ملخص لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في 13/10/2023
بسم الله الرحمن الرحيم
نقدم لحضراتكم ملخصًا لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في الثالث عشر من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، حيث تابع الحديث حول الأحداث من سيرة رسول الله ﷺ قبيل أو بعد بدر، ومنها أنه لما توفيت السيدة خديجة، جاءت خولة بنت حكيم إلى رسول الله ﷺ وقالت: ألا تتزوج؟ قال: من؟ قالت: إن شئت بكرا، وإن شئت ثيبا. قال: فمن البكر؟ قالت: ابنة أحب خلق الله إليك، عائشة ابنة أبي بكر. قال: ومن الثيب؟ قال: سودة بنت زمعة، قد آمنت بك واتبعتك على ما تقول. قال: فاذهبي فاذكريهما علي. فدخلت بيت أبي بكر، فقالت: يا أم رومان، ماذا أدخل الله عليك من الخير والبركة! قالت: وما ذاك؟ قالت: أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم أخطب عليه عائشة. قالت: انتظري أبا بكر حتى يأتي. فجاء أبو بكر، فقالت: يا أبا بكر، ماذا أدخل الله عليكم من الخير والبركة! قال: وما ذاك؟ قالت: أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم أخطب عليه عائشة. قال: وهل تصلح له؟ إنما هي ابنة أخيه. فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكرت ذلك له، قال: ارجعي إليه، فقولي له: أنا أخوك، وأنت أخي في الإسلام، وابنتك تصلح لي". فرجعت فذكرت ذلك له، قال: انتظري. وخرج. قالت أم رومان: إن مطعم بن عدي قد كان ذكرها على ابنه، ووالله ما وعد وعدا قط فأخلفه - لأبي بكر- فدخل أبو بكر على مطعم بن عدي، وعنده امرأته أم الفتى، فقالت: يا ابن أبي قحافة، لعلك مصبِ صاحبنا، مدخله في دينك الذي أنت عليه إن تزوج إليك؟ فقال أبو بكر للمطعم بن عدي: أقول هذه تقول؟ قال: إنها تقول ذلك. فخرج من عنده، وقد أذهب الله ما كان في نفسه من عدته التي وعده، فرجع فقال لخولة: ادعي لي رسول الله صلى الله عليه وسلم. فدعته، فزوجها إياه.
وعن عائشة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: أريتك في المنام مرتين، أرى أن رجلاً يحملك في سرقة حرير فيقول: هذه امرأتك فأكشف فأراك فأقول إن كان هذا من عند الله يمضه.
قال المسيح الموعود عليه السلام عن عمر السيدة عائشة عند الزواج: أما القول بأن عمر عائشة رضي الله عنها كان تسع سنين عند الزواج فقد ورد ضمن أقوال لا أصل لها ولا معنى، ولا يثبت من أي حديث أو القرآن الكريم.
تفقهت عائشة رضي الله عنها في الدين كثيرًا وقد قال أبو موسى الأشعري (رضي الله عنه): "ما أشكَل علينا -أصحابَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- حديثٌ قطُّ فسأَلْنا عائشةَ إلَّا وجَدْنا عندَها منه عِلْمًا"
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "فضلُ عائشةَ على النِّساءِ، كفضلِ الثَّريدِ على سائرِ الطَّعامِ".
وهناك حادثة أخرى وهي أن أبا العاص زوج زينب بنت رسول الله ﷺ كان بين أسرى بدر، وعندما أرسلت قريش بعض الرجال لدفع فدية الأسرى، بعثت زينب قلادة لها لفديته وهذه القلادة كانت قد أهدتها إياها والدتها السيدة خديجة ولما رآها النبي ﷺ تأثر كثيراً واغرورقت عيناه وقال لأصحابه: "إن زينب بعثت بهذا لافتداء أبي العاص فإن رأيتم أن تُطْلقوا لها أسيرها، وتردوا إليها هذه القلادة فافعلوا" فوافق الجميع، وطلب النبي ﷺ من أبي العاص شرط حريته أن يرسل زينب للمدينة فور وصوله ففعل.
عَنْ زَيْنَبَ، أَنَّهَا قَالَتْ: بَيْنَمَا أَنَا أَتَجَهَّزُ بِمَكَّةَ لِلُّحُوقِ بِأَبِي لَقِيَتْنِي هِنْدُ بنتُ عُتْبَةَ، فَقَالَتْ: يَا ابْنَةَ عَمِّي، إِنْ كَانَ لَكَ حَاجَةٌ بِمَتَاعٍ مِمَّا يُرْفَقُ بِكِ فِي سَفَرِكِ، أَوْ مَالٍ تَبْلُغِينَ بِهِ إِلَى أَبِيكِ، فَإِنَّ عِنْدِي حَاجَتَكِ، فَلا تَضْطَنِي مِنِّي فَإِنَّهُ لا يَدْخُلُ بَيْنَ النِّسَاءِ مَا يَدْخُلُ بَيْنَ الرِّجَالِ، قَالَتْ: وَوَاللَّهِ مَا أرَاهَا قَالَتْ ذَلِكَ إِلا لِتَفْعَلَ، وَلَكِنْ خِفْتُهَا فَأَنْكَرْتُ أَنْ أَكُونَ أُرِيدُ ذَلِكَ، فَتَجَهَّزْتُ، فَلَمَّا فَرَغْتُ مِنْ جَهَازِي قَدَّمَ لِي حَمَوَيُّ كِنَانَةُ بن الرَّبِيعِ أَخُو زَوْجِي بَعِيرًا فَرَكِبْتُهُ، وَأَخَذَ قَوْسَهُ وَكِنَانَتَهُ ثُمَّ خَرَجَ بِهَا نَهَارًا يَقُودُ بِهَا، وَهِيَ فِي هَوْدَجِهَا وَتَحَدَّثَتْ بِذَلِكَ رِجَالُ قُرَيْشٍ، فَخَرَجُوا فِي طَلَبِهَا حَتَّى أَدْرَكُوهَا بِذِي طُوًى، وَكَانَ أَوَّلُ مَنْ سَبَقَ إِلَيْهَا هَبَّارُ بن الأَسْوَدِ فَرَوَّعَهَا بِالرُّمْحِ وَهِيَ فِي هَوْدَجِهَا، وَكَانَت حَامِلا، فَلَمَّا رِيعَتْ أَلْقَتْ مَا فِي بَطْنِهَا فَنَزَلَ حَمْوُهَا وَنَثَرَ كِنَانَتَهُ، فَقَالَ: وَاللَّهِ لا يَدْنُو مِنِّي رَجُلٌ إِلا وَضَعْتُ فِيهِ سَهْمًا، وَأَتَى أَبُو سُفْيَانَ فِي جُلَّةِ قُرَيْشٍ، فَقَالَ: أَيُّهَا الرَّجُلُ، كَفَّ عَنَّا نَبْلَكَ حَتَّى نُكَلِّمَكَ، فَكَفَّ وَأَقْبَلَ أَبُو سُفْيَانَ فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: إِنَّكَ لَمْ تُصِبْ خَرَجْتَ بِامْرَأَةٍ عَلَى رُءُوسِ النَّاسِ عَلانِيَةً، وَقَدْ عَرَفْتَ مُصِيبَتَنَا وَنَكْبَتَنَا، وَمَا قَدْ دَخَلَ عَلَيْنَا مِنْ مُحَمَّدٍ فَيَظُنُّ النَّاسُ إِذَا خَرَجَتْ إِلَيْهِ ابْنَتُهُ عَلانِيَةً مِنْ ظَهْرَانَيْنَا أَنَّ ذَلِكَ مِنْ ذَلٍّ أَصَابَنَا عَنْ مُصِيبَتِنَا الَّتِي كَانَتْ، وَإِنَّ ذَلِكَ مِنَّا ضِعْفٌ وَوَهَنٌ وَأَنَّهُ لَعَمْرِي مَا لَنَا فِي حَبِسِهَا عَنْ أَبِيهَا حَاجَةٌ، وَلَكِنْ أَرْجِعِ الْمَرْأَةَ حَتَّى إِذَا هَدَأَ الصَّوْتُ وَتَحَدَّثَ النَّاسُ أَنَا قَدْ رَدَدْنَاهَا فَسَلْهَا سِرًّا وَأَلْحِقْهَا بِأَبِيهَا، قَالَ: فَفَعَلَ وَأَقَامَتْ لَيَالِي حَتَّى إِذَا هَدَأَ النَّاسُ خَرَجَ بِهَا لَيْلا حَتَّى أَسْلَمَهَا إِلَى زَيْدِ بن حَارِثَةَ وَصَاحِبِهِ، فَقَدِمَا بِهَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عن زينب: "هي أفضل بناتي، أصيبت فيّ".
وفي ختام الخطبة وجه أمير المؤمنين نصره الله نداء للدعاء وقال: هذه الأيام هناك حرب دائرة بين حماس وإسرائيل صار ضحيتها المدنيون رجالا ونساءا وأطفالا. لا يسمح الإسلام بقتل من لا يشترك بالحرب، وقد أوصى النبي ﷺ بشدة بهذا الأمر. لقد بدأت حماس هذه الحرب وبدأت بقتل المدنيين الإسرائيلين، ولكن على المسلمين العمل بالتعاليم الإسلامية، فإذا كانت هناك حرب فيمكن أن تكون مع الجيش وليس مع النساء والأطفال فما قامت به حماس خطوة خاطئة وأدت إلى مشاكل أكبر بكثير. وفي المقابل، كان يجب أن يتوقف الرد على حماس ولكن الآن يبدو أن هذه القضية سوف لن تتوقف هنا وسوف تهدر الكثير من أرواح النساء والأطفال فإسرائيل قد أعلنت أنها ستقضي على غزة تمامًا ويجب أن يخرج أكثر من مليون شخص من غزة، ليس هناك ذنب للأبرياء الذين لم يشاركوا في الحرب. والكتاب المقدس يقول إنه لا يجوز القتل بلا هوادة وإذا كان المسلمون قد أخطأوا فلا يعني هذا أنه يجب الانتقام من المدنيين. لذلك هناك حاجة ماسة للدعاء.
كما أعلن نصره الله أنه سيصلي الجنازة والغائب على بعض المرحومين، وذكر نبذة من حياتهم.