ملخص لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد في 24/11/2023
بسم الله الرحمن الرحيم
نقدم لحضراتكم ملخصًا لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد في الرابع 24/11/2023، حيث قال:
لقد بين المسيح الموعود عليه السلام الهدف من بعثته ودلل بأنها كانت وفقًا لحاجة العصر ولسنة الله المستمرة ووفقًا لأنباء النبي ﷺ فقال:
"لما وجد هذا العصرَ مظلمًا، والعالمَ غارقًا في الغفلة والكفر والشرك، ولما رأى الإيمانَ والصدقَ والتقوى والحقَّ آئلاً إلى الزوال، بعثني من عنده لكي يقيم - في العالم مرة أخرى - الحقائق العلمية والعملية والأخلاقية والإيمانية، ولكي ينقذ الإسلام من هجمة أولئك الذين يريدون إلحاق ضرر بهذا البستان الإلهي من خلال الفلسفة والطبيعية والإباحية والشرك والإلحاد.
فيا طلاب الحق، فكِّروا جيدا أليس هذا هو الوقت نفسه الذي كان الإسلام فيه بحاجة إلى نصرة سماوية؟ ألم تتبين عليكم إلى الآن الصدمات التي صُبَّت على الإسلام في القرن السابق أي القرن الثالث عشر، والجروح التي لا تطاق، وقد تعرّض لها الإسلام نتيجة انتشار الضلال؟ ألم تعلموا إلى الآن ما هي الآفات التي تحيط بالإسلام؟ ألم تعرفوا إلى الآن كم من أناس هجروا الإسلام وانضموا إلى المسيحيين، وكم منهم صاروا ملحدين واتّبعوا مذهب الطبيعة؟ وإلى أيّ مدى حلّ الشرك والبدعة محلّ التوحيد والسنّة؟ وكم من كتبٍ أُلّفت ضد الإسلام ونشرت في العالم؟
والآن فكّروا بأنفسكم وقولوا بالله عليكم، ألم يكن ضروريا أن يُرسل الله تعالى شخصا على رأس هذا القرن ليتصدى للهجمات الخارجية؟ فإذا كان ذلك ضروريا فلا تردّوا نعمة الله عمدا، ولا تحيدوا عن شخص كان مجيئه على رأس هذا القرن ضروريا ومناسبا بحسب مقتضى القرن كما أخبر به النبي - صلى الله عليه وسلم - منذ البداية وكتب عنه أهل الله في إلهاماتهم وكشوفهم. ارفعوا نظركم وانظروا كم من بلايا أحاطت بالإسلام وكيف يطلق عليه الأعداء سهامهم من كل حدب وصوب. وكيف أثّر هذا السم في عشرات الملايين من الناس. فهناك طوفان علمي وطوفان عقلي، وطوفان الفلسفة وطوفان المكائد والفسق والفجور وطوفان الطمع والجشع وطوفان الإباحية والإلحاد وطوفان الشرك والبدعة. فانظروا إلى هذه الطوفانات كلها بعيون واعية، واءتوا بنظيره من الأزمنة الغابرة إن كنتم على ذلك من القادرين. قولوا أمانةً، هل يوجد لها نظير منذ زمن آدم - عليه السلام - إلى يومنا هذا؟ وإن لم يكن هناك نظير فاتقوا الله واستنبطوا من الأحاديث معانٍ مناسبة. ولا تغضوا الطرف عن الأحداث الواقعة حاليا فينكشف عليكم أن هذا الضلال كله هو الدجل الشديد الذي حذّر منه كل نبي، وقد وضعت الديانةُ المسيحية والأمة المسيحية أساسه في العالم. فكان ضروريا أن يأتي مجدد الوقت باسم المسيح لأن أمة المسيح هي أساس الفساد".
إن دخول الناس من كل الأجناس والأعراق دليل على صدق المسيح الموعود عليه السلام وسأذكر لكم بعض قصص البيعة:
من كونغو هناك قرية اسمها فريدوكا وفيها وصلت لأخ مسيحي اسمه فيروز مناشير الجماعة حول مجيء المسيح الموعود عليه السلام فقال: كنت أبحث عن مثل هذا الإسلام منذ مدة. ثم انضم للجماعة.
ومن تنزانيا عندما بدأت الأحمدية في قرية اسمها شينيانغا، كان الأحمديون يصلون تحت ظل الأشجار فأشاع شخص اسمه محمد أن الأحمديين غير مسلمين وبدأ يحرض ضدهم وأقسم أن لا يدعهم يبنون مسجدًا لهم هناك، وكانت سيدة أحمدية قد اشترت الأرض لبناء المسجد ومع اكتمال بناء المسجد كانت قد وصلت دعوة الأحمدية إلى بيته حيث وفق الله زوجته وأولاده لقبولها وهو بقي وحيدا في معارضته، ويكفيه هذه الآية لو كان من العاقلين أن الله قد ألقى صدق الأحمدية في قلوب أهل بيته وهو لم يستطع فعل شيء.
وهناك مثال آخر على قوة الإيمان من الأرجنتين، حيث هناك أخت اسمها ميريلا أسلمت ولكن بسبب سلوك المسلمين ابتعدت عن الإسلام، ولما جاءت لمركزنا بايعت وقالت لقد شعرت بالإطمئنان لأني وجدت بين تعاليم الأحمدية وأفعال الأحمديين تطابقًا وهم يعطون الجميع فرصا متساوية وكانت ابنتها غير المسلمة تدرس في مدرسة عربية إسلامية فلما عرفوا عن أمها بدأوا بالضغط عليها والتحريض ضد الجماعة وغضبوا على البنت لأنها ساعدت في بعض أعمال الجماعة وقالوا إن على والدتها أن تترك الجماعة فقالت الأم بل يجب أن تتركي هذه المدرسة وكانت تشعر بالفخر بالانضمام للجماعة.
وهناك أخ اسمه سونو سلطانو من بخارى في أوزبكستان ويعمل في روسيا يقول: أنا أحمدي وحيد وأقوم بتبليغ الأحمدية لزوجتي وأهلي وأدعو الله أن ينورهم بنور الأحمدية وقد رأيت في الرؤيا المسيح الموعود عليه السلام قد وضع يده على قلبي وصار يردد سورة الإخلاص ورأيت في الرؤيا أيضًا أني في الجنة مع زوجتي وأولادي ورأيت موسى وعيسى عليهما السلام فاطمأننت أن هذه بشارة بأن أهلي سينضمون إلي في جنة الأحمدية وبعد أيام بايع ابني وأدعو الله أن تنضم لنا زوجتي أيضا.
وفي ختام الخطبة، قال أمير المؤمنين نصره الله إن الإيمان بالمسيح الموعود عليه السلام لا يكفي ما لم نحدث في أنفسنا التغييرات الطيبة، ثم طلب مواصلة الدعاء للفلسطينيين أن ينجيهم الله من الظلم فهناك هدنة الآن لإيصال المساعدات الإنسانية لكن ماذا سيحدث بعد ذلك؟ إن الحكومات الغربية تظن أن الحرب ستنحصر في تلك المنطقة ولكن بدأ بعض العقلاء يدركون أنها ستصل إليهم وبدأ بعض قادة المسلمين يرفعون صوتهم كما قال الملك السعودي إننا يجب أن يكون لنا صوت واحد.
ثم أعلن أمير المؤمنين أنه سيصلي الغائب على بعض المرحومين وذكر نبذة من حياتهم.