ملخص لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في 17/03/2023،



 بسم الله الرحمن الرحيم

نقدم لحضراتكم ملخصًا لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في 17/03/2023، حيث تابع الحديث عن محاسن القرآن الكريم وقال:

يقول المسيح الموعود u:

"أما السؤال عن تأثير الدين في القوى الإنسانية، فالإنجيل ساكت عن هذا السؤال لأنه بعيد عن سبل الحكمة، أما القرآن الكريم فيردّ على هذا السؤال مرارًا ردًّا مفصلًا، أنه ليس من مهمة الدين أن يبدِّل القوى الفطرية للإنسان فيجعل الذئب ماعزًا، وإنما الغاية المنشودة من الدين أن يُرشد الإنسان إلى استخدام القوى والكفاءات التي يملكها بالفطرة في محلها وبحسب مقتضى الوضع. فليس من صلاحيات الدين أن يبدِّل القوة الفطرية، غير أن مهمته أن يوجه لاستخدامها في المحل المناسب؛ فلا يركِّز على قوة واحدة مثل الرحمة والعفو، بل ينبغي أن يُوصي باستخدام جميع القوى لأنه ليس من بين القوى الإنسانية أي قوة سيئة، وإنما السيئ الإفراط والتفريط وسوء الاستخدام، واللومُ ليس على مجرد وجود القوى الفطرية، وإنما على سوء استخدامها".

ويقول المسيح الموعود u أيضًا:

"إذا كان القلب قاسيا فإنما السبيل لتليينه أن يقرأ القرآن الكريم فقط مرارا وتكرارا، فحيث ذكر فيه أي دعاء تنشأ في قلب المؤمن رغبة في أن تحالفه هو الآخر رحمة الله، إن مثل القرآن الكريم كمثل حديقة يقطف فيها الإنسان في مكان أزهار من نوع، ثم حين يتقدم قليلا يقطفها من نوع آخر، فعلى الإنسان أن يجني فائدة ملائمة بكل مقام، فما الحاجة إلى أن يلحق شيئا من عنده، لأنه سيسأل إذن لماذا أضفتم هذا الأمر الجديد؟ فمن ذا الذي غير الله يقدر على القول إنكم إذا قرأتم سورة ياسين بأسلوب معين فهو مبارك وإلا فلا؟

ثمة طريقتان للإعراض عن القرآن الكريم، إحدهما صوري والثانية معنوي.

فالإعراض الصوري أن لا يقرأ المرء القرآن الكريم قط، كما أن الكثير من المسلمين غافلون عن قراءة نص القرآن الكريم، أما المعنوي فهو أن المرء يقرأه ولا يؤمن ببركاته وأنواره والرحمة الإلهية، فيجب اجتناب الإعراضين كليهما.

فقد قال الإمام جعفر -والله أعلم بمدى صحته- إني أقرأ القرآن الكريم بكثرة حتى ينزل علي الإلهام، فالأمر يبدو معقولا، لأن الشيء من جنس معين يجذب الشيء من جنسه، ففي هذه العصر قد كتب الناس حواشي كثيرة عليه، السنيون والشيعة على حدة، ذات يوم قال شيعي لوالدي أخبرك جملة إذا قرأتها فلن تبقى لك الحاجة إلى الوضوء والطهارة وغيرها من الأمور. فهكذا قد تسربت إلى الإسلام الكفر والبدعة والإلحاد والزندقة وغيرها حيث عُظِّم كلام أحدهم تعظيما يليق بالقرآن الكريم، ولذلك كان الصحابة يرون درجة الأحاديث أقل من القرآن الكريم، ذات مرة أراد سيدنا عمر أن يحكم في أمر فقامت عجوز وقالت، هذا ما ورد في الحديث، فقال حضرته لا أستطيع أن أترك كتاب الله من أجل عجوز".

ويقول المسيح الموعود u أيضًا:

"تذكروا أننا نقدِّم القرآن الكريم الذي يهرب منه السحر، إذ لا يصمد أمامه أي باطل أو سحر. أما معارضيّ فما الذي بيدهم، الذي يتجولون به. فاعلموا يقينا أن القرآن الكريم حربة عظيمة لا يقدر أي باطل على الصمود أمامها، ولذلك لا يستطيع أي عابد الباطل أن يصمد أمامنا وأمام جماعتنا. ويرفض الحوارَ، هذا سلاح سماوي لا يمكن أن يفلّ أبدًا".

كما بين عليه الصلاة والسلام أن من مزايا القرآن الكريم أنه فرض الإيمان بنبي كل قوم فوضع بذلك أساس الصلح بين الشعوب وقال:

"القرآن هو ذلك الكتاب الجدير بالتبجيل الذي وضع أساس الصلح بين الأقوام واعترف بنبي كل قوم. والقرآن الكريم هو الكتاب الوحيد في العالم كله الحائز على هذه المفخرة دون غيره، أن أعطى عن الأنبياء كافة تعليما: {لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}"

ويقول المسيح الموعود عليه السلام:

"إن القرآن كتاب محير، فإن ذلك الأمي لم يعلِّم الكتاب والحكمة فحسب، بل دلَّ على سبل تزكية النفس أيضا، حتى بلغ بالصحابة حيث وُصف في القرآن الكريم بقول الله (وأيَّدَهُم بروح منه).".

وفي ختام الخطبة، طلب أمير المؤمنين نصره الله من الأحمديين الدعاء لإخوانهم في باكستان وبوركينا فاسو وبنغلاديش وحيثما يتواجدون وذكر أن علينا التدبر في القرآن الكريم خلال شهر رمضان المبارك الذي سيبدأ بعد أيام، ودعا الله أن يوفقنا لذلك وللاستفادة من فيوض رمضان آمين.