ملخص لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في 16/06/2023
بسم الله الرحمن الرحيم
نقدم لحضراتكم ملخصًا لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في 16/06/2023، حيث تابع الحديث عن أحداث ما قبل معركة بدر وقال:
كان زعماء قريش يطالبون الجميع بالذهاب للحرب ولكن تخلف أمية بن خلف فجاءه عقبة ابن معيط وهو جالس مع قومه بمجمرة ثم قال: يا أبا عليّ استجمر فإنما أنت من النساء، وفي رواية أتاه أبو جهل وقال: "إنك متى يراك الناس قد تخلفت وأنت من أشراف الوادي، تخلفوا معك، فسر يوما أو يومين". فتجهز مع الناس.
كان أمية خائفا من الحرب لأنه قد علم بنبوءة النبي ﷺ عن مقتله فعن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ انْطَلَقَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ مُعْتَمِرًا، فَنَزَلَ عَلَى أُمَيَّةَ بْنِ خَلَف، وَكَانَ أُمَيَّةُ إِذَا انْطَلَقَ إِلَى الشَّامِ فَمَرَّ بِالْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى سَعْدٍ، فَقَالَ أُمَيَّةُ لِسَعْدٍ انْتَظِرْ حَتَّى إِذَا انْتَصَفَ النَّهَارُ، وَغَفَلَ النَّاسُ انْطَلَقْتُ فَطُفْتُ، فَبَيْنَا سَعْدٌ يَطُوفُ إِذَا أَبُو جَهْلٍ فَقَالَ مَنْ هَذَا الَّذِي يَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ فَقَالَ سَعْدٌ أَنَا سَعْدٌ. فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ تَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ آمِنًا، وَقَدْ آوَيْتُمْ مُحَمَّدًا وَأَصْحَابَهُ فَقَالَ نَعَمْ. فَتَلاَحَيَا بَيْنَهُمَا. فَقَالَ أُمَيَّةُ لِسَعْدٍ لاَ تَرْفَعْ صَوْتَكَ عَلَى أَبِي الْحَكَمِ، فَإِنَّهُ سَيِّدُ أَهْلِ الْوَادِي. ثُمَّ قَالَ سَعْدٌ وَاللَّهِ لَئِنْ مَنَعْتَنِي أَنْ أَطُوفَ بِالْبَيْتِ لأَقْطَعَنَّ مَتْجَرَكَ بِالشَّامِ. فَجَعَلَ أُمَيَّةُ يَقُولُ لِسَعْدٍ لاَ تَرْفَعْ صَوْتَكَ. وَجَعَلَ يُمْسِكُهُ، فَغَضِبَ سَعْدٌ فَقَالَ دَعْنَا عَنْكَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم يَزْعُمُ أَنَّهُ قَاتِلُكَ. وفي رواية إنهم قاتلوك أي أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. قَالَ إِيَّاىَ؟ قَالَ نَعَمْ. قَالَ وَاللَّهِ مَا يَكْذِبُ مُحَمَّدٌ إِذَا حَدَّثَ. فَرَجَعَ إِلَى امْرَأَتِهِ، فَقَالَ أَمَا تَعْلَمِينَ مَا قَالَ لِي أَخِي الْيَثْرِبِيُّ قَالَتْ وَمَا قَالَ؟ قَالَ زَعَمَ أَنَّهُ سَمِعَ مُحَمَّدًا يَزْعُمُ أَنَّهُ قَاتِلِي. قَالَتْ فَوَاللَّهِ مَا يَكْذِبُ مُحَمَّدٌ. قَالَ فَلَمَّا خَرَجُوا إِلَى بَدْرٍ، وَجَاءَ الصَّرِيخُ قَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ أَمَا ذَكَرْتَ مَا قَالَ لَكَ أَخُوكَ الْيَثْرِبِيُّ؟. فَأَرَادَ أَنْ لاَ يَخْرُجَ، فَقَالَ لَهُ أَبُو جَهْلٍ إِنَّكَ مِنْ أَشْرَافِ الْوَادِي، فَسِرْ يَوْمًا أَوْ يَوْمَيْنِ، فَسَارَ مَعَهُمْ فَقَتَلَهُ اللَّهُ.
قال بعض أهل السير معنى قول النبي ﷺ أنه قاتله هو أنه صلى الله عليه وسلم كان سببا في قتله وإلا هو فلم يقتل إلا أخي أمية، أُبي بن خلف في أُحد. ومن المحتمل أن سعدًا قد سمع النبي ﷺ يقول إنه سيقتل أبي بن خلف ففهم أنه قال أمية.
كان أبو لهب خائفًا من الخروج للحرب أيضًا بسبب رؤيا عاتكة بنت عبد المطلب وكان يقول: "رؤيا عاتكة أخذ باليد" أي أنها أمر قطعي.
قال حضرة ميرزا بشير أحمد رضي الله عنه:
كان هناك شخصان فقط رفضا الانضمام إلى هذه المعركة: أبو لهب وأمية بن خلف، كان أبو لهب خائفًا بسبب أن أخته قد رأت في منامها قبل ثلاثة أيام فقط أن خرابًا سيحل بقريش، ولكنه قدم بديلاً مكانه، أما أمية بن خلف فكان سبب خوفه هو نبوءة النبي - صلى الله عليه وسلم - بأنه سيقتل والتي كان سعد بن معاذ قد ذكرها له. ولكن بسبب تخوف زعماء قريش من أن يؤثر غيابهما على الآخرين، وافقا أخيرا على الخروج واستعد أمية للخروج بنفسه وبعث أبو لهب شخصًا في مكانه ببذل مال كثير.
بعد استعداد لثلاثة أيام، تجهز جيش جرار للكفار قوامه أكثر من ألف جندي، وكان لا يزال الجيش في قريش عندما تخوّف بعض زعماء قريش من أن بني بكر الذين لم تكن تربطهم بقريش علاقات ودية، سيستغلون فرصة غيابهم عن مكة فيقومون بالهجوم عليها. وتصادف وجود زعيم كنانة سراقة بن مالك في مكة، فطمأنهم وقال أنه لهم جار من أن يأتيهم ما يكرهونه من بني قومه، وانضم إلى جيش قريش ورافقهم حتى بدر، ولكن عند وصوله إلى هناك ورؤيته قوة المسلمين، انسحب قبل أن تبدأ المعركة.
وقبل مغادرة مكة تجمع أهل قريش حول الكعبة وتضرعوا: "اللهم أينا كان أحب إليك وأرضى عندك فانصره اليوم". ثم انطلق جيش قريش من مكة في خيلاء، في 1300 جندي ولكن انفصلت عنهم قبيلتان في الطريق، فبقوا 950 أو ألف وكان معهم خيول وجمال ومعدات حربية بعدد كاف.
وعندما وصل جيشهم إلى الجحفة، رأى جهيم بن الصلت رؤيا، فقال: رأيت أني نظرت إلى رجل قد أقبل على فرس حتى وقف، ومعه بعير له، ثم قال: قُتل عتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، وأبو الحكم بن هشام، وأمية بن خلف، وفلان وفلان، فعدد رجالا ممن قتلوا يوم بدر من أشراف قريش، ثم رأيته ضرب في لبة بعيره، ثم أرسله في العسكر، فما بقي خباء من أخبية العسكر إلا أصابه نضح من دمه. قال: فبلغت أبا جهل، فقال: وهذا أيضا نبي آخر من بني المطلب، سيعلم غدا من المقتول إن نحن التقينا .
لما رأى أبو سفيان أنه قد أحرز عيره، أرسل إلى قريش: إنكم إنما خرجتم لتمنعوا عيركم ورجالكم وأموالكم، فقد نجاها الله، فارجعوا، فقال أبو جهل: والله لا نرجع حتى نرد بدرا فنقيم عليه ثلاثا، فننحر الجزر، ونطعم الطعام، ونسقي الخمر، وتعزف علينا القيان، وتسمع بنا العرب وبمسيرنا وجمعنا، فلا يزالون يهابوننا أبدا بعدها، فامضوا .
وقال الأخنس بن شريق، وكان حليفا لبني زهرة وهم بالجحفة: يا بني زهرة، قد نجى الله لكم أموالكم، وخلص لكم صاحبكم مخرمة بن نوفل، وإنما نفرتم لتمنعوه وماله، فاجعلوا لي جبنها وارجعوا، فإنه لا حاجة لكم بأن تخرجوا في غير ضيعة، لا ما يقول هذا، يعني أبا جهل. فرجعوا، فلم يشهدها زهري واحد، ولم يكن بقي من قريش بطن إلا وقد نفر منهم ناس، إلا بني عدي بن كعب، لم يخرج منهم رجل واحد، فرجعت بنو زهرة مع الأخنس، فلم يشهد بدرا من هاتين القبيلتين أحد، ومشى القوم. وكان طالب بن أبي طالب في القوم، وكان بين بعض قريش محاورة، فقالوا: والله لقد عرفنا يا بني هاشم، وإن خرجتم معنا، أن هواكم لمع محمد. فرجع طالب إلى مكة مع من رجع. ونزلت قريش بالعدوة القصوى من الوادي.
انطلق النبي - صلى الله عليه وسلم - من المدينة مع مجموعة لا يزيد عددهم عن 300 فقط من المهاجرين والأنصار، وذلك في الثاني عشر من رمضان، وفي أغلب الروايات كان عددهم 313.
يقول الْبَرَاءَ رضي الله عنه: حَدَّثَنِي أَصْحَابُ، مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا أَنَّهُمْ كَانُوا عِدَّةَ أَصْحَابِ طَالُوتَ الَّذِينَ جَازُوا مَعَهُ النَّهَرَ، بِضْعَةَ عَشَرَ وَثَلاَثَمِائَةٍ. قَالَ الْبَرَاءُ لاَ وَاللَّهِ مَا جَاوَزَ مَعَهُ النَّهَرَ إِلاَّ مُؤْمِنٌ.
وفي ختام الخطبة، أعلن أمير المؤمنين نصره الله أنه سيصلي الغائب على بعض المرحومين وذكر نبذة من حياتهم.