ملخص لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من مسجد بيت الفتوح في لندن، في 21/07/2023



  

بسم الله الرحمن الرحيم

نقدم لحضراتكم ملخصًا لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من مسجد بيت الفتوح في لندن، في 21/07/2023 حيث تابع الحديث عن غزوة بدر وقال:

ورد عن حسن معاملة النبي ﷺ مع أسرى بدر أنه صلى الله عليه وسلم لم ينم تلك الليلة، فقال له بعض أصحابه: ما يسهرك يا نبي الله؟ فقال: "أسهر لأنين العباس"، فقام رجل من القوم فأرخى وثاقه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: مالي لا أسمع أنين العباس؟ فقال الرجل: أنا أرخيت من وثاقه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فافعل ذلك بالأسرى كلهم"

ويقول حضرة ميرزا بشير أحمد:

"توقف النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين في وادي بدر لمدة ثلاثة أيام بعد المعركة، وقد قضوا هذا الوقت في دفن الشهداء ورعاية جرحى المسلمين. أما الأسرى، الذين بلغ عددهم السبعين، فقد كانوا في مأمن في عهدة عددٍ من المسلمين، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه أن يعاملوا الأسرى بلطف مع الاعتناء بحاجاتهم وراحتهم، وقد ذكر أحد الأسرى وهو أبو عزيز بن عمير، أن الأنصار كانوا يؤثرونه في الطعام فيوفرون له الخبز، بينما يقتاتون هم أنفسهم على التمر، وفي بعض المرات عندما يكون لديهم قطعة صغيرة من الخبز فقط، كانوا يعطوها له، فكان يستحي ويعيدها لهم، لكنهم كانوا يصرون عليه أن يأكلها.

كما قُدّم للأسرى الذين لم يكن لديهم الملابس الكافية جميع احتياجاتهم من الملابس، وفي هذا الصدد، قال السير وليام موير: "عملاً بأوامر محمد، فإن الأنصار والمهاجرين استقبلوا الأسرى بلطفٍ واهتمام، حتى قال أحد هؤلاء الأسرى فيما بعد: بارك الله برجال المدينة، كانوا يحملوننا ويمشون، يؤثروننا بالخبز ويكتفون بالتمر والخبز معهم قليل. فليس من المستغرب، إذن، أن بعض الأسرى، أعلنوا إيمانهم، متأثرين بذلك، فمُنحوا بذلك الحرية على الفور، بينما احتُفظ بالبقية، ومع ذلك استمرت هذه المعاملة الحسنة معهم".

كان عدد الصحابة في بدر 313 صحابيًا، ويقول المسيح الموعود عليه السلام:

"لقد كتب الشيخ علي حمزة بن علي ملك الطوسي في كتابه "جواهر الأسرار" الصادر في 840 الهجري عن المهدي الموعود إنه قد ورد في الأربعين أن المهدي سيخرج من قرية يقال لها كدعة. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: يخرج المهدي من قرية يقال لها كدعه ويصدّقه الله تعالى ويجمع أصحابه من أقصى البلاد على عدة أهل بدر بثلاث مائة وثلاثة عشر رجلا ومعه صحيفة مختومة (أي مطبوعة) فيها عدد أصحابه بأسمائهم وبلادهم وخلالهم.

فالبديهي أنه لم يتفق لأحد قبل هذا الادعاءُ بأنه الإمام المهدي وأن عنده كتابا مطبوعا فيه أسماء أصحابه، أما أنا فقد سبق لي أن سجلتُ هذه الأسماء في كتابي "مرآة كمالات الإسلام". والآن أكتب أسماء الـ 313 مرة أخرى إتماما للحجة، ليدرك كل منصف أن هذه النبوءة تحققت لي فقط، وبموجب مدلول الحديث من الضروري سلفا الإفصاحُ أن جميع هؤلاء الأصحاب يتمتعون بالصدق والنقاء، وبعضهم سبقوا البعض في الحب والانقطاع إلى الله والنشاط الديني.

انظروا الآن؛ إن إدراج أسماء هؤلاء الـ 313 مخلصا في هذا الكتاب تحقيقٌ لنفس النبوءة الواردة في أحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. والملاحظ أن كلمة "كدعه" الواردة في النبوءة تنبئ بصراحة عن اسم قاديان. فمضمون الحديث ينحصر في أن المهدي الموعود سيولد في قاديان، وسيكون عنده كتابٌ مطبوع يضم أسماء 313 صاحبا له. وكل إنسان يستطيع أن يفهم أن هذا الأمر لم يكن في مقدرتي أن أسجل اسم قريتي "قاديان" في كتبٍ نُشرت في العالم قبل ألف سنة من العصر الحاضر. كما أني لم أبتكر أجهزة الطباعة ليُظنّ أني اخترعتُ المطبعة في هذا الزمن لنيل هذا الهدف، كما لم يكن في وسعي خلقُ 313 مخلصا، بل قد هيأ الله - سبحانه وتعالى - جميع هذه الأسباب بقدرته ليحقق نبوءة رسوله الكريم ﷺ".

وفي ختام الخطبة دعا أمير المؤمنين نصره االله للأمة الإسلامية أن تفهم أهمية غزوة بدر وأن يوفقهم الله للإيمان بالخادم الصادق للنبي ﷺ. ثم ذكر أن الجلسة السنوية العالمية ستبدأ الأسبوع القادم وقال:

من المتوقع اشتراك عدد كبير من الضيوف، ندعو الله أن يحفظهم ويوفقهم للاستفادة من المائدة الروحية للجلسة. وعلى العاملين أن يسعوا جاهدين لخدمة ضيوف المسيح الموعود عليه السلام الذين يأتون لهدف ديني فقط، وعلى المسؤولين والمتطوعين إكرامهم وخدمتهم بعاطفة التضحية الخالصة. لقد قال النبي ﷺ: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه" فعلى العاملين التحلي بالأخلاق الكريمة وأن تكون الابتسامة على وجوههم دائمًا وعليهم الوصول إلى المستوى الذي أراده الله ورسوله ﷺ الذي قال:

"تبسُّمُكَ في وجْهِ أخيكَ لَكَ صدقةٌ وأمرُكَ بالمعروفِ ونَهيُكَ عنِ المنْكرِ صدقةٌ وإرشادُكَ الرَّجلَ في أرضِ الضَّلالِ لَكَ صدقةٌ وبصرُكَ للرَّجلِ الرَّديءِ البصرِ لَكَ صدقةٌ وإماطتُكَ الحجرَ والشَّوْكَ والعظمَ عنِ الطَّريقِ لَكَ صدقةٌ وإفراغُكَ من دلوِكَ في دلوِ أخيكَ لَكَ صدقةٌ"
فيجب تحقيق كل ذلك.

أدعو الله أن يؤدي الجميع خدماته على أتم ما يرام، كما يجب الدعاء لنجاح الجلسة، وفقنا الله لذلك آمين.