ملخص لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في 27/01/2023
بسم الله الرحمن الرحيم
نقدم لحضراتكم ملخصًا لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في 27/01/2023، حيث تابع الحديث عن بعض الصحابة t ومنهم:
أبو لبابة بِن عَبْدِ الْمُنْذِر:
روي عن ابن عباس أن قوله تعالى: "وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا" نزل في أَبي لُبَابة ونفر معه، سبعة أَو ثمانية أَو تسعة، تخلفوا عن غزوة تبوك، ثم ندموا وتابوا وربطوا أَنفسهم بالسواري، وكان عملهم الصالح توبتهم، والسيء تخلفهم عن الغزو مع النبي ﷺ.
عن مجمِّعٍ بنِ جارية أن خنساء بنت خِدام كانت تحت أُنيس بن قتادة، فقُتل عنها يوم أحد، فزوّجها أبوها رجلا من مُزَينة فكرهتْه، وجاءت رسول الله ﷺ فرد نكاحها، فتزوجها أبو لبابة، فجاءت بالسائب بن أبي لبابة.
قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي يَزِيدَ: مَرَّ بِنَا أَبُو لُبَابَةَ، فَاتَّبَعْنَاهُ حَتَّى دَخَلَ بَيْتَهُ فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ، فَإِذَا رَجُلٌ رَثُّ الْبَيْتِ رَثُّ الْهَيْئَةِ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ.
الصحابي مَرْثَد بن أبي مَرْثَد t:
شهد بدرًا على حصانه "سَبَل". قال محمد بن عمر أنه شهد أحدا، واستُشهد في سرية الرجيع. وقال ابن الحجر استُشهد مرثد t في شهر صفر في العام الرابع الهجري.
الصحابي سَلِيْطُ بِنُ قَيْسٍ بِن عَمْرو t:
كان أنصاريا، مِن بني عدي بن النجار من بني الخزرج. أمُّه زُغَيبة بنتُ زُرارةَ، وهي أختُ أسعدَ بن زرارة.
وفي رواية أن سليط بن قيس أسَرَ وليدَ بن الوليد أخا خالدِ بن الوليد. ویوم فتح مكة كان سليط بن قيس يحمل راية بني مأزِن الذين كانوا من الأنصار، وحمل راية بني مأزِن يوم حنين أيضا.
وقعت وقعة الجسر في عهد سيدنا عمر t في العام الثالث عشر الهجري أو العام الرابع عشر الهجري. حصلت هذه المعركة بين المسلمين والفرس في منطقة العراق الحالي. وكان قائد الجيش المسلم أبا عبيد بن مسعود الثقفي.
قتل في هذه المعركة 2000 من الفرس، وفي بعض الرويات 6000. واستُشهد فيها 1800 من المسلمين، وفي رواية 4000 مسلم بينهم 70 من الأنصار، و22 من المهاجرين. وكان سليط بن قيس من هؤلاء الشهداء. ويرى البعض أن سليط بن قيس كان آخر من استُشهد في هذه المعركة. ويرى بعض المؤرخين أنه لم يكن لسليط ذرية. ويرى البعض أنه كان له ابن اسمه عبد الله بن سليط الذي روى عنه رواية واحدة. وفي رواية أنه كانت له بنت اسمها ثُبينة من بطن سُخيلة بنتِ صِمّة.
روى عبد الله بن سليط بن قيس عن أبيه أن رجلاً من الأنصار كان له حائط فيه نخلة لرجل آخر، فيأتيه بكرةً وعشية، فأمره النبي ﷺ أن يعطيه نخلة مما يلي الحائط الذي له.
الصحابي رِفَاعة بن رافع بن مالك الأنصاري t:
ورد عن إسلامه: عن معاذِ بنِ رِفاعة عن أبيه رِفاعةَ بنِ رافع، أنه خرج وابنُ خالته معاذُ بنُ عفراء حتى قدما مكة، فلما هبطا من الثنيّة رأيا رجلاً تحت شجرة۔ قال الراوي: وهذا قبْل خروج الستة الأنصاريين (أي قبْل بيعة العقبة الأولى). قال: فلما رأيناه كلّمناه فقلنا: نأتي هذا الرجل نستودعه متاعنا حتى نطوف بالبيت. فسلّمنا عليه تسليم الجاهلية، فردّ علينا بسلام أهلِ الإسلام. وقد سمعنا بالنبي ﷺ، فأنكرنا (أي لم نعرف أنه النبي صلى الله عليه وسلم)، فقلنا: مَن أنت؟ قال: "انزلوا". فنزلنا. فقلنا: أين الرجل الذي يدّعي ويقول ما يقول؟ فقال:"أنا". فقلت: فاعرِضْ عليّ (الإسلامَ). فعرض علينا الإسلامَ وقال: "مَن خلَقَ السماوات والأرض والجبال؟" قلنا: "خلقهن الله". قال: "فمَن خلقكم؟". قلنا: "اللهُ". قال: "فمَنْ عمِلَ هذه الأصنام التي تعبدونها؟" قلنا: "نحن". قال: "فالخالق أحقُّ بالعبادة أم المخلوق؟ فأنتم أحقُّ أن تعبُدكم هذه الأصنام وأنتم عملتموها، واللهُ أحقُّ أن تعبدوه مِن شيء عملتموه. وأنا أدعو إلى عبادة الله وشهادةِ أن لا إله إلا الله وأني رسول الله وصلةِ الرحم وتركِ العدوان بغصب الناس". قلنا: "لا والله لو كان الذي تدعو إليه باطلا لكان مِن معالي الأمور ومحاسن الأخلاق، فأمسِكْ راحلتَنا حتى نأتي بالبيت". فجلس عنده (صلى الله عليه وسلم) معاذُ بن عفراء. قال (رفاعةُ): فجئت البيتَ فطفت وأخرجتُ سبعة أقداح، فجعلتُ له منها قدحا، فاستقبلتُ البيتَ فقلت: اللهم إن كان ما يدعو إليه محمد حقا فأخرجْ قدحه سبع مرات. فضربتُ بها فخرج سبع مرات، فصحتُ أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، فاجتمع الناس عليّ وقالوا: مجنونٌ رجلٌ صبأَ. قلت: بل رجلٌ مؤمنٌ. ثم جئت إلى أعلى مكة، فلما رآني معاذ قال: لقد جاء رفاعةُ بوجهٍ ما ذهب بمثله. فجئتُ وآمنت، وعلّمَنا رسولُ الله ﷺ سورةَ يوسف، واقرأْ بسم ربك الذي خلق. ثم خرجنا راجعين.
وعن رِفاعة بن رافع بن مالك قال: لما كان يوم بدر رُميتُ بسهم ففُقئتْ عيني، فبصق فيها رسول الله ﷺ ودعا لي، فما آذاني منها شيء.
وفي رواية أخرى أن رِفاعة لم تُصبْ عينه بالسهم يوم بدر، بل إن أباه رافع بن مالك هو الذي أصيبت عينه بالسهم.