فيفيان نوبل وعائلة هيدجز – المملكة المتحدة
اسمي فيفيان نوبل وقد ولدت في هارتليبول. اسم والدي ويليام هيدجز واسم والدتي ماريون هيدجز ولدي أخ واحد اسمه بول.
قبل أن أعتنق الإسلام، كنت عضوة في كنيسة إنجلترا. وكانت نشأتي مثل أي طفل آخر، وكنت أراها عادية. ذهبت إلى المدرسة الابتدائية والثانوية. وكان لدي أسلوب حياة غربي تمامًا قبل أن أعتنق الإسلام وأنضم للأحمدية.
ما دفعني في البداية أو يجب أن أقول ما دفع عائلتي بأكملها إلى الإسلام هو أخي، لأنه في ذلك الوقت كان يمر بمرحلة صعبة في حياته بسبب طلاقه زوجته، ولذلك، لم يكن شخصًا لطيفًا مع من حوله. كان يعرف أننا، عائلته، لم نكن نحب الطريقة التي يتصرف بها أو يعاملنا بها. وقد أصبح شديد التمرد. كان يعيش في المنزل في ذلك الوقت. وقد تعرف على سيدة تدعى كريستين هاريسون وقد قدمت أخي للدكتور حميد خان فأنشأ علاقة قوية به، لقد أصبحا صديقين حميمين حقًا وتعرفا على بعضهما جيدًا. في ذلك الوقت كان أخي في أواخر الأربعينيات من عمره وكان يعيش في المنزل مع والدينا.
مع مرور الوقت أدركنا أنه كان يتصرف بشكل غريب ويختفي كل بضع ساعات في غرفته لمدة ساعة أو ساعتين. وذات مرة عندما كنت أزور والديّ، سألت والدتي أين بول؟ فقالت لي أن أصمت، فسألتها لماذا؟ فأخبرتني أنه كان يصلي! لقد صُدمت لأنه قبل ذلك كنت كلما تحدثت أنا وبول عن الصلاة، كان يسخر مني. فحقيقة أنه كان يصلي شكلت صدمة كبيرة بالنسبة لي!
عندما التقى بول بالدكتور خان وتعرف عليه، غيره تمامًا وقلبه رأسًا على عقب وجعله شخصًا أفضل بكثير وأكثر تسامحًا مع الآخرين، وهو ما لم يكن عليه من قبل.
ذات يوم دعاني بول وأمي للذهاب لمقابلة الدكتور خان وزوجته السيدة ساجدة، لأنه بحلول هذا الوقت كان قد انضم للأحمدية وكان مسلمًا متدينًا. عندما التقينا بهما فهمنا الأمر أيضًا. كنا نجلس حول الطاولة ونجري محادثات بخصوص أي شيء وكل شيء. اعتادت ساجدة أن تطهو طعامًا لذيذًا أيضًا، وأمضينا معًا وقتًا ممتعًا حقًا. كانت ساجدة شخصية محبوبة، ولا يمكنني أن أقول شيئًا سيئًا عنها وأعتقد أن هذا يرجع إلى حقيقة أنها تعيش الإسلام، فكل ما كانت تؤمن به، كانت تمارسه تمامًا. بدأنا في زيارة ساجدة بانتظام، بشكل أو بآخر كل مساء، لأنها كانت تدعونا. في النهاية عندما تعلمنا عن الإسلام ورأينا الإسلام في شخصية ساجدة ورأينا كيف تعيش، بدأ حب الإسلام ينمو في قلوبنا أيضًا وبدأنا بدراسته.
ذهبنا إلى منزل ساجدة كثيرًا لدرجة أن والدي، واسمه بيل، بدأ يشعر بالفضول حول المكان الذي كنا نذهب إليه يوميًا وماذا كنا نفعل هناك؟ قسأل عما إذا كان بإمكانه الذهاب أيضًا ووافق الدكتور خان بسعادة على الجلوس معه لساعات ومناقشة كل شيء من شؤون العالم الجارية إلى الدين. لكن والدي كان عنيدًا وقال إنه لن يغير دينه لأحد لأن الدكتور خان كان يبلغه رسالة الإسلام وأعطاه بعض الكتب فدرسها وبدأ في النهاية بدراسة القرآن الكريم. أثناء دراسته للقرآن، اعتاد على تحديد بعض الآيات وتدوين ملاحظاته ثم الذهاب وطرح أسئلته على الدكتور خان. استمر هذا لفترة من الوقت وكان يغدو ويروح إليه. ذات يوم كنت جالسة معه واستدار نحوي وقال إن كل شيء منطقي. فاعتدت أن أقول له إنك ستغير دينك وستجعلني أفعل ذلك أيضًا. وكنت أقول له إن بول أحمدي الآن وأنت ستنضم للأحمدية أيضًا، أما أنا فلا.
مرت فترة من الوقت لم أر فيها أمي وذات يوم جاءت لمقابلتي وقالت إنها ستبقى معي لبضعة أيام. كنا جالستين لما أخبرتني فجأة أنها أصبحت أحمدية! لم أصدق ذلك. ثم مر الوقت.. ربما مرّ عام. بحلول هذا الوقت، تعرفنا بشكل أفضل على الدكتور خان وأشخاص آخرين من الجماعة ولقد استمتعنا بصحبتهم وكان الأمر مختلفًا تمامًا، لاختلاف ثقافاتنا أيضًا. لقد شعرت بسلام شديد مع هؤلاء الناس وكانوا أسوة لنا في الطريقة التي عاشوا بها حياتهم وكيف اتبعوا دينهم. لم يكن هناك ثرثرة حول أشخاص آخرين ولم يغتابوا أبدًا بعضهم بعضًا أبدًا.
مرة كنا نجلس في منزل ساجدة فجاءت امرأة أخرى من يوركشاير، اسمها سلمى خان. وبينما كنا جميعًا نتحدث، استدارت نحوي وسألتني: "أعطني سببًا لعدم رغبتك في قبول الإسلام؟" التفت إليها ولم أعرف ما أقول وقلت لنفسي أنه ليس لدي سبب لعدم قبولي الإسلام. لذلك أجبتها "لا أعرف!" وأضفت: "أنا خائفة على ما أعتقد." سألتني "ما الذي تخافين منه؟" أخبرتها أنني في الواقع لا أعرف، ولكن من المجهول على ما أظن؟ قالت لي: "لقد بقيت معنا لفترة من الوقت الآن، لقد اعتنقت والدتك وأخوك أيضًا الإسلام، أنت تعرفين كيف نعيش وأي نوع من الأشخاص نحن، وبعد كل شيء نحن لا نطلب منك فعل أي شيء مخالف للإنسانية أو القانون".
ثم سألتني فجأة إذا كنت أريد أن أصبح أحمديًة؟ لقد كانت صدمة بالنسبة لي، لكنني هدأت لمدة دقيقة وشعرت أن الغرفة بأكملها كانت هادئة أيضًا ولا أعرف كيف، لكن شيئًا ما بداخلي أخبرني أنني كنت أهرب من الحقيقة وكان علي قبولها فقلت نعم! أريد أن أصبح أحمدية.
عندما وصلت إلى المنزل أخبرت زوجي الذي كان كاثوليكيًا. في البداية لم يكن سعيدا جدا لكني قلت له أنت تمارس دينك ولم أنبس ببنت شفة حول ذلك وهذا هو المسار الذي أريد اتباعه، لذا لا ينبغي أن يكون ذلك مشكلة لك أيضًا. قال لي إنه يعلم أنني سوف أدخل الإسلام. وتوقف عن التحدث معي لأنه أراد أن تذهب ابنتنا إلى مدرسة كاثوليكية وأن تترعرع في منزل كاثوليكي. لكن في النهاية عندما رأى أن لا شيء يتغير إلا للأفضل، اعتاد على ذلك ولم يكن يمانع حقًا.
في تلك الليلة بعد عودتي إلى المنزل بقليل، طُرق باب منزلي ولدهشتي كان والدي. سألته "ماذا تفعل هنا؟" وأخبرني أنه اعتنق الإسلام أيضًا وقال إنه كان مستعدًا لقبول الإسلام منذ فترة لكنه لم يفعل لأنه قال لنفسه إنه لن يعتنق الإسلام إلا إذا دخلت أنا الإسلام (ولم يرد أن يكون الوحيد المتبقي الذي لم يدخل الإسلام). وبمجرد أن سمع نبأ دخولي الإسلام، (حيث هرعت بعض السيدات لإبلاغه) فدخل الإسلام هو الآخر.
قبل اعتناقي الإسلام لم أكن أعرف عنه الكثير بل ربما لا شيء. كان هذا هو سبب مجيئي إلى منزل الدكتور خان والتعرف على الإسلام وتعاليمه. لكن من الواضح أن كل هذا تغير بعد أن دخلت الإسلام. بدأت ساجدة تعلمني كيف أقوم بالصلاة وأعطتني أيضًا الكثير من الكتب التي تعلمت فيها عن أوضاع الصلاة وكلماتها. الشيء الجيد هو أنها كانت مترجمة إلى الإنجليزية، لذلك كنت أعرف دائمًا ما أقوله، مما جعل الأمر سهلاً للغاية بالنسبة لي. ولكن بعد ذلك بدأ الأمر في التعقيد لأن ساجدة حاولت تعليمي اللغة العربية وكنت أقول لها دائمًا إنني قد كبرت وهذا سيكون صعبًا الآن، لكنني واصلت بذل قصارى جهدي. حتى والدتي بذلت قصارى جهدها في تعلم اللغة العربية، لذلك أتذكر أنه كلما ذهبت إلى منزل والدتي كان لديها دائمًا الكثير من الكتب المبعثرة على طاولة الطعام، وكانت تجعلني أجلس وكانت تبذل قصارى جهدها لتعليمي الحروف العربية.
لم يكن من الصعب علي فهم الصلاة في الإسلام لأن مفهوم الصلاة كان موجودًا دائمًا في حياتي. فعندما كنت أصغر سنًا، كان والدي يأخذني إلى مدرسة الأحد وإلى الكنيسة حيث كان يتم التأكيد على الصلاة، لذلك كان هذا شيئًا عالقا بي إلى الأبد.
التغيير الذي جلبه الإسلام لي هو أنه جعلني شخصًا أفضل. قبل اعتناق الإسلام، لم أكن أفكر مرتين في ما كنت سأقوله، لكنني أفعل الآن وأفكر في ما سيشعر به الشخص الآخر إذا قلت له شيئًا معينًا.
لقد قابلت أيضًا الخليفة الرابع وكان ذلك رائعًا بالنسبة لي لأنه بمجرد رؤيته عرفت أنه ليس إنسانًا عاديًا، لكنه مع ذلك لم يجعل أي شخص يشعر بالدونية. الشيء المدهش فيه أنه كان له تأثير مهدئ على الآخرين. أتذكر ذات مرة أني تحدثت إليه وسألني عما إذا كان لدي أي أطفال وأخبرته أن لدي ابنة اسمها ريبيكا فالتفت إلي وقال "لقد قرأت كتابًا وكان الكتاب أيضًا بعنوان ريبيكا" وكان كتابًا جيدًا جدًا.
منذ أن دخلت الإسلام تغيرت علاقتي مع الله... تغيرت بالتأكيد إلى الأفضل وأشعر أن علاقتي به أصبحت أكثر قوة الآن. بعد فترة وجيزة من وفاة والدتي. رأيت في الرؤيا أنني في حافلة وكانت جميع المنازل التي مرت بها الحافلة بيضاء. وكانت جميع الأسطح مقببة ولها أقواس جميلة. كنت في الحافلة مع ابنتي ريبيكا وكنت أقول لها يجب أن أشتري لنفسي منزلاً كهذا. ثم كنت في منزل وكنت أنظر حولي وشعرت أنه كان هادئًا جدًا وكان الجو رائعًا أيضًا في المنزل على الرغم من أن الجو كان حارًا جدًا بالخارج. عندما خرجت رأيت والدتي تعيش في المنزل المجاور. قابلت والدتي وسألتها عما تفعله هناك وأخبرتني أنها تعيش هناك الآن. ثم أخبرتها أنني سأشتري المنزل المجاور لها. كان ذلك نهاية الحلم. حتى يومنا هذا يمكنني أن أتذكر بوضوح المكان الذي ذهبت إليه بالضبط. كانت هذه هي الطريقة التي شعرت أن الله قد أخبرني من خلالها أن والدتي كانت في الجنة وأني إن شاء الله سألتحق بها يومًا ما وسنعيش هناك معًا. لذا فإن علاقتي مع الله قد تغيرت بشكل كبير بعد دخولي الإسلام.
في النهاية سأضيف رسالة صغيرة كتبها رئيس جماعة هارتليبول في وفاة بيل هيدجز الذي كان والد فيفيان نوبل.
الرسالة على النحو التالي:
ببالغ الأسف والحزن نعلن وفاة السيد بيل هيدجز من جماعة هارتيلبول في 17/09/1990.
كان بيل كبير عائلة هيدجز في هارتليبول. هذه العائلة فريدة من نوعها في تاريخ الأحمدية في المملكة المتحدة. قبل أقل من أربع سنوات، لم يكن أحد من أفراد عائلته مسلمًا. كان الابن الوحيد لبيل، طارق (بول)، أول من اعتنق الإسلام، وتبعته والدته عائشة (ماريون). قبلت فيفيان ابنة بيل الوحيدة الإسلام في 26/11/1988، وهو اليوم الذي استضافت فيه جماعة هارتليبول منتدى الأحمديين الجدد في شمال إنجلترا.
عند سماعه بقبول ابنته الإسلام، وفي وقت لاحق من ذلك المساء، ألمح بيل إلى أنه يرغب أيضًا في اعتناق الإسلام، وهذا ما فعله.
منذ ذلك اليوم فصاعدًا، نما حب بيل لله ولدين الإسلام على قدم وساق. لم يكن مصدر إلهام لنا جميعًا فحسب، بل كان ينظر إليه من قبل الجماعة بأكملها باعتباره شخصية الأب المستعد دائمًا للاستماع ومد يد المساعدة. كان قارئًا نهمًا للقرآن الكريم وسعى جاهدًا لتطبيق تعاليمه.
في 16/12/1989، تشرف بأخذ البيعة على يد أمير المؤمنين بمسجد لندن وتم تسجيل هذه اللحظة من قبل شركة تلفزيونية.
بيل هيدجز وزوجته في مجلة التلغراف
خلال منتدى الأحمديين الجدد في هارتيلبول عام 1989
في يومي 21 و 22 أكتوبر 1989، استضافت جماعة هارتليبول منتدى الأحمديين الجدد مرة أخرى، وفي هذه المناسبة، تم تصوير الاجتماع من قبل ممثل ملحق صنداي تلغراف الملون. ظهرت صورة بيل وزوجته عائشة. لم توضح الصورة حبهما الواضح لبعضهما فحسب، بل كان من أبرز سماتها ومن بين مئات الصور التي تم التقاطها، هو أن كلمة "لا اله الله محمد رسول الله" وشعار الأحمدية "الحب للجميع ولا كراهية لأحد" كانا فوقهما بصورة واضحة جدًا.
أصبحت معظم عائلة بيل مسلمة حيث أن زوجة نجله طارق روز، قد قبلت الإسلام أيضًا كما فعل ابن عم عائشة. لقد كان صديق وزوج وأخ وأب عظيم، أدخل الله بيل جنات النعيم، وألهم عائلته وجماعتنا الصبر والسلوان. والحمد لله رب العالمين.