ملخص لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد في 01/12/2023
بسم الله الرحمن الرحيم
نقدم لحضراتكم ملخصًا لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد في 01/12/2023 حيث قال:
رأينا في غزوة بدر كيف هيأ النبي ﷺ التسهيلات للأسرى وكان الصحابة يطعمون الأسرى أفضل مما يأكلون وعندما حان وقت فك أسرهم أطلق النبي ﷺ سراحهم بشروط سهلة حيث كانت فدية بعضهم تعليم المسلمين القراءة والكتابة فقط، وذلك لأن النبي ﷺ لم يكن يكنّ عداءً شخصيا لأحد وإنما كان يقاتل من يحاول القضاء على دين الله. كما وضع النبي ﷺ ضوابط القتال ووفى بالمواثيق والعهود الحربية إلى أقصى الحدود.
كانت سيرته تفسيرا عمليًا للقرآن الكريم حيث أرسى العدل والإنصاف كما قال الله تعالى:
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ"
أذكر الآن بعض أحداث أحد، التي جرت بعد بدر بسنة أي في السنة الثالثة الهجرية وهناك قول شاذ أنها وقعت في السنة الرابعة.
أسباب هذه الغزوة هي أنه عندما هزمت قريش في بدر، لم تُسلّم أموال القافلة لأصحابها الذين قالوا لأبي سفيان إنهم لا يريدون أرباح هذه التجارة بل يجب أن نعد بها جيشا لمحاربة محمد، وبالفعل أنفقت الأموال للإعداد لهذه الحرب، فأنزل الله تعالى قوله: "إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ".
وهناك أسباب أخرى أدت إلى هذه الحرب، فبعد غزوة بدر صار ذهاب أهل مكة إلى الشام مستحيلا فطريقهم إليها يمر بالقرب بالمدينة فصار محالا عليهم المرور هناك فرأوا ذلك موتًا من حيث المعيشة وكان قتل الكثير منهم قد أساء إليهم فأرادوا الانتقام من المسلمين لكي لا يخسروا تفوذهم وشهرتهم.
وبعد بدر تعرض أهل مكة لمذلتين أخرتين فحنقوا على المسلمين أكثر وعزموا على قتالهم بشدة، وقد ورد من أسباب غزوة أحد أن قريشا هزمت في بعض المهمات فأصابها الهم وأرادت الانتقام بشدة وكتب أحد المؤرخين أن أبا سفيان عند غزوة بدر رجع بقافلته سالما لمكة وأقسم أن ينتقم لقريش وأكد لهم أنه سيقاتل المسلمين فأعد جيشًا من 100 مقاتل ووصل للمدينة ولكنه لم يستطع القال المفنوح فقطع عددًا من الأشجار وقتل مسلمَين وهذه الحرب تسمى حرب السويق، وكان أبو سفيان يريد أن لا يطعن به أهل مكة أنه ترك قريش في غزة بدر، وبعد هذا التصرف عيره أهل قريش فأعد عدة لقتال كبير ضد المسلمين. وكذلك هزم أبو سفيان في القردة وكان لهذا وقع شديد على قريش وكان هذا أيضا من أسباب غزوة أحد، فلما جمعت قريش المال لهذه الحرب، دعت القبائل المجاورة للمشاركة بطرق شتى فذهبوا لبعضهم شخصيا وأرسلوا الوفود لبعضهم الآخر وأغروا بعضهم بالمال وبعضهم بالحمية العربية، فانضم أهل تهامة وغيرهم لجيش قريش.
وصل خبر ذلك للنبي ﷺ عن طريق عمه العباس في مكة حيث أرسل فارسًا من بني غفار لتسليم رسالة إلى النبي ﷺ واعدًا إياه بمكافأة كبيرة اذا قام بتسليم الرسالة في غضون ثلاثة أيام. وعندما وصل هذا الرسول إلى المدينة المنورة، كان النبي ﷺ في قباء فقام الرسول بتسليم الرسالة له هناك.
استدعى النبي ﷺ أبي بن كعب الأنصاري، وطلب منه أن يقرأ عليه الرسالة، ثم قال له أن لا يخبر أحدًا بما ورد فيها. وفي رواية أن النبي ﷺ ذهب لبيت سعد وأخبره الخبر، ولما غادر سألته زوجته ماذا أراد النبي؟ فرفض سعد إخبارها فقالت له لقد سمعت كل شيء فقال إنا لله وإنا إليه راجعون وأخذها إلى النبي ﷺ وقال أخاف أن ينتشر سرك بين الناس وتظن أنني أنا من أفشيته فقال النبي ﷺ لا حاجة للقلق.
ومن جانب آخر أشاع اليهود والمنافقون أن النبي ﷺ تلقى خبرًا سيئًا وذلك لإحباطهم كما انتشر الخبر في ضواحي المدينة أن مشركي مكة قادمون.
قاد أبو سفيان جيش قريش المجهز تجهيزًا جيدًا على كافة الأصعدة وكان برفقتهم عدد من النساء لتشجيعهم على القتال.
بعد حوالي عشرة أيام، وصل جيش قريش قرب المدينة المنورة، وتوقف بالقرب من جبل أحد. واستولى على الأرض التي ترعى فيها حيوانات المدينة المنورة. ولما بلغ النبي ﷺ وصول جيش قريش أرسل الحباب بن المنذر (رضي الله عنه) لجمع المعلومات عن عدد العدو وقوته. وأكد عليه أنه إذا كانت قوة العدو أكبر من قوتهم فلا ينبغي له إشاعة هذا الخبر. غادر الحباب ليعود بعد فترة قصيرة مقدمًا تقريره إلى النبي ﷺ.
انتشرت أخبار وصول جيش قريش في جميع أنحاء المدينة وكانت ليلة خوف تنذر بخطر عظيم. وكان عدد من الصحابة يحرسون بيت رسول الله ﷺ طوال الليل.
عندما تشاور النبي ﷺ مع الصحابة، قص عليهم رؤيا رأى فيها أنه يذبح بقرة وقد انكسر طرف سيفه. وفسر ذلك باستشهاد بعض أصحابه، وكسر سيفه يعني استشهاد أحد أفراد عائلته ﷺ. واقترح النبي ﷺ أن يبقوا في المدينة وأن تتم حماية النساء والأطفال في الحصون. وإذا تسلل العدو إلى المدينة، فسيقاتلونهم في الشوارع التي يعرفونها أكثر من العدو، ويمكنهم أن يرجموهم بالحجارة من أعلى التلال. فوافق كبار الصحابة على ذلك، ولكن كان هناك مجموعة من المسلمين لم يشاركوا في بدر وكانوا يطمحون للشهادة، فطلبوا من النبي ﷺ أن يخرجهم من المدينة للقتال. ووافق على ذلك بعض الصحابة، لئلا يظن العدو أن المسلمين خائفين. وقد أصر أصحاب هذا الرأي حتى قبل النبي ﷺ اقتراحهم، وأعلن أن على المسلمين أن يستعدوا للخروج للقتال.
وفي ختام الخطبة، طلب أمير المؤمنين نصره الله مواصلة الدعاء للفلسطينيين وقال إنه سيشتهد الكثير من الأبرياء إذا ما تم قصفهم مرة أخرى بعد توقف الهدنة وقال إن لدى القوى الكبرى نوايا خطيرة وبالتالي علينا الإكثار من الدعاء.