ملخص لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في 17/02/2023
بسم الله الرحمن الرحيم
نقدم لحضراتكم ملخصًا لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في 17/02/2023 حيث قال:
كما تعلمون، يعرف يوم 20 فبراير في الجماعة بيوم المصلح الموعود، وتعقد فيه الاجتماعات في فروع الجماعة المختلفة.
لقد تلقى المسيح الموعود u نبوءة عن ميلاد ابنٍ له سيتمتع بتأييد الله ونصرته، وقد ذكر عليه السلام هذه النبوءة قائلًا:
"لقد خاطبني الله الرحيم الكريم العلي الكبير القدير على كل شيء -جلّ شأنه وعزّ اسمه- بوحيه وقال:
إني أعطيك آية رحمةٍ بحسب ما سألتني. فقد سمعتُ تضرعاتِك، وشرّفت أدعيتَك بالقبول بخالص رحمتي، وباركت رحلتك هذه (يعني سفري إلى هوشياربور ولدهيانه). فآية قدرةٍ ورحمةٍ وقربةٍ ستوهب لك. آية فضل وإحسان ستمنح لك، ومفاتيح فتح وظفر ستعطى لك. سلام عليك يا مظفّر. هكذا يقول الله تعالى، لكي ينجو من براثن الموت من يبتغي الحياة، ويبعث من القبور أهلها، وليتجلّى شرف دين الإسلام وعظمة كلام الله للناس، وليأتي الحق بكل بركاته، ويزهق الباطل بجميع نحوساته، وليعلم الناس أني أنا القادر أفعل ما أشاء، وليوقنوا أني معك، وليرى آيةً بينةً من لا يؤمن بالله تعالى، وينظر إلى الله ودينه وكتابه ورسوله الطاهر محمد المصطفى - صلى الله عليه وسلم - نظرة إنكار وتكذيبٍ، ولتستبين سبيل المجرمين.
أَبْشِرْ فستعطى ولدًا وجيهًا طاهرًا. ستوهب غلامًا زكيًا من صلبك وذريتك ونسلك. غلام جميل طاهر سينزل ضيفًا عليك، اسمه عنموائيل وبشير. لقد أُوتيَ روحًا مقدسة، وهو مطهَّر من الرجس. هو نور الله. مباركٌ الذي يأتي من السماء. معه الفضل الذي ينزل بمجيئه. سيكون صاحب الجلال والعظمة والثراء. سيأتي إلى الدنيا ويشفي الكثير من أمراضهم بنفسه المسيحي وببركة روح الحق. إنه كلمة الله، لأن رحمة الله وغيرته قد أرسلته بكلمة التمجيد. سيكون ذهينًا وفهيمًا بشكل خارق وحليم القلب. سوف يملأ بالعلوم الظاهرة والباطنة. إنه سيجعل الثلاثة أربعة، وهنا قال المسيح الموعود u (لم يتضح لي معنى هذا)، ثم تابع قائلًا: إنه يوم الاثنين، مبارك يوم الاثنين. ولد صالح كريم ذكي مبارك، مَظْهَرُ الأوّلِ والآخِرِ، مظهَرُ الحقّ والعلاء، كأن الله نزل من السماء. ظهوره جدّ مبارك ومدعاة لظهوره جلال الله تعالى. بشرى لك، يأتيك نور مسحه الله بطيب رضوانه. سوف ننفخ فيه روحنا، وسيظلّه الله بظلّه. سوف ينمو سريعًا، وسيكون وسيلةً لفكّ رقاب الأسارى، وسيذيع صيته إلى أرجاء الأرض، وسيتبارك منه أقوام، ثم يرفع إلى نقطته النفسية: السماء. وكان أمرًا مقضيًّا."
وبحسب هذه النبوءة ولد هذا الابن الموعود خلال المدة المحددة، واسمه ميرزا بشير الدين محمود أحمد وقد جعله الله تعالى الخليفة الثاني للمسيح الموعود u، وقد أعلن بعد أن أطلعه الله تعالى أنه الابن الذي تنبأ عنه المسيح الموعود u.
وبالنسبة لـنبوءة" سيكون ذهينًا وفهيمًا بشكل خارق وحليم القلب. وسوف يملأ بالعلوم الظاهرة والباطنة"، فقد اعترف الجميع بإنجازات المصلح الموعود t العلمية، مع العلم أنه كان عرضة للمرض في طفولته، وقد أصيب بمرض في عينه، كما أنه لم يكمل دراسته ولكن الله كان قد وعد بأن يملأه بالعلوم الدينية والدنيوية فجعله يخطب ويكتب مقالات رائعة اعترف الأغيار بأهميتها. لقد جمعت مقالاته في مجلدات باسم أنوار العلوم وهي 38 مجلد وعدد المقالات فيها 1424 مقال، وعدد صفحاتها أكثر من 20 ألف صفحة. أما التفسير الكبير فصفحاته أكثر من 28 ألف صفحة. وأما عن خطبه فخطب عيد الأضحى 42 خطبة وخطب النكاح 150 خطبة، وخطب الشورى مجموعة في مجلدين في أكثر من ألفي صحفة وهناك كتابات أخرى لو جمعت ستكون أكثر من 75 ألف صفحة. وفي جريدة الحكم نشرت مواد لم تجمع في أنوار العلوم، وهي عبارة عن 55 مقالا و27 خطبة، إضافة إلى مجالس العرفان وبعض الكتابات الأخرى فهناك ذخيرة واسعة تركها لنا المصلح الموعود t، ومن إنجازاته ترجمة القرآن وتفسيره، فقد فسر المصلح الموعود t 59 سورة في 10 مجلدات.
كما نشر ترجمة معاني القرآن الكريم باسم التفسير الصغير، فقد كان المصلح الموعود t يتمنى أن تنشر في حياته ترجمة معاني القرآن كلها، وبعد أن عاد من رحلة أوروبا عام 1955 كان مريضا لكن الله وفقه بالذهاب في سنة 1956 إلى منطقة جبلية حيث بدأ هناك بترجمة معاني القرآن الكريم، وقد أكمل هذه الترجمة سنة 1959 في مكان اسمه نخلة حيث أنجز معظم الأعمال هناك ثم طُبع التفسير الصغير.
يقول المصلح الوعود t عن التفسير الصغير: "أرى بأن جميع تراجم القرآن الكريم لا تحتوي على ترجمة سلسلة كما الترجمة الواردة في التفسير الصغير وهذا فضل من الله تعالى أنه وفقني لإنجاز هذا العمل العظيم في وقت قليل ووفقني لإنجاز أعمالٍ كبيرة يصعب على الكثيرين إنجازها، والعمل الذي وفقني الله لإنجازه لم يستطع أحد إنجازه، ففي الحقيقة إن هذه الأعمال هي أعمال الله تعالى وهو الذي يوفق لإنجازها من يشاء"
لقد ذكر المصلح الموعود t في التفسير الصغير مواضيع غير موجودة في التفسير الكبير، كما هناك التفسير الوسيط في خمس مجلدات باللغة الإنجليزية. ندعو الله أن يوفقنا للاستفادة من هذه العلوم، آمين.