ملخص لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد في 03/11/2023
بسم الله الرحمن الرحيم
نقدم لحضراتكم ملخصًا لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد في 03/11/2023، والتي استهلها بقوله تعالى:
"لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ"
بين الله في هذه الآية أن المعايير العالية للبر تتحقق عندما ينفق الإنسان لمرضاة الله ما يحبه، وقد قال المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام:
"لا يسع أحدا أن يدّعي نيل البر بإنفاقه الأشياء التافهة الرديئة. إن باب الحسنة ضيق، فاعلموا جيدا أنه لن يدخله أحد بإنفاق الأشياء التافهة، إذ قد جاء في النص الصريح: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ}، أي لن تحوزوا درجة أحباء الله ما لم تُنفقوا ما هو أحب وأعز عليكم. إن كنتم لا تريدون مكابدة المشقة ولا تريدون أن تعملوا البرّ الحقيقي فأنّى لكم أن تكونوا من الفائرين والناجحين؟ هل نال الصحابة ما نالوه من المكانة مجانا؟ كم ينفق الناس من الأموال ويكابدون من الأهوال في سبيل الفوز بألقاب دنيوية، ثم بعد كل المشقة يحظون بلقب دنيوي عادي لا يبعثهم على الطمأنينة والسكينة القلبية! ففكّروا هل حاز الصحابة مجانًا وبسهولةٍ لقبَ (رضي الله عنهم) الذي هو علامة اطمئنان النفس وسكينة القلب ورضا الله تعالى؟. لحق أن رضا الله تعالى، وهو مدعاة للسعادة الحقيقية، لا يُنال إلا بمكابدة الصعوبات العابرة. لا يمكن للإنسان أن يخدع الله تعالى. فطوبى للذين لا يأبهون بالأذى في سبيل الفوز برضا الله تعالى، لأن نور السرور الأبدي والسعادة الأبدية إنما يناله المؤمن بعد تلك المعاناة المؤقتة.".
ومن فضل الله ونعمته أن أعداد كبيرة من الأحمديين يؤثرون الحاجات الدينية على حاجاتهم الخاصة ويضحون بأموالهم في سبيل الله. تزداد الأوضاع الاقتصادية سوءا كل يوم خاصة في البلاد النامية وإن كان الوضع ليس على ما يرام في البلاد المتقدمة أيضا ومع ذلك يزداد المسلمون الأحمديون في تضحياتهم المالية باستمرار بحيث يصعب على الشخص المادي فهم هذا الأمر ولكن ذوي الإيمان القوي يعلمون أن هذه التضحية تنزل أفضال الله تعالى.
وسأذكر الآن بعض الأحداث فيما يتعلق بصندوق التحريك الجديد:
تقول رئيسة لجنة إماء الله في لاهور: قيل لي أن أحث السيدات على التبرع والإنفاق فكنت أستحي لأنهن يضحين من قبل ولكن عندما قمت بذلك، تفاجأت أن السيدات يتسابقن في التضحيات وخجلت أن صاحبات الدخل الأقل يضحين أكثر من الأخريات سواء نقدًا أو من حليهن.
كما قدم وكيل المال الأول تقريره في صفحات كثيرة وذكر فيه كيف قدمت النساء حليهن في هذا الصندوق.
يقول سيدنا المصلح الموعود رضي الله عنه:
من الفقراء من يضحي بـ 45 % من دخله الشهري لكن الأثرياء يعطون 1.5 % من دخلهم فقط ومن الفقراء من يضحي بـ 100 % من دخله ومن الأغنياء من يضحي بـ 1 % من دخله فقط، فيجب أن يعلموا أن الله لا يترك قرض أحد بدون سداد بل إنه يرده 70ضعفًا وأكثر.
من إفريقيا يقول أخ اسمه محمود يعمل ميكانيكي دراجات نارية أن الداعية قد حثه على التبرع في التحريك الجديد فأخرج كل ما في جيبه وكان 10 آلاف فرنك وجاءت زوجة ابنه إليه بعد قليل وطلبت منه المال لتشتري طعامًا تطبخه، فقال لها اصبري، فرجعتْ. وبينما كان قلقًا كيف يعطي كنته المال للطعام اتصل به مكتبه فذهب إلى هناك فقال له زبون لقد أصلحت لنا دراجاتنا ولم نعطك أجرتك وأعطاه شيكا بمائة ألف فرنك فرجع للبيت وقال لأهله انظروا كيف يرد الله المال الذي ينفقه الإنسان في سيبيله.
وهناك أخ اسمه أشفاق من فيجي، استمع لخطبة الجمعة حول التحريك الجديد وتأثر بما سمعه فاتصل بسكرتير المال وقال أخبرني بما علي من الوعد فدفعه فنال بعد ذلك ربحًا مضاعفا بتجارته وقال إن هذا ليس بجهودي وإنما بسبب ما بذلته من مال في هذا الصندوق.
وفي ختام الخطبة، أعلن أمير المؤمنين نصره الله عن انتهاء السنة الـ89 للتحريك الجديد وبدء السنة الـ 90، وقال إن الجماعة قد وفقت لتقديم 17.20 مليون جنيه إسترليني في هذا الصندوق أي أكثر بحوالي مليون جنيه عن العام الماضي وقد حافظت ألمانيا على المركز الأول، ثم بريطانيا فكندا فأمريكا ثم جماعات من الشرق الأوسط ثم الهند وأندونيسيا وماليزيا ثم غانا.
ثم دعا الله أن يوفق جميع المضحين وذكّر مرة أخرى بضرورة مواصلة الدعاء للإخوة الفلسطينيين الرازحين تحت رحى الظلم.