ملخص لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في 26/05/2023
بسم الله الرحمن الرحيم
نقدم لحضراتكم ملخصًا لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في 26/05/2023 حيث قال:
لما أخبر الله تعالى المسيح الموعود u إن أجله قد اقترب، قال لجماعته:
"إن الله تعالى يُري قسمين من قدرته: أولا، يُري يدَ قدرته على أيدي الأنبياء أنفسهم، وثانيًا، يُري يدَ قدرته بعد وفاة النبي حين تواجه المحن ويتقوى الأعداء ويظنون أن الأمر الآن قد اختل، ويوقنون أن هذه الجماعة سوف تنمحي، حتى إن أعضاءها أنفسهم يقعون في الحيرة والتردد، وتنقصم ظهورهم، بل ويرتدّ العديد من الأشقياء، عندها يُظهر الله تعالى قدرتَه القوية ثانيةً ويُساند الجماعة المنهارة. فالذي يبقى صامدًا صابرًا حتى اللحظة الأخيرة يرى هذه المعجزة الإلهية، كما حصل في عهد سيدنا أبي بكر الصديق - رضي الله عنه -، حيث ظُنَّ أن وفاة الرسول - صلى الله عليه وسلم - قد سبقت أوانَها، وارتد كثير من جهال الأعراب، وأصبح الصحابة من شدة الحزن كالمجانين، عندها أقام الله تعالى سيدنا أبا بكر الصديق - رضي الله عنه -، وأظهر نموذجًا لقدرته مرة أخرى، وحمى الإسلام من الانقراض الوشيك. وهكذا أتم - عز وجل - وعده الذي قال فيه: {ولَيُمكِّننَّ لهم دينَهم الذي ارتضى لهم وليُبدِّلنّهم من بعد خوفهم أمنًا}.. أي أنه تعالى سوف يثبّت أقدامهم بعد الخوف. وهذا ما حدث بالضبط في زمن سيدنا موسى - عليه السلام - حين اختطفته يد المنون وهو في الطريق ما بين مصر وأرض كنعان قبل أن يوصل بني إسرائيل إلى غايتهم المنشودة حسب الوعد. فقام بموته مأتم كبير بين بني إسرائيل. وكما ورد في التوراة أن بني إسرائيل ظلوا يبكون وينوحون إلى أربعين يوما جراء صدمة موته المفاجئ.
فيا أحبائي، مادامت سنة الله القديمة هي أنه تعالى يُري قدرتين، لكي يحطّم بذلك فرحتَين كاذبتين للأعداء.. فمن المستحيل أن يغيّر الله تعالى الآن سنته الأزلية. لذلك فلا تحزنوا لما أخبرتكم به ولا تكتئبوا، إذ لابد لكم من أن تروا القدرة الثانية أيضًا، وإن مجيئها خير لكم، لأنها دائمة ولن تنقطع إلى يوم القيامة. وإن تلك القدرة الثانية لا يمكن أن تأتيكم ما لم أغادر أنا، ولكن عندما أرحل سوف يرسل الله لكم القدرةَ الثانية، التي سوف تبقى معكم إلى الأبد بحسب وعد الله الذي سجلتُه في كتابي "البراهين الأحمدية"، وإن ذلك الوعد لا يتعلق بي بل يتعلق بكم أنتم. كما يقول الله - عز وجل -: إني جاعل هذه الجماعة الذين اتبعوك فوق غيرهم إلى يوم القيامة. فمن الضروري أن يأتيكم يومُ فراقي لِيليه ذلك اليوم الذي هو يوم الوعد الدائم. إن إلهنا إلهٌ صادق الوعد، وفِيٌّ وصدوق، وسيُحقق لكم كل ما وعدكم به. وبالرغم أن هذه الأيام هي الأيام الأخيرة من الدنيا، وهناك كثير من البلايا والمصائب التي آن وقوعها، ولكن لا بد أن تظل الدنيا قائمة إلى أن تتحقق جميع تلك الأنباء التي أنبأ الله تعالى بها. لقد بُعثتُ من الله تعالى كمظهر لقدرته - سبحانه وتعالى -، فأنا قدرة الله المتجسدة. وسيأتي من بعدي آخرون، سيكونون مظاهر قدرة الله الثانية. لذلك كونوا منتظرين لقدرة الله الثانية داعين لمجيئها مجتمعين. ولتجتمع كل جماعة من الصالحين في كل قطر وليدعوا حتى تنزل القدرة الثانية من السماء، وتُريَكم أن إلهكم إله قادر كل القدرة. أيقِنوا أن موتكم قريب، إذ لا تعلمون متى ستحل تلك الساعة! ينبغي لصلحاء الجماعة ذوي النفوس الطاهرة أن يأخذوا البيعة من الناس باسمي من بعدي. فالله يريد أن يجذب إلى التوحيد جميع الأرواح ذوي الفطرة الصالحة من مختلف أقطار المعمورة، سواء كانوا من أوروبا أو آسيا، وأن يجمع عباده على دين واحد. هذه هي غاية الله - عز وجل - التي أُرسلت من أجلها إلى الدنيا. لذلك اجعلوا هذه الغاية نصب أعينكم، ولكن باللطف وحسن الخلق وكثرة الدعاء. فإلى أن يقوم أحدٌ مؤيَّدا بروح القدس من عند الله، ثابروا جميعًا على العمل بعدي متكاتفين.."
وهكذا لما توفي المسيح الموعود u، جمع الله بحسب وعده أبناء الجماعة على يد الحكيم مولانا نور الدين t، وكان البعض يريدون أن تكون الجماعة بيد مؤسسة أنجمان أحمدية ولكن الخليفة الأول قد قضى على هذه الفتنة، ثم بعد وفاته تولى الخلافة سيدنا ميرزا بشير الدين محمود أحمد t، وقد أثار بعض الناس عند انتخابه الفتنة أيضًا ممن كانوا يظنون أنهم أكثر الناس علمًا ومعرفة وإدارة، وسعوا أن لا يتم انتخاب الخليفة أو أن يؤجل الانتخاب لكي يجدوا الفرصة لإحداث الفتنة في الجماعة ولكن الله بحسب وعده جمع جماعة المؤمنين على يد واحدة، وباء المعارضون والمنافقون بالفشل بفضل الله تعالى. واستمرت خلافته لحوالي 52 عامًا. وقد تقوى نظام الحماعة في زمنه. ثم بعد وفاته انتُخب حضرة ميرزا ناصر أحمد خليفة ثالثا بتأييد الله ونصرته وعندما توفي، اختار الله ميرزا طاهر أحمد خليفة رابع للمسيح الموعود u، ثم بعد وفاته اختارني الله تعالى لهذا المنصب ورغم ضعفي وتقصيراتي فإن الله حقق وعده الذي وعده للمسيح الموعود u وجعل الجماعة تزدهر في عهدي أيضًا.
في هذه الفترة حاول الأعداء القضاء على الجماعة وترويعها واستشهد الأحمديون في بلاد كثيرة ولكن الله تعالى زاد الأحمديين إيمانًا ويقينا بالخلافة سواء كانوا من آسيا أو أوروبا أو إفريقيا فكلهم على صلة وثيقة بالخلافة وهذا لا يمكن أن يحدث إلا بفضل الله تعالى ولا يمكن لأي إنسان إقامة مثل هذه الصلة المبنية على الإخلاص والمحبة التي تربط الجماعة بالخليفة والخليفة بالجماعة بهذه القوة.
وبعد ذلك ذكر أمير المؤمنين نصره الله قصص بعض المبايعين الجدد:
ومنها قصة سيدة من بارغواي تقول: إن إسلامي وسفري للأحمدية بدأ أيام الكورونا حيث بدأت بتعلم اللغة العربية على الإنترنت، فتيسر لي معرفة الكثير عن الإسلام بسبب هذا، ورأيت مرة على فيسبوك دعوة لبرنامج إسلامي فسجلت وذهبت، وهناك اطلعت على أمور جديدة وعرفت أنه لا إكراه في الدين وأن الإسلام هو دين السلام ولما غادرت كان معي القرآن الكريم ثم تواصلت مع زوجة الداعية الأحمدي وتعلمت منها الصلاة، وبعد شهرين كنت أفكر يوميًا بالإسلام وذات يوم جاء زوجي لأخذي من المسجد وقلت له إني قد تعلمت اليوم كذا وكذا فقال لماذا لا تسلمين؟ فدمعت عيناي وخصوصًا أني كنت أفكر بالإسلام كثيرًا وعندها قررت أن أصبح أحمدية وبدأت أستمع لخطب الخليفة وأيقنت أني على الطريق الصحيح فلدينا إمام يوجهنا ويدعو لنا، واطمأن قلبي لصدق الجماعة فبايعت، ثم بايع زوجها أيضا بعد بضعة أشهر وهو عضو نشيط في الجماعة في بارغواي