ملخص لخطبة الجمعة الاخيرة التي القاها سيدنا أمير المؤمنين أيده الله تعالى بنصره العزيز من مقر الجلسة السنوية في ألمانيا، في 1/09/2023



بسم الله الرحمن الرحيم

نقدم لحضراتكم ملخصا لخطبة الجمعة الاخيرة التي القاها سيدنا أمير المؤمنين أيده الله تعالى بنصره العزيز من مقر الجلسة السنوية في ألمانيا، في الأول من سبتمبر/ أيلول الجاري،حيث قال:

بفضلِ اللهِ تعالى، بدأتْ اليومَ الجلسةُ السنويةُ للجماعةِ الإسلاميةِ الأحمديةِ في ألمانيا، والجماعةُ هنا تحتفلُ بمرورِ مئةِ عامٍ على تأسيسِها.

وقدْ وصلَها الأحمديونَ الأوائلْ لأنهم وبسببِ انتمائِهِم للأحمديةِ لم يكونوا يستطيعونَ ممارسةَ ما فرضَهُ عليهمُ اللهُ ورسولُه ﷺ وهنا نالوا الحريةَ الدينية، وبالتالي عليهِم بَذْلُ الجهودِ الخاصةِ لتحسينِ أنفسِهِم وإحداثِ التغييراتِ الطيبة. فهل حاولنا القيامَ بهذهِ التَغْيِراتِ وبَذَلْنا الجهودَ لنكونَ كما أرادَ مِنّا المسيحُ الموعودُ عليه السلام؟ فإن كنا فَعَلْنا، فعندَها فقط نكونُ شاكرينَ للهَ على مرورِ مئةِ عامٍ على تأسيسِ الجماعة، وإلا فاحتفالُنا سيكونُ بلا جَدْوى.

لقد لفتَ المسيحُ الموعودُ عليه السلام مراتٍ عديدةٍ انتباهَ المبايعينَ لِيُحدِثوا التغييراتِ الطيبةِ في أنفسِهم، يقولُ حضرتُهُ عليه السلام:

"لا تظنوا أن اللهَ يرضى بِمَحْضِ البيعة، إنه مجردُ القِشْرِ وأمّا اللبُّ فهوَ في داخِلِه، غالبا ما يكونُ قانونُ القُدْرَةِ أنَّهُ يكونُ هناكَ قشرٌ ويكونُ اللُّبُّ بداخِلِه، لا يكونُ القشرُ شيئًا مفيدا وإنما يُؤخَذُ اللُّب، والبعضُ يكونونَ مِمّن لا يبقَى فيهِم لُبٌّ أبدا، مثلُ بيضاتِ الدجاجِ الفارغةِ التي لا يكونُ فيها صَفَارٌ ولا بَياضٌ ولا تُفِيدُ بشيءٍ وتُرمى كَرَدِيْء، إلا أن تُفيدَ كلُعبةِ الأطفالِ لِدقيقةٍ أو دقيقتين، وهكذا ذلكَ الإنسانُ الذي يدّعي البيعةَ والإيمانَ إنْ لمْ يملِكْ بداخِلِهِ لُبَّ كِلا الشيئَين فعليهِ أن يَخْشَى أنهُ يأتي وقتٌ ينكسِرُ فيهِ بضربةٍ خفيفةٍ ويُرمَى مثلُ البيضِ الفارغ. هكذا الذي يدَّعِي البيعةَ والإيمانَ يجبُ أن يتفحَّصَ هلْ هو مجردُ قشرٍ أم لُبّ؟ ما لم يُخلَقُ اللُّبُّ لا يكونُ مدّعي الإيمانِ بالإسلامِ والحبِّ والطاعةِ والبيعةِ والاعتقادِ والاتباعِ لهُ مُدَّعِيًا صادِقًا. تذكروا! إنه لقولٌ حقّ أنْ لا قيمةَ عندَ اللهِ تعالى للقشرِ دونَ اللُّب. تذكروا جيدا! لا يعلمُ أحدٌ متى يأتيهِ الموت، ولكنَّ الأمرَ اليقينيَ هو أن الموتَ واقعٌ حتمًا، فلا تكتفوا أبدا بمحضِ الادعاءِ ولا تَفْرَحُوا بهِ فهوَ شيءٌ غيرُ مُجْدٍ إطلاقا. وما لم يُحِلّ الإنسانُ على نفسِهِ مِيْتَاتٍ كثيرة، وما لم يَخْرُجْ مرورًا بكثيرٍ من التغيُّراتِ والانقلاباتِ لا يستطيعُ أن ينالَ هَدَفَ الإنسانيةِ الحقيقيّ".

ويقول المسيحُ الموعودُ عليه السلام أيضًا:

"اعلموا أنَّ الناسَ نوعان، منهم من ينهَمِكُونَ في تِجَاراتٍ دنيويةٍ بعدَ قُبولِـهِم الإسلام، فيستولي عليهم الشيطان. لا أقولُ بأنَّ التجارةَ ممنوعة، كلا. بل الصحابةُ أيضًا كانوا يشتغلونَ في التجارةِ ولكنهم كانوا يُؤْثِرُونَ الدينَ على الدنيا. لقد آمنوا بالإسلامِ ثم نالُوا منهُ عِلْمًا صادقًا مَلَأَ قلوبَهُم باليقين، لذلك لم يتزعزعوا عندَ هَجَمَاتِ الشيطانِ في أيِّ موطنٍ ولم يمنعْهُم شيءٌ عنْ إظهارِ الحقّ.

ما أقصِدُهُ هو أنَّ الذينَ يُصبحونَ عبيدًا لهذِهِ الدنيا فقط وكأنهم يعبُدُونها، يغلبِهُم الشيطانُ ويستولي عليهم. والنوعُ الآخرُ من الناسِ هم الذينَ يفكِّرونَ في تقدُّمِ الدين، وهذه الفئةُ تُسمَّى حزبُ اللهِ وتنتَصِرُ على الشيطانِ وجيوشِه. ولأنَّ المالَ يزدادُ بالتجارةِ لذلكَ سمّى اللهُ تعالى طلبَ الدينِ وأُمْنِيَةَ تقدُّمِ الدينِ تجارةً فقال: "هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ"، التجارة المثلى هي التجارة الدينية التي تنجي من عذاب أليم. فأقول لكم أنا أيضا بكلمات الله تعالى: "هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ"

أعلِّقُ أَمَلِي الأكبرْ على الذينَ لا يُقَلِّلُونَ شَوْقَهُم وتقدُّمَهُم في الدين. ولكنَّ الذينَ يقللونَهُ أخشى أن يسيطرَ عليهِم الشيطان. لذا يجبُ ألا تتكاسلُوا، واسألوا عن كلِّ ما لم تفهموهُ لتزدادُوا معرفة. السؤالُ ليسَ حرامًا بل يجبُ أن يُطرَحَ السؤالُ في حالةِ الإنكارِ وللتقدُّمِ في العِلْمِ أيضا. والذي يريدُ التقدمَ في العلمِ عليهِ أن يِقْرَأَ القرآنَ بتدبِّرٍ وإنْ لمْ يفهمْ أمرًا فَلْيَسْأل. وإن لم يفهمْ بعضَ المعارِفِ فليستفِدْ باستفسارِها من الآخرين. القرآنُ الكريمُ بحرٌ دينيٌ وفي قاعدتِهِ جواهرْ لا تُقَدَّرُ بثمن.

وفي الختامِ، دعا أميرُ المؤمنيَن نصرَهُ اللهُ أن يجعلَنا اللهُ من المؤمنينَ الحقيقيينَ وأن تظهَرَ الأخلاقُ الطيبةُ من قِبَلِ جميعِ الأحمديينَ وأن يتمكنوا من تبليغِ دعوةِ المسيحِ الموعودِ عليه السلامْ للعالَمِ أجْمَعْ وأن يُنَشِّؤُوا أولادَهم بحسْبِ تعاليمِ الإسلامِ آمين.