ملخص لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في 20/10/2023



 بسم الله الرحمن الرحيم

نقدم لحضراتكم ملخصًا لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في 20/10/2023، حيث تابع الحديث عن أحداث ما بعد بدر ومنها:

سرية زيد بن حارثة إلى قافلة قريش في العيص، وفيها أُسر صهر النبي، أبو العاص مع بعض أسرى قريش، فأرسل رسالة إلى زينب إني أسير هنا فإذا استطعت أن تفعلي لي شيئا فافعلي. 

فنادت عند صلاة الفجر بصوت عال من منزلها أنها أجارت أبا العاص. وعندما انتهت الصلاة، سأل النبيُّ ﷺ الصحابةَ: "هل سمعتم ما سمعت؟ والذي نفسي بيده ما علمت بشيء من ذلك حتى سمعت ما سمعتموه، و إنه يجير من المسلمين أدناهم". وبعد ذلك ذهب إلى ابنته، وطلب منها إكرام أبي العاص بصفته ضيفًا، ولا تقابله على انفراد فهو لا يجوز. وافق المسلمون على تحرير أبي العاص، وإعادة ممتلكاته له. وعندما عاد إلى مكة سوى حساباته مع الناس وانطلق إلى المدينة وهو يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله. وبعد الوصول إلى النبي r أعلن إسلامه فأعاد النبي ﷺالسيدة زينب إليه دون عقد نكاح جديد.

توفِّيت السيدة زينب رضي الله عنها في العام الثامن من الهجرة وقام بغسلها بعض النسوة ومنهم أُمّ عَطِيَّة التي قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ نَغْسِلُ ابْنَتَهُ فَقَالَ ‏"‏اغْسِلْنَهَا ثَلاَثًا أَوْ خَمْسًا وَاجْعَلْنَ فِي الآخِرَةِ  كَافُورًا أَوْ شَيْئًا مِنْ كَافُورٍ فَإِذَا فَرَغْتُنَّ فَآذِنَّنِي ‏"‏‏.‏ فَلَمَّا فَرَغْنَا آذَنَّاهُ فَأَلْقَى إِلَيْنَا إزاره فَقَالَ: ‏"‏أَشْعِرْنَهَا إِيَّاهُ" يعني لفوها به.

أنجبت السيدة زينب من أبي العاص ولدًا وبنتًا، فأمّا الولد فاسمه عليّ، مات وهو صغير،  وفي رواية أنه بلغ سن الرشد واستشهد في معركة، والبنت اسمها أُمامة تزوّجها سيدنا علي بن أبي طالب بعد وفاة فاطمة رضي الله عنها.

ومن أحداث ما بعد بدر، غزوة السويق:

فحين رجع أبو سفيان من بدر مع المنهزمين إلى مكة، نذر أن لا يمس رأسه ماء حتى يغزو محمدًا صلى الله عليه وسلم، فخرج في مائتي راكب من قريش، لِيَبَرَّ يَمِينَه، وأتى بني النضير تحت الليل، فأتى حيي بن أخطب، فضرب عليه بابه، فأبى أن يفتح له بابه، فانصرف عنه إلى سَلَّامِ بْنِ مِشْكَمٍ، وكان سيد بني النضير، فاستأذنه، فأذن له، فضيَّفه وسقاه، وأعلمه أخبار المسلمين، ثم خرج في عقب ليلته حتى أتى أصحابه، فبعث رجالا من قريش إلى المدينة، فأتوا ناحية منها، يُقال لها: الْعَرِيض ووجدوا بها رجلا من الأنصار وحلِيفًا له فِي حَرْثٍ لهما، فقتلوهما، ثُمَّ انصرفوا راجعين. فبلغ ذلك رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فخرج في أثرهم يطلبهم في مائتين من المهاجرين والأنصار، فجعل أبو سفيان وأصحابُه يُلقون جُرَب  السويق، يتخففون منها للهرب بسرعة، حتى بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم قَرْقَرَةَ الْكُدْرِ ثم انصرف راجعًا إلى المدينة.

وفي ختام الخطبة، قال أمير المؤمنين نصره الله:

ألفت انتباهكم مرة أخرى للدعاء للعالم وقد طالب بعض الكُتاب والمسؤولين الغربيين بضرورة العمل على إنهاء الحرب كما رفع بعض اليهود الصوت ضد المظالم التي تثار ضد الفلسطينيين.

يجب أن يتوحد المسلمون ويرفعوا صوتا واحدًا من أجل إرساء دعائم السلام في العالم، وعليهم أن يؤدوا دورهم لإنقاذ العالم من الدمار، أدعو الله أن يوفقهم لذلك. أما نحن، فعلينا أن نركز على الدعاء حتى تنتهي هذه الحرب، وأن يحمي الله الفلسطينيين المظلومین الأبرياء وأن يوفقنا الله للدعاء. آمين.