أبناء الجماعة، آمين.