ملخص لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في 24/03/2023



 بسم الله الرحمن الرحيم

نقدم لحضراتكم ملخصًا لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في 24/03/2023، والتي استهلها بقوله تعالى:

"هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِين * وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ"

ثم قال:

في 23 مارس 1889 أخذ المسيح الموعود عليه السلام في مدينة لودهيانا أول بيعة من أتباعه المخلصين.

يقول المسيح الموعود عليه السلام في شرح الآية آنفة الذكر:

"إن مغزى هذه الآية أن الله هو الذي أرسل رسولا في زمن كان الناس فيه قد صاروا عديمي الحظ من العلم والحكمة والعلوم الحكيمة الدينية؛ التي تكتمل بها النفسُ وتصل النفوس الإنسانية كمالها في العلم والعمل؛ اللذين كانا قد اختفيا نهائيا وكان الناس ضالين؛ أي كانوا قد ابتعدوا كثيرا عن الله وصراطه المستقيم. ففي هذا الزمن أرسل الله رسوله الأمي فزكّى ذلك الرسولُ نفوسَهم وملأهم بعلم الكتاب والحكمة، أي أوصلهم إلى مرتبة اليقين الكامل بالآيات والمعجزات ونوّر قلوبهم بنور المعرفة الإلهية".

ثم قال: ستظهر في الزمن الأخير فئة أخرى وسيكونون هم أيضا في الظلام والضلال بادئ الأمر وبعيدِين عن العلم والحكمة، فسوف يصبغهم الله بصبغة الصحابة أي سيُرَونَ كل ما رأى الصحابة، حتى يكون صدقُهم ويقينهم كصدق الصحابة ويقينِهم."

 

ويقول عليه السلام أيضًا مبينًا أن حالة العصر تستدعي مصلحًا:

"لا بد من ذِكر أنه حين أمرني الله تعالى بتبليغ الحق والإصلاحِ - بعد أن نظر إلى حالة العصر الراهن ووجد الأرض مليئة بأنواع الفسق والمعصية والضلال وذلك حين كان الناس قد اجتازوا القرن الثالث عشر ووصلوا إلى رأس القرن الرابع عشر - بدأت أنادي، تنفيذا لذلك الأمر، بين الناس عن طريق النشرات والخطب؛ أنني أنا ذلك الشخص الذي كان سيُبعث من عند الله - عز وجل - على رأس هذا القرن لتجديد الدين، لأُعيد إلى الأرض الإيمانَ الذي كان قد ارتفع منها، وأَجذِبَ العالمَ - بعون الله، وبجذب يده هو - سبحانه وتعالى - إلى الإصلاح والتقوى والصدق، وأصحّح أخطاءَهم العقدية والعملية. ولما مضت على ذلك بضع سنوات، كُشف علي صراحةً بالوحي الإلهي أن المسيح الذي كان موعودا لهذه الأمة منذ البداية، وأن المهدي الأخير الذي كان سينال الهدى مباشرة من الله تعالى في زمن انحطاط الإسلام وانتشار الضلال، والذي كان مقدرًا له عند الله أن يقدِّم تلك المائدة السماوية للناس من جديد، والذي بشّر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل 13 قرنا، ما هو إلا أنا.

ولقد تلقيت في ذلك مكالمات إلهية ومخاطبات رحمانية لم تترك بوضوحها مجالا للشك والريب".

ويقول عليه السلام أيضًا:

"ولما اجتمعتْ هذه الأوضاع والعلامات في زمننا هذا فقد أرسلني الله - سبحانه وتعالى - وفق سنته القديمة على رأس القرن الرابع عشر لهذا التجديد للإيمان والمعرفة. وتَظهر على يدي الآياتُ السماوية بفضله وتأييده، وتُجاب أدعيتي بحسب مشيئته ومصلحته وتُكشف عليَّ أمور الغيب وحقائقُ القرآن ومعارفه وتُحَلّ لي الأمور العويصة المعقدة ومعضلات الشريعة ومشكلاتُها، وإنني أُقسم بالله الكريم العزيز - الذي هو عدو الكذب ومُهلك المفتري - أني منه وهو الذي قد أرسلني في عين الضرورة. لقد قمتُ بأمر منه - سبحانه وتعالى - وهو معي عند كل خطوة لي فلن يضيعني، ولن يُهلك جماعتي حتى يحقق مشيئته بحذافيرها. فقد بعثَني على رأس القرن الرابع عشر لتكميل النور، وخَسف الشمس والقمر في رمضان تصديقا لي وأظهر آياتٍ بينات كثيرةً على الأرض ما فيها كفاية لقناعة طلاب الحق، وهكذا أقام حجته".

وقال أيضًا:

"وإلى جانب هذه الآية هناك آية عظيمة أخرى وهي أنه قد ورد في "البراهين الأحمدية" قبل 23 عاما وحي من الله، حيث قال تعالى إن الناس سيسعون للقضاء على هذه الجماعة ويمكرون كل مكر، ولكني سأنَمِّيها وأكمِّلها لتكون فوجا. وستكون لها الغلبة إلى يوم القيامة، وسأبلغ اسمك إلى أكناف الأرضين ويأتون من كل فج عميق وتأتيك النصرة المالية من كل فج عميق. وسِّع مكانك لأن هناك استعدادا لذلك في السماء، لاحظوا الآن، كم هي قديمة هذه النبوءة التي تحققت اليوم! إنها لآيات الله التي يراها أولو الأبصار، أما العميان فلم تظهر بحسب زعمهم أيّ آية إلى الآن".

وفي ختام الخطبة دعا أمير المؤمنين الله أن يوفق المعارضين ليقرأوا كتب المسيح الموعود عليه السلام وليروا آيات صدقه، فهم يعترفون أن هذا العصر يدعو مصلحا ومهديا ولكنهم يرفضون من بعثه الله.

كما دعا الله أن ينقذ الجماعة من الفتن وأن يهدي المسلمين ويخرجهم من الظلمات إلى النور، وطلب من الأحمديين الدعاء لإخوانهم في باكستان وبنغلادبش وبوركينا فاسو وفي كل مكان أن يحميهم الله من كل شر وأن ينقذ العالم الذي صار على حافة الدمار وبلغت فيه السيئات الأخلاقية ذروتها.

ثم أعلن أن جريدة الفضل صارت تصدر بشكل يومي وأن على الجميع قراءتها والاستفادة من محتواها.