ملخص لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في 15/09/2023
بسم الله الرحمن الرحيم
نقدم لحضراتكم ملخصًا لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في 15/09/2023، حيث قال:
من سنة الله تعالى أن كل من أتى إلى هذه الدنيا لمدة من الوقت سيغادرها، والسعداء من يتركون وراءهم ذكريات طيبة ويكونون نافعين للناس، مؤثرين الدين على الدنيا عمليًا وعاملين بأحكام الله ورسوله ﷺ، ويكونون أوفياء حقيقيين للخلافة ويسعون لأداء حقوق الله وحقوق العباد وللتقرب من الله تعالى دائما، والذين لا يذكرهم الناس إلا بخير وهكذا وبحسب قول رسول الله ﷺ تجب لهم الجنة.
سأذكر لكم سيدة قضت حياتها ساعية لنيل رضا الله تعالى وهي أمة القدوس بنت حضرة مير إسماعيل أحمد وزوجة ميرزا وسيم أحمد ابن المصلح الموعود رضي الله عنه، كانت تقيم في قاديان ولكن انتقلت قبل فترة إلى ربوة وتوفيت عن عمر 96 عامًا.
في جلسة عام 1951 السنوية، عقد قرانها المصلح الموعود رضي الله عنه على ابنه ميرزا وسيم وقد رزقها الله تعالى ثلاث بنات وولد.
قال المصلح الموعود رضي الله عنه لابنه ميرزا وسيم بعد عدة أيام من الزواج وكان يعد الأوراق لأخذ زوجته من باكستان إلى الهند ولم تكن علاقة البلدين على ما يرام: يمكن أن تعد هذه الأوراق ولكن عليك أن ترجع فورا لقاديان فلا بد أن يكون في قاديان أحد من أفراد عائلة المسيح الموعود u فعليك أن تحجز تذكرة العودة بسرعة حتى لو كلفك هذا أن تحجز الطائرة كلها فإذا لم تقدم أسوتك وتضحي فكيف يضحي الآخرون؟. هذه التضحية قدمها حضرة ميرزا وسيم أحمد وزوجته أيضا شريكة في هذه التضحية فقد ودعت زوجها ببشاشة ولم تبال بأي شيء.
بعد عام من الزواج انتقلت إلى قاديان. فنصحها الخليفة الثاني (رضي الله عنه) أن تقيم في منزل أم ناصر، حيث قضى المسيح الموعود u الكثير من الوقت. وبمجرد وصولها إلى قاديان، لعبت دورًا حيويًا في تنظيم لجنة إماء الله.
وبعد هجرة الخليفة الرابع (رحمه الله) إلى لندن ألقى خطبة وقال من أنصاري إلى الله؟ وقدم خطة عظيمة لنشر رسالة الإسلام وقال إن هذا يحتاج إلى المال فلإتمام هذه المهمة يجب إنشاء مركزين جديدين؛ واحد في لندن والآخر في ألمانيا.
استجابت سيدات اللجنة في قاديان لهذا النداء، وكتبت أمة القدوس بصفتها رئيسة اللجنة في الهند آنذاك، أن نساء قاديان قدمن تضحيات مالية كبيرة كما قدمت بنفسها كل حليها، وقد ذكر الخليفة الرابع فيما بعد هذه التضحيات وأثنى عليها كثيرًا. وعندما زار قاديان، ذكر مرة أخرى هذه التضحيات المالية الكبيرة التي قدمتها نساء قاديان.
تولت السيدة أمة القدوس رئاسة لجنة إماء الله في الهند وطالت خدمتها لـ 46 سنة واجتهدت في توحيد فروع اللجنة خاصة بعد التقسيم.
قامت بتدريس القرآن الكريم لأكثر من 250 فتاة. وكانت تنصحهن بالوفاء للخلافة. وكان من شمائلها أيضًا إكرام الضيف، وكانت زوجة مخلصة ومساندة لزوجها ولم تطلب أي شيء أبدًا.
تقول ابنتها إنها بعد وفاة زوجها رأت في المنام أنها في رحلتها الأخيرة في الحياة، لكنها رأت الخليفة الثالث في المنام يخبرها أنها لم تحصل على تأشيرتها بعد. وعاشت بعد ذلك عمرًا طويلاً بفضل الله تعالى.
فقدت بصرها في الفترة الأخيرة من حياتها، وضعف سمعها لكنها عاشت راضية ولم تشتك أبدًا. وكانت كلما سُئلت عن أحوالها، أجابت قائلة: "الحمد لله".
كلما كان هناك نداء من الخليفة للإنفاق، كانت أول من يقدم التضحيات المالية عنها وعن زوجها. كانت تحضر دائمًا مناسبات الآخرين في السراء والضراء حتى لو كانت مريضة. وقامت بتعليم الفتيات الصغيرات الخياطة. وبعد انقسام الهند كانت تعيش في بيوت طينية وكانت تقرأ القرآن والكتب الدينية لحرم المسيح الموعود عليه السلام.
كما أعلن أمير المؤمنين نصره الله أن سيصلي الجنازة على المرحوم محمد أرشد أحمدي من المملكة المتحدة. انتقل من نيروبي في سن الخامسة عشرة. وخلف وراءه زوجته وولدين وابنة. لقد كان مرتبطًا بقوة بالجماعة وخدم في مناصب مختلفة. وشغل منصب سكرتير الإشاعة الوطني في المملكة المتحدة لمدة 20 عامًا. وقد ألف كتابا في الرد على سلمان رشدي. وكان يحب النبي ﷺ والمسيح الموعود عليه السلام حبًا جمًا. وكان مولعًا بنشر رسالة الإسلام. وكان منتظمًا في أداء صلواته.
كما أعلن أمير المؤمنين أنه سيصلي الغائب على المرحوم أحمد جمال من الولايات المتحدة الأمريكية الذي بايع الخليفة الثاني (رضي الله عنه). وكان متواضعا جدا، وكان يحب الجماعة والخلافة حبًا جمًا. وكان يستمع بانتظام إلى خطبة الجمعة ويدون الملاحظات. ورغم أنه كان يعيش بعيدًا عن المسجد، وعلى الرغم من اعتلال صحته، إلا أنه كان يحضر صلاة الجمعة بانتظام.
ثم دعا نصره الله أن يتغمد الله المرحومين بالمغفرة والرحمة ويلهم ذويهم الصبر والسلوان آمين.