ملخص لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في 10/02/2023



 بسم الله الرحمن الرحيم

نقدم لحضراتكم ملخصًا لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في العاشر من فبراير/شباط الجاري، حيث تابع الحديث عن محاسن القرآن الكريم وقال:

قال المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام في التحفة القيصرية، الكتاب الذي بلغ فيه الملكة فيكتوريا دعوة الإسلام:

"إن القرآن الكريم مليء من الحِكم العميقة وهو سبَّاق على الإنجيل في كل تعليم وفي تعليم البر الحقيقي، وخاصة في رؤية الإله الحق الذي لا يطرأ عليه التغيير، فمما يوجب الشكر أن وحدانية التي كانت قد ضاعت من العالم قد أقيمتْ من جديد".

من ذا الذي في زمن القيصرة البريطانية قد بلغها الإسلام بهذه الشجاعة؟ لكن المؤسف أن الذين لم يكن لديهم الشجاعة لتبليغ القرآن الكريم للملكة، يتهمون المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام بأن جماعته تسيء إلى القرآن الكريم وتحرفه، وكذلك غير المسلمين عندما يرون تصرفات المسلمين الخاطئة يصيرون عُميًا في معارضة القرآن الكريم والإسلام، وحيث أنهم لا يستطيعون تفنيد صدق القرآن الكريم قاموا بحرقه حسدًا وكمدًا كما حدث في السويد وبعض الدول الاسكندنافية مؤخرًا. لو أن المسلمين صدّقوا إمام هذا الزمان وعملوا بالقرآن الكريم بعد فهمه لما تجاسر غير المسلمين على الإساءة للقرآن الكريم، ألهمهم الله الصواب والعقل.

قال المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام أيضًا:

"الإسلام دين مباركٌ ويهدي إلى الله تعالى بحيث لو اتّبعه أحد بالإخلاص واعتصم بالتعاليم والتوجيهات والوصايا التي وردت في كلام الله المقدس القرآن الكريم لرأى الله تعالى في هذه الدنيا. ما من وسيلة سوى تعليم القرآن الكريم لمعرفة الله الذي هو مستور عن أعين الدنيا في آلاف الحجب. أما القرآن الكريم فيهدي إلى الله تعالى بواسطة العقل والآيات السماوية بطريق أسهل وأبسط. وفيه بركة وقوة جذبٍ تجذب إلى الله I"

لقد بين المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام أن القرآن وحده سبيل الهدى والسبيل لتكميل الإنسان علمًا وعمليًا حيث قال:

"اعلموا أيضا أن القرآن الكريم فيه هدْيٌ لتكميل الإنسان علما وعمليا، فقوله تعالى (اهدنا الصراط المستقيم) إشارة إلى تكميله العلمي وقوله تعالى (صراط الذين أنعمت عليهم) بيان لتكميله العملي. كما أن الشجرة المزروعة لا تحمل الزهر ولا الثمر بدون اكتمال نمائها، كذلك فإن الهدي الذي لا يأتي بأعلى النتائج وأكملها فهو هدي ميت خال من أي قوة وقدرة على النماء. خذوا مثلاً هداية الفيدا، فما الجدوى من هديه ما دام محالاً على المرء، رغم العمل به حق العمل، أن يأمل في النجاة الأبدية ونيل السعادة الأبدية متخلصا من ولادته في شكل ديدان وحشرات؟ ولكن القرآن الكريم هدي إذا عمل به الإنسان نال أعلى الكمالات، وصارت له صلة حقة بالله تعالى، حتى إن أعماله الصالحة التي تصدر بحسب هدية القرآن تنمو وتحمل ثمارًا ذات حلاوة وطعم خاص كشجرة طيبة، وذلك كما ضرب القرآن الكريم مثالها."

وقال المسيح الموعود عليه السلام أيضًا:

" إن القرآن الكريم كتاب طاهر جاء إلى العالم في زمن كانت تسوده المفاسدُ العظيمة، وكانت الأخطاء الكثيرة رائجة في المعتقدات والأعمال، وكان الناس كلهم تقريبا متورطين في سوء الأعمال والمعتقدات، وإلى ذلك أشار الله - سبحانه وتعالى - في قوله في القرآن الكريم: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} أي كان الناس كلهم- سواء كانوا من أهل الكتاب أو غيرهم- متورطين في المعتقدات الفاسدة وكان الفساد العظيم يسود العالم. باختصار قد أنزل الله - سبحانه وتعالى - في مثل هذا الزمن كتابا كاملا القرآن الكريم لدحض المعتقدات الباطلة وهدانا، وهو يضم الرد على جميع الأديان الباطلة. وقد ذُكرت كل المعتقدات إشارةً في سورة الفاتحة التي تُقرأ في كل ركعة من الصلوات الخمس، كما {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} أي جميع المحامد تليق بالله الذي خلق العالمين كلها. {الرَّحْمَنِ} هو الخالق بدون الأعمال ويهب دون أي مقابل من الأعمال. {الرَّحِيمِ} أي يعطي ثمار الأعمال {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} أي مالك يوم الجزاء والعقاب، ففي هذه الصفات الأربعة بيان فِرق العالم كلِّه."

كما بين أمير المؤمنين أيده الله تعالى بنصره العزيز أن تعاليم القرآن أسمى من تعاليم الكتب السماوية الأخرى وذكر مثالا ما قاله المسيح الموعود عليه السلام:

" لا يقول لكم القرآن كالإنجيل أن لا تنظروا إلى النساء غير المحارم نظَرة سوء وبشهوة، بينما يحلّ لكم النظر إليهن بدون ذلك، بل يقول لا تنظروا إليهنّ أبدًا لا بنظرٍ سيئٍ ولا بنظرٍ حسنٍ؛ لأن كل ذلك موطنُ عثارٍ لكم .. بل حريٌّ بك أن يظلّ طرفك غضيضًا فاترًا تجاه المرأة غير المحرمة بحيث لا تعرف من صورتها إلا بقدر ما يراه المصاب في عينه بداء الرمد حديثًا من رؤية ضبابية."

وفي الختام دعا نصره الله أن يوفقنا الله تعالى للعمل بتعاليم القرآن الكريم.آمين.