ملخص لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في 08/12/2023
بسم الله الرحمن الرحيم
نقدم لحضراتكم ملخصًا لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في 08/12/2023، حيث تابع الحديث عن غزوة أحد وقال:
كان النبي ﷺ يُفضل البقاء في المدينة، ولكن عددًا من المسلمين الذين لم تتح لهم فرصة الاشتراك في بدر، كانوا في شَوق للقتال في سبيل الله، فقبل ﷺ رأيَهم، ثم غادر إلى بيته مع أبي بكر وعمر للاستعداد وخلال وقتٍ قصير، خرج مدرعًا، وعندما رآه الأنصار مجهزًا ندموا على احتجاجهم المتسرع فقال لهم النبي ﷺ "قد دعوتكم إلى هذا الحديث فأبيتم ولا ينبغي لنبي إذا لبس لأمته أن يضعها حتى يحكم الله بينه وبين أعدائه، امضوا على اسم الله فلكم النصر ما صبرتم"
بدأ إعداد الجيش وخرج النبي ﷺ من المدينة بألف من المقاتلين ودعا بثلاثة أرماح فعقد عليهم ثلاثة ألوية فدفع لواء الأوس إلى أسيد بن حضير ودفع لواء الخزرج إلى الحباب بن المنذر ودفع لواء المهاجرين إلى علي بن أبي طالب، واستخلف عبد الله بن أم مكتوم على المدينة، ليؤم الصلاة، وركب النبي ﷺ حصانه السَّكب وكان المسلمون مدججين منهم 100 لبسوا الدروع ووصلوا إلى الشيخين وهناك استعرض النبي ﷺ الجيش وأرجع الغلمان.
خذل عبد الله بن أبي النبي ﷺ مع أصحابه ورجعوا للمدينة وكانوا 300 منافق وقال عند العودة "محمد لم يقبل رأيي بل قبل رأي الشباب الذين لا رأي لهم لا نعرف لم نزهق أرواحنا فلنرجع".
كتب الجوزي أن قبيله بني سلِمةَ وبني حارثة لما رأوا عبد الله بن أبي أرادوا العودة أيضًا وكانوا على الميمنة والميسرة ولكن الله نجاهم من هذا الإثم ولم يرجعوا فأنزل الله تعالى قوله: "إِذْ هَمَّت طَّائِفَتَانِ مِنكُمْ أَن تَفْشَلَا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا ۗ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ".
يقول سيدنا المصلح الموعود رضي الله عنه:
"مضى الرسول - صلى الله عليه وسلم - في قوّة مؤلفة من ألف جندي، وعسكروا على مسافة قليلة من المدينة ليلاً. وكان من عادة الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن يدع قوّاته المقاتلة تستريح قبل لقاء العدو، وفي صلاة الفجر رأى الرسول - صلى الله عليه وسلم - بعض اليهود وقد انضموا للمسلمين، وزعموا أن لهم معاهدات مع قبائل المدينة، ولأنه كان على معرفة بكيد اليهود فقد صرفهم ليعودوا. وعند ذلك انسحب عبد الله بن أبيّ بن سلول زعيم المنافقين مع ثلاثمائة من أتباعه قائلاً إن جيش المسلمين أضعف من أن يقوم لعدوّه، وإن دخول المعركة صار موتًا مؤكدًا، وإن الرسول أخطأ عندما أعاد الحلفاء اليهود إلى المدينة. ونتيجة لهذا الانسحاب الذي تم في اللحظة الأخيرة، فقد تبقّى تحت قيادة الرسول - صلى الله عليه وسلم - عدد لا يتعدّى السبعمائة مسلم، كان عليهم أن يتصدّوا لجيش يفوق أربعة أمثالهم، وأما الفرق بينهما في العدة والسلاح فيفوق أضعاف الفرق في العدد. كان في جيش مكة سبعمائة مقاتل يرتدون الدروع، ولم يكن لدى المسلمين سوى مائة مدرع، وكان جيش مكة يحوي مائتي فرس، بينما لا يملك المسلمون سوى فرسين."
مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزل الشعب من أحد في عدوة الوادي إلى الجبل، فجعل ظهره وعسكره إلى أحد، واستقبل المدينة وصف المسلمون بأصل أحد، وحانت الصلاة يوم السبت والمسلمون يرون المشركين، فأذن بلال، وأقام، وصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه الصبح.
قال محمد بن عمر الاسلمي: ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطب الناس فقال: "أيها الناس أوصيكم بما أوصاني الله تعالى به في كتابه، من العمل بطاعته، والتناهي عن محارمه، ثم إنكم اليوم بمنزل أجر وذخر لمن ذكر الذي عليه، ثم وطن نفسه له على الصبر واليقين، والجد والنشاط، فإن جهاد العدو شديد كريه، قليل من يصبر عليه إلا من عزم الله تعالى رشده، فإن الله تعالى مع من أطاعه، وإن الشيطان مع من عصاه فافتتحوا أعمالكم بالصبر على الجهاد، والتمسوا بذلك ما وعدكم الله تعالى [وعليكم] بالذي أمركم به، فإني حريص على رشدكم، ومن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فعليه الجمعة إلا صبيا أو امرأة أو مريضا أو عبدا مملوكا، ومن استغنى عنها استغنى الله عنه، والله غني حميد، ما أعلم من عمل يقربكم إلى الله تعالى إلا وقد أمرتكم به، ولا أعلم من عمل يقربكم إلى النار إلا وقد نهيتكم عنه. وقد نفث في روعي الروح الأمين أنه لن تموت نفس حتى تستوفي أقصى رزقها لا ينقص منه شئ. فاتقوا الله ربكم، وأجملوا في طلب الرزق، ولا يحملنكم استبطاؤه أن تطلبوه بمعصية الله تعالى، فإنه لا يقدر على ما عنده إلا بطاعته.
ثم حث أمير المؤمنين نصره الله مرة أخرى على مواصلة الدعاء من أجل الفلسطينيين. في الأيام الأخيرة، بعد الهدنة، يحدث الآن بالضبط ما كان متوقعا. وتقوم الحكومة الإسرائيلية بقصف ومهاجمة قطاع غزة كله بقوة أكبر من ذي قبل. ويستشهد المزيد من الأطفال الأبرياء. والآن، حتى ممثل يهودي في الكونغرس في الولايات المتحدة قال إن هذا يكفي، وإن على الولايات المتحدة أن تلعب دورها في إنهاء هذا الأمر. كما يقول رئيس الولايات المتحدة بعبارات خفية إن إطلاق النار الذي يجري في الشمال والجنوب في وقت واحد يجب أن يتوقف. ولا ينبغي لنا أن يُظن بأن كلام الرئيس الأمريكي نابع عن المواساة، بل هو لمصلحته الخاصة مع اقتراب موعد الانتخابات في الولايات المتحدة، فالشباب يطالبون بوقف إطلاق النار، وكذلك الأمريكان المسلمون. ومن ثم فإن كل هذا يتم من أجل كسب الأصوات، وإلا فلا شفقة على الفلسطينيين ولا على المسلمين.
وقال حضرته إن أصوات الدول الإسلامية بدأت تكتسب بعض القوة، ولكن ما لم تتوحد وتدعو إلى وقف إطلاق النار، فلن يكون هناك أي فائدة. أسأل الله أن يوحد المسلمين. إن غير المسلمين يعلمون أنه لا توجد وحدة في العالم الإسلامي، بل يقتتل المسلمون فيما بينهم ويقتل آلاف الأطفال والأبرياء على أيدي المسلمين. وهذا يشجع غير المسلمين، فعندما لا يهتم المسلمون بحياة المسلمين، فلماذا يهتم العدو؟ لقد حذر الله بشدة في القرآن من إزهاق أرواح المسلمين الآخرين، وقال إن مصيره جهنم. ندعو الله أن يتحد المسلمون ويصبحوا وسيلة لإنهاء الظلم بدلاً من الاقتتال فيما بينهم وأن يحفظ الله الأبرياء من الظلم. ثم أعلن أنه سييصلي الغائب على بعض المرحومين.