ملخص لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في 24/02/2023
بسم الله الرحمن الرحيم
نقدم لحضراتكم ملخصًا لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في 24/02/2023، حيث تابع الحديث عن الصحابة البدريين t ومنهم:
عَبْد اللَّهِ بن عَامِرِ بن رَبِيعَةَ، وقد روى عَنْ أُمِّهِ لَيْلَى، قَالَتْ:كَانَ عُمَرُ بن الْخَطَّابِ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ عَلَيْنَا فِي إِسْلامِنَا، فَلَمَّا تَهَيَّأْنَا لِلْخُرُوجِ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ، جَاءَنِي وَأَنَا عَلَى بَعِيرِي أُرِيدُ أَنْ أَتَوَجَّهَ. فَقَالَ: أَيْنَ يَا أُمَّ عَبْدِ اللَّهِ؟ فَقُلْتُ: آذَيْتُمُونَا فِي دِينِنَا، فَنَذْهَبُ فِي أَرْضِ اللَّهِ، حَيْثُ لا نُؤْذَى فِي عِبَادَةِ اللَّهِ. قَالَ: صَحِبَكُمُ اللَّهُ. ثُمَّ ذَهَبَ، فَجَاءَنِي زَوْجِي عَامِرُ بن رَبِيعَةَ، فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا رَأَيْتُهُ مِنْ رِقَّةِ عُمَرَ، فَقَالَ: تُرَجِّينَ أَنْ يُسْلِمَ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ. فَقَالَ: وَاللَّهِ لا يُسْلِمُ حَتَّى يُسْلِمَ حِمَارُ الْخَطَّابِ.
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَبْرٍ فَقَالَ مَا هَذَا الْقَبْرُ قَالُوا قَبْرُ فُلَانَةَ قَالَ أَفَلَا آذَنْتُمُونِي قَالُوا كُنْتَ نَائِمًا فَكَرِهْنَا أَنْ نُوقِظَكَ قَالَ فَلَا تَفْعَلُوا فَادْعُونِي لِجَنَائِزِكُمْ فَصَفَّ عَلَيْهَا فَصَلَّى.
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ عَنْ أَبِيهِ قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة سوداء مظلمة فنزلنا منزلا فجعل الرجل يحمل الحجارة فيجعله مسجدا فيصلي إليه، فلما أصبحنا إذا نحن على غير القبلة، فقلنا: يا رسول الله صلينا ليلتنا هذه لغير القبلة، فأنزل الله عز وجل "ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله"
وعن عَبْدِ اللَّهِ بن عَامِرِ عن أبيه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صلى علي صلاة صلى الله عليه عشرا فأكثروا أو أقلوا".
كما ذكر أمير المؤمنين نصره الله الصحابي حرام بن ملحان:
يقول حضرة ميرزا بشير أحمد t:
"جاء أبو البراء العامري، زعيم بني عامر لرؤية الرسول ﷺ وطلب منه إرسال بعض المسلمين لشرح الإسلام لأهل نجد، فأبدى النبي ﷺ عدم ثقته بهم، لكن أبو البراء أكد له أنه سيضمن سلامتهم، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين من صحابته لحمل رسالة الإسلام إلى قبائل نجد. ويبدو أنه في الوقت نفسه الذي زار فيه أبو البراء النبي ﷺ، جاء إلى النبي مجموعة من قبائل رعل وزكوان، وهما من عشائر بنو سليم، وقد دعموا طلب أبي البراء، كان معظم رجال المجموعة التي اختارها النبي - صلى الله عليه وسلم - لهذه المهمة من الأنصار المتمرسين في القرآن الكريم، وكانوا فقراء يكسبون رزقهم من الأخشاب التي يجمعونها خلال اليوم من الغابة ويبيعونها في المدينة المنورة، وكانوا يمضون الجزء الأكبر من الليل في العبادة. عندما وصلت هذه المجموعة إلى بئر المعونة، ذهب من بينهم حرام بن ملحان كرسول للنبي - صلى الله عليه وسلم - إلى عامر بن الطفيل لتبليغه رسالة الإسلام، وقد رحب عامر بن الطفيل ورفاقه بحرام، الذي عندما جلس واستراح بدأ بشرح تعاليم الإسلام إلى الحاضرين، وبينما هو يبلغهم الإسلام أتاه رجل من خلفه وقتله بحربته على الفور، وعند هذا الهجوم المفاجئ صرخ حرام بن ملحان: "الله أكبر! فزت ورب الكعبة" ثم قام عامر بن الطفيل بحث بني عامر على الهجوم على جماعة المسلمين وقتلهم، لكنهم رفضوا، فأخذ معه مجموعة من بني رعل وبني زكوان فساروا ضد المسلمين، الذين عندما رأوهم، قالوا لهم إنهم لن يحاربوهم فهم جاؤوا لتنفيذ أوامر الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وليس لغرض القتال. ولكن الأعداء لم يكترثوا بما قاله المسلمون وقتلوهم. ولم ينج منهم إلا كعب بن زيد، الذي ظنه الأعداء أنه مات ولكنه نجا بحياته، وكان اثنان من المسلمين وهما عمرو بن أمية الضمري والمنذر بن محمد، قد أخذا ناقتيهما لترعيا فلم يقتلا مع البقية. وعندما عادا، شعرا بالهلع مما حدث وهم لا يزالان على بعد مسافة من مكان الحدث فتشاورا فيما بينهما عما ينبغي عليهما فعله. فرأى عمرو أن عليهما الهرب والعودة إلى المدينة المنورة، وإبلاغ النبي - صلى الله عليه وسلم - بما حدث؛ ولكن المنذر لم يتفق معه وقال إنه لن يترك المكان الذي استشهد فيه أميرهم، فذهب الى مكان الحدث وقتل وهو يقاتل، أما عمرو فقد أسر وكان سيعدم، لولا أن عامر بن الطفيل سمح له بالذهاب عندما علم أنه ضمري وقال إن والدته قد أخذت منه العهد أن يقوم بتحرير العبيد الذي ينتمون إلى قبيلته فأفرج عنه إيفاءً لعهده لوالدته. وهكذا لم يبق على قيد الحياة من السبعين سوى اثنين فقط، كان من بين المسلمين الذين قتلوا في بئر المعونة معتوق أبي بكر المخلص، عامر بن فهيرة، الذي قتل على يد جبار بن سلمى، الذي اعتنق الإسلام في وقتٍ لاحق حيث ذكر أنه قد اجتذب إلى الإسلام بسبب الكلمات الأخيرة التي قالها عامر بن فهيرة حيث قال فيها: "فزت والله". وكان جبار كلما تذكر هذه الحادثة يتساءل: لماذا تلفظ عامر بهذه الكلمات، وهو يلفظ آخر أنفاسه، وعلم بعد ذلك أنه بنظر المسلمين عندما يقتلون في سبيل الله فهذا إنجاز عظيم، فتأثر كثيرًا بهذا وأسلم في النهاية تقديرًا لروح التضحية.
علم النبي - صلى الله عليه وسلم - بفاجعتي الرجيع وبئر المعونة، وشعر بحزن عميق إزاء ذلك، لقد كانت الخسارة الفادحة المفاجئة لحوالي ثمانين من الصحابة المخلصين والذين كان أكثرهم من حافظي القرآن الكريم، وجميعهم من الفقراء المتواضعين المتقين، حدثاً بالغ الأسى على النبي - صلى الله عليه وسلم - ولكنه لم يقل سوى: "إنا لله وإنا إليه راجعون"؛ وأضاف: "هذا عمل أبي البراء، قد كنت لهذا كارهًا".
وفي ختام الخطبة، طلب أمير المؤمنين نصره الله من الأحمديين الإكثار من الصدقات والدعاء لإخوانهم في باكستان وبوركينا فاسو والجزائر أن يحميهم الله، ثم أعلن أنه سيصلي الغائب على بعض المرحومين.