جل الدكستروز الفموي للوقاية من نقص السكر في الدم عند حديثي الولادة وسنة التحنيك
ما هو نقص السكر في الدم عند الأطفال حديثي الولادة؟
هو انخفاض في مستوى السكر في الأيام الأولى بعد الولادة، حيث يعاني الأطفال الأصحاء من انخفاض متوقع في تركيزات الجلوكوز في الدم بعد الولادة مباشرة كجزء من الانتقال الفسيولوجي الطبيعي إلى الحياة خارج الرحم. يتوقف الإمداد المستمر بالجلوكوز من المشيمة فجأة عندما يتم قطع الحبل السري، وينخفض تركيز الجلوكوز في دم الرضيع في الساعات الأولى من العمر. بالنسبة لمعظم الأطفال الأصحاء، يكون نقص السكر في الدم عند الأطفال حديثي الولادة مؤقتًا وعابرًا وغالبًا ما يكون بدون أعراض.
ولكن في حالة استمراره، فقد يحتاج الأمر إلى إدخال الرضيع إلى وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة [NICU]، بسبب احتمال حدوث تلف في الدماغ وبالتالي الوفاة إذا لم يتلقى العلاج. والأطفال المعرضون للخطر هم:
· الرضع من أمهات مصابات بالسكري
· تأخر النمو داخل الرحم
· صغر أو كبر حجم الرضيع
· الخدج
يكون الأطفال الذين تأخر نموهم داخل الرحم أو من حجمهم أقل من الحجم الطبيعي معرضون لخطر نقص السكر في الدم لأنهم يولدون بمخزون منخفض من الجليكوجين ونقص في الأنسجة الدهنية ويواجهون زيادة في متطلبات التمثيل الغذائي بسبب حجم دماغهم الكبير نسبيًا.
ويعاني الرضع من الأمهات المصابات بالسكري أو ذوي الحجم الأكبر من الطبيعي من فرط الأنسولين الجنيني (زيادة مستويات الأنسولين في الدم) وزيادة في استخدام الجلوكوز المحيطي. تتناسب تركيزات الجلوكوز لدى الجنين مع مستويات السكر لدى الأمهات لأن المشيمة تزود الجنين بمصدر مباشر للجلوكوز. تؤدي الارتفاعات المطولة في تركيزات الجلوكوز لدى الأمهات إلى ارتفاع السكر في الدم لدى الجنين وزيادة تحفيز البنكرياس لزيادة إنتاج الأنسولين عند الجنين. لذلك بعد الولادة، يتوقف إمداد الأم بالجلوكوز ويؤدي ارتفاع مستوى الأنسولين لدى الجنين إلى نقص السكر في الدم.
تشمل أعراض نقص السكر في الدم عند الأطفال حديثي الولادة:
· التعرق
· صعوبات في التغذية، سوء المص.
· صرخة ضعيفة أو عالية النبرة
· الاهتزاز/ الرعاش
· انخفاض درجة حرارة الجسم
· التهيج
· التعب
· النوبات
· الغيبوبة
· زرقة الجلد
تشمل مضاعفات نقص السكر في الدم عند الأطفال حديثي الولادة ما يلي:
· إعاقات النمو العصبي
· الشلل الدماغي
· ضعف التكامل الحركي البصري
· النوبات
· الموت
العلاج:
علاج نقص السكر في الدم لدى الأطفال حديثي الولادة ممن يرضعون رضاعة طبيعية أو رضاعة صناعية:
إذا كان مستوى الجلوكوز منخفضًا جدًا، فيتم إعطاء الجلوكوز الوريدي بمراقبة دقيقة في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة. ومع ذلك، فقد أظهرت الدراسات الحديثة أن استخدام الجلوكوز عن طريق الفم (شكل بسيط من السكر مطابق كيميائيًا للجلوكوز) يكون مفيدًا في الوقاية من نقص السكر في الدم عند الأطفال حديثي الولادة وعلاجه.
تم إجراء دراسة في نيوزيلندا وأظهرت النتائج أن إعطاء جرعة واحدة من جل الدكستروز بنسبة 40٪ وتدليكه على خد الغشاء المخاطي الشدقي – قد قلل من حدوث نقص السكر في الدم عند حديثي الولادة عند الرضع المعرضين لخطر كبير. [1]
كما أظهرت دراسة أخرى في الولايات المتحدة الأمريكية أن استخدام جل الدكستروز عن طريق الفم بنسبة 40٪ قد قلل بشكل كبير من دخول الرضع وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة، وأوصت باستخدام هذه الطريقة كعلاج وقائي من نقص السكر في الدم عند الأطفال حديثي الولادة المعرضين لمخاطر عالية. [2]
وأظهرت دراسة أخرى أن استخدام جل الدكستروز عن طريق الفم بنسبة 40٪ قد قلل بشكل ملحوظ من الحاجة إلى حقنة السكر الوريدية والدخول إلى وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة. [3]
قبل أكثر من 1400 عام، سنّ رسول الله الكريم صلى الله عليه وسلم سنة التحنيك، والتحنيك عبارة عن وضع قطعة من التمر في الفم حتى تلين ثم فركها بالجزء العلوي من فم الوليد:
"عَنْ أَسْمَاءَ، أَنَّهَا حَمَلَتْ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بِمَكَّةَ قَالَتْ فَخَرَجْتُ وَأَنَا مُتِمٌّ، فَأَتَيْتُ الْمَدِينَةَ فَنَزَلْتُ بِقُبَاءٍ فَوَلَدْتُهُ بِقُبَاءٍ ثُمَّ أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَوَضَعَهُ فِي حَجْرِهِ ثُمَّ دَعَا بِتَمْرَةٍ فَمَضَغَهَا ثُمَّ تَفَلَ فِي فِيهِ فَكَانَ أَوَّلَ شَىْءٍ دَخَلَ جَوْفَهُ رِيقُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ حَنَّكَهُ بِالتَّمْرَةِ ثُمَّ دَعَا لَهُ وَبَرَّكَ عَلَيْهِ وَكَانَ أَوَّلَ مَوْلُودٍ وُلِدَ فِي الإِسْلاَمِ" (صحيح مسلم)
عَنْ أَنَسِ، بْنِ مَالِكٍ قَالَ ذَهَبْتُ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ الأَنْصَارِيِّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ وُلِدَ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي عَبَاءَةٍ يَهْنَأُ بَعِيرًا لَهُ فَقَالَ " هَلْ مَعَكَ تَمْرٌ ". فَقُلْتُ نَعَمْ . فَنَاوَلْتُهُ تَمَرَاتٍ فَأَلْقَاهُنَّ فِي فِيهِ فَلاَكَهُنَّ ثُمَّ فَغَرَ فَا الصَّبِيِّ فَمَجَّهُ فِي فِيهِ فَجَعَلَ الصَّبِيُّ يَتَلَمَّظُهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " حُبُّ الأَنْصَارِ التَّمْرَ "، وَسَمَّاهُ عَبْدَ اللَّهِ (صحيح مسلم).
المراجع:
1. Hegarty JE, Harding JE, Gamble GD, Crowther CA, Edlin R, Alweiler JM. Prophylactic Oral Dextrose Gel for Newborn Babies at Risk of Neonatal Hypoglycaemia: A Randomised Controlled Dose-Finding Trial (the Pre-hPOD Study). PLoS Med. 2016 Oct; 13(10): e1002155.
2. Makker K, Alissa R, Dudek C, Travers L, Smotherman C, Hudak ML. Glucose Gel in Infants at Risk for Transitional Neonatal Hypoglycemia. Am J Perinatol 2018; 35(11): 1050-1056.
3. Deyo-Svendsen M, Herrmann S, Andrist C, Phillips M, Svendsen MC, Svendsen RO. Prevention of Neonatal Hypoglycemia With Oral Glucose Gel for High-Risk Newborns. WMJ. 2021 Apr;120(1):51-53.