ملخص لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في06/01/2023



بسم الله الرحمن الرحيم

نقدم لحضراتكم ملخصًا لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في 06/01/2023، والتي استهلها بقوله تعالى:
 
"لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ"

يقول المسيح الموعود عليه السلام:
"ليس مما يُرضي الله أنه إذا مرضت بقرة أحدهم أن يقول: حسنا، نضحي بها في سبيل الله. هناك كثير من الناس الذي يعطون المتسولين أرغفة بائتة وعفنة لا فائدة منها ويظنون أنهم تصدَّقوا. إن الله تعالى لا يحب مثل هذه الأمور ولا تُقبل الصدقات مثلها إذ يقول بكل صراحة ووضوح: لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ أي لا يمكن أن يكون البرّ حقيقيا ما لم تنفقوا من أموالكم التي تحبونها في سبيل الله ولنشر الدين ومواساة خلق الله".
 
ويقول عليه السلام في مقامٍ آخر:
"إن الإنسان يحب المال في الدنيا كثيرا، لذا فقد قيل في علم تعبير الرؤى بأنه لو رأى أحد أنه أخرج كبِدَه وأعطاه لغيره، فالمراد منه المالُ. لذا فقد وجّه الله تعالى أنظارنا من أجل الحصول على التقوى الحقيقية والإيمان إلى: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} لأن مواساة خلق الله والمعاملة الحسنة معهم تتطلب إنفاق قسط كبير من المال. وإن مواساةَ البشرِ وخَلْقِ الله بشكل عام هو الجزء الثاني للإيمان، وبدونه لا يكتمل الإيمان ولا يتقوى. وما لم ينفق الإنسان لا يمكن أن ينفع الآخرين. فلا بد من الإنفاق من أجل نفع الآخرين ومواساتهم. وقد ورد الأمر والتوجيه إلى الإنفاق في الآية: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ}. إن الإنفاق في سبيل الله تعالى إنما هو معيار سعادة الإنسان ومِحَكٌّ لتقواه. إن معيار وقف الحياة في سبيل الله ومحكّه في حياة أبي بكر t  كان أن النبي ﷺ ذكر حاجة ما فجاء أبو بكر t بكل ما كان في بيته."
وفي زمن المسيح الموعود عليه السلام نرى أنه من أجل إكمال مهمته في نشر الإسلام وإشاعة الكتب، كان أفضل مثال للإنفاق في سبيل الله هو مولانا نور الدين t الذي كتب لحضرته قائلًا: "إني لك الفداء، كل ما أملكه ليس لي بل هو لك كله. يا سيدي ومرشدي، أقول بكامل الصدق إنه لو بُذل جلُّ مالي في سبيل نشر الدين لفزتُ بمرامي... إن لي معكم نسبة فاروقية، وإنني على أتم الاستعداد لبذل كل غالٍ ورخيص وطارف وتليد في هذا السبيل. ادعُ لي من فضلك ليكون موتي موت الصديقين"
 
وهكذا كانت تضحيات صحابة المسيح الموعود عليه السلام كلهم، وقد أولع أبناء الجماعة في كل زمن بهذه التضحية، فالله تعالى يهب للجماعة مثل هؤلاء المضحين من الأحمديين القدامى والمبايعين الجدد الذين يتسابقون في ذلك.
 
لقد بدأ المصلح الموعود t مشروع الوقف الجديد لتبليغ أهل القرى في باكستان، ولكن الخليقة الرابع رحمه الله قد وسع المشروع إلى كافة أنحاء العالم، وإن أموال هذا المشروع تُجمع في البلدان المتقدمة وتنفَق في إفريقيا وغيرها من البلدان الفقيرة، ولكن حتى الأحمديين في إفريقيا وهذه البلدان يساهمون في هذا الصندوق بحسب إمكاناتهم أيضا، وكل هؤلاء المضحين يدركون ما قاله رسول الله ﷺ في الحديث القدسي حيث قال الله تعالى: "يَا ابْن آدم أودع من كَنْزك عِنْدِي وَلَا حرق وَلَا غرق وَلَا سرق أوفيكه أحْوج مَا تكون إِلَيْهِ." ويدركون قوله تعالى: "وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ".
 
من تنزانيا هناك سيدة قالت إنها ذهبت للسوق وفي الطريق قابلها معلم الجماعة وحثها على دفع التبرع في الوقف الجديد فقالت إن لديها ألفي شلن لشراء الحاجات ولكنها دفعت منهما ألف، ثم قابلت سيدة كانت قد أقرضتها بعض المال فقالت لها خذي 5000 من القرض، فرجعت هذه السيدة للمعلم وقالت لقد رزقني الله بهذا ببركة تبرعي، ثم تبرعت بألف شلن أخرى.
ومن ليبيريا الأخت عائشة، قامت الجماعة بتذكيرها بالتبرع في الوقف الجديد فقالت ليس عندي شيء ولكن انتظروا حتى لا تعودوا خاويي الوفاض، فاقترضت من أحدهم ودفعت 100 دولار ليبيري ثم اتصل بها أحدهم وأخبرها أنه قد أودع مالًا في حسابها في البنك فقالت: لقد أنعم الله علي بهذا المال فورًا بفضل ما تبرعت به.
 
ويقول الأخ ناصر من نيجيريا: كنت بلا عمل منذ سنوات ففكرت بالتبرع بحسب ما أستطيع ولو أني بلا عمل فبدأت بدفع التبرعات في يونيو وبعد 3 أشهر اتصل بي أحدهم حيث وجد لي العمل وأيقنت أن ذلك كان ببركة التبرع في الوقف الجديد.
وقال مبايع جديد من إفريقيا الوسطى: انضممت للأحمدية العام الماضي فتحسنت حالتي الأخلاقية والإيمانية وعندما دعاني الداعية للتبرع قبل انتهاء السنة المالية، تبرعت بما عندي. ومنذ ذلك الوقت بارك الله في عملي وإني أجد العمل يوميًا وأكسب مالًا ما كنت أتصور أن أجده.
وفي ختام الخطبة، دعا أمير المؤمنين نصره الله أن يبارك الله في أموال المضحِّين، وأعلن بدء السنة الجديدة للوقف الجديد وانتهاء السنة الخامسة والستين.
 
قدمت الجماعة في العالم في هذا الصندوق خلال السنة المنصرمة 1.2 مليون جنيه استرليني بزيادة مليون جنيه عن السنة الماضية، وجاء في المراكز الخمس الأولى: بريطانيا ثم ألمانيا ثم كندا ثم أمريكا ثم الهند. وشارك في هذا الصندوق حوالي مليون و500 ألف شخص.