ملخص لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في20/01/2023
بسم الله الرحمن الرحيم
نقدم لحضراتكم ملخصًا لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في 20/01/2023، والتي استهلها بقوله تعالى:
"وَلَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَٰكِن لَّا تَشْعُرُونَ* وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ " ثم قال:
ينال الشهداء في الآخرة الدرجة العليا وتُخلّد أسماؤهم في هذه الدنيا ويتسببون في حياة ورقي من وراءهم فأنى لهم أن يكونوا أمواتا!. بدأت التضحية بالأرواح في الجماعة مع الشهيد عبد اللطيف في كابول زمن المسيح الموعود عليه السلام. وقبل أيام ضرب الأحمديون في بوركينا فاسو أروع مثال في الصدق والوفاء حيث عُرض عليهم إنكار صدق المسيح الموعود عليه السلام وأن يقبلوا أن المسيح في السماء وسيعفى عنهم، ولكن إيمانهم كان أرسخ من الجبال فردوا بأن الحياة فانية وسنموت اليوم أو غدًا، فلا يمكن أن نحافظ على حياتنا وننبذ الإيمان، ثم قدموا حياتهم واحدًا تلو الآخر. كان أولادهم ونساؤهم ينظرون ولكنهم لم يتزعزعوا ولم يبالوا بحياتهم ونالوا الخلود الأبدي. لقد بايعوا على التضحية بأوقاتهم ونفوسهم وجاؤوا متأخرين ولكنهم سبقوا الأولين.
لقد استشهد في مدينة دوري في بوركينا فاسو 9 أحمديين واحدًا تلو الآخر لأنهم رفضوا التخلي عن إيمانهم، إنا لله وإنا إليه راجعون. وصل ثمانية مسلحين على 4 دراجات نارية إلى مسجد الجماعة بعد أن كانوا في مسجد للوهابية ولم يضروا أحدا فيه لأنهم جاؤوا لقتل الأحمديين. وصلوا مسجدنا والأذان يرفع لصلاة العشاء، فأمروا المؤذن أن يطلب من الأحمديين أن يأتوا سريعا، وسألوا من هو إمام المسجد ومن هو نائبه فعرّفا بنفسيهما وعندما حانت الصلاة قال لهم الإمام اتركونا نصلي ولكنهم لم يسمحوا لهم بالصلاة وسألوه عن عقائد الجماعة فرد بشجاعة وهدوء وقال نحن مسلمون نؤمن بالنبي ﷺ، فقالوا من أي فرقة أنتم؟ فقال من الجماعة الإسلامية الأحمدية. فسألوه هل عيسى حيٌأم ميت؟ فقال الإمام إنه ميت فقال الإرهابيون: "بل هو في السماء وسينزل ليقتل الدجال ويحل مشاكل المسلمين". وسألوا من هو الإمام المهدي فقال: "حضرة ميرزا غلام أحمد عليه السلام" فقالوا إنكم كفار، وأخرجوه خارج المسجد وأتوا بصور الإمام المهدي والخلفاء وطلبوا منه أن يذكر من هم فقال هذا الإمام المهدي فقالوا نعوذ بالله، ثم فصلوا النساء والأطفال، وطلبوا من كبار السن أن يخرجوا لفناء المسجد وكان أحدهم معاقًا فقالوا له أنت لا تصلح لشيء فاجلس. ثم قالوا لمن أخرجوهم للفناء: لو كفرتم بالأحمدية سنترككم، فرفضوا، ووضعوا السكين على رقبة الإمام ليذبحوه جاثيًا فقال "أريد أن أموت واقفًا" فأطلقوا النار عليه، فكان أول شهيد. وظنوا أن الآخرين قد خافوا وسيتركون الأحمدية فقالوا لهم "اكفروا بميرزا غلام أحمد أو تقتلوا" فقالوا واحدًا تلو الآخر "سنسلك طريق إمامنا" فأطلقوا عليهم النار واحدًا بعد الآخر. لقد أطلقت 3 رصاصات على كل شهيد من الشهداء الثمانية وكان آخرهم هو الأصغر ويبلغ من العمر 44 عاما فقالوا له أنت شاب فانجُ بنفسك فقال "سأسلك الطريق الذي سلكوه فهو طريق الحق" فأردوه قتيلًا.
لقد تمت هذه العملية خلال ساعة ونصف، ولم تهرب النساء والأطفال وقد هددهم الإرهابيون بأنهم سيرجعوا إليهم إن لم يتركوا الأحمدية.
بقيت جثامين الشهداء في المسجد في الليل مخافة أن يقتل أحد آخر وأُخبرت الشرطة والمخابرات ولكن لم يأت أحد حتى الصباح ودفنوا في 12 يناير.
الشهيد الأول هو الحاج بوريمة بيديجة: 78 عامًا، درس في السعودية وبايع عام 1999 وكان مفسرًا للقرآن وإمامًا كبيرًا يأتيه الأئمة ليتعلموا منه، وذات مرة وصل عددهم 500 وكانوا يقيمون عنده لأسبوع وكان يقول لهم "إن الحق لم يظهر بعد، وعندما يظهر فلن يؤمن إلا قليل وسيتركونني أيضا". كان عنده التقوى والعلم ما جعله يقدّر أن الحق لم يظهر بعد وأنه عندما سيعرف الحق سيتعرض للمعارضة. في 1998 أقيم مركز الجماعة وسمع الإمام عن الأحمدية وعلم أن الأحمديين يؤمنون بوفاة المسيح وظهور المهدي فأخذ وفدا من 7 أشخاص إلى دوري، وبعد البحث انضم للأحمدية، وكان داعية كبيرا وبسبب جهوده التبليغية انتشرت الجماعة. لقد حج وتعلم العربية وبايع على يده كثير من العلماء وكان يحب الخلافة كثيرا وكان مضيافا قليل الكلام ولكن عندما يتعلق الأمر بالجماعة، كان يتكلم بحماس ويناظر المعارضين ويجيب على أسئلتهم.
الشهيد الثاني مانييل الحسن - 71 عامًا. قبل الأحمدية عام 1999 وكان من الأحمديين الأوائل ومن المضحين وكان يرتبط بالخلافة بأواصر الإخلاص وكان سباقا في التبرعات وقد ضحى بالنفس والمال. والشهيد الثالث هو أخوه التوأم مالييل حسيني، بايع عام 1999 وقد رافق الحاج بوريمة عندما ذهب للتحقق من صدق الأحمدية. كان مواظبا على التبرعات وعلى أداء الصلوات والتهجد.
الشهيد الرابع: حميدو عبد الرحمن بايع عام 1999، كان مواظبا على الصلاة والتبرعات ومخلصا جدا، وقد علّم أولاده أن يظلوا مرتبطين بالجماعة. ثم الشهيد إبراهيم سولي: كان مواظبا على الصلوات والتبرعات وكل ما كان يكسبه يدفعه في التبرعات. ثم الشهيد سودي عثمان: كان مضحيًا بالمال والوقت وقد ساهم في بناء المسجد في مهدي أباد وكان يساعد الآخرين قدر استطاعته. ثم الشهيد ماغويل أغالي: وقد بايع مع والده في 1999، كان مخلصا جدا ومواظبا على التبرعات والصلوات. ثم الشهيد إدراحي موسى: كان سباقا في اجتماعات الجماعة ومواظبا على الصلوات وصلاة التهجد، كان مؤمنا حقيقيا وكان يكتب إلي الرسائل بكثرة طالبًا الدعاء وكان يقول إنه يدعو لخليفة الوقت دائمًا. ثم الشهيد عبد الرحمن أغوما وهو أصغر الشهداء وقد بايع 1999 وكان مخلصا ووفيا ولما سأل الإرهابيون من نائب الإمام، قال أنا. كان أول الواصلين للمسجد دائمًا وكان يأتي بأولاده معه ويهتم بتربيتهم.
في نهاية الخطبة، قال أمير المؤمنين نصره الله إن العدو يظن أنه سيقضي على الأحمدية في هذه المنطقة بقتله هؤلاء الشهداء ولكنها سنتتشر أكثر هناك بمشيئة الله وأعلن أنه سيصلي الغائب على الشهداء وبعض المرحومين الآخرين وإنه يمكن لمن يرغب بمساعدة ذوي الشهداء أن يقوم بالتبرع في صندوق سيدنا بلال وقال إن هذه ليس منة عليهم بل هو واجبنا.