ملخص لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في 05/01/2024
بسم الله الرحمن الرحيم
نقدم لحضراتكم ملخصًا لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في 05/01/2024، والتي استهلها بقوله تعالى:
"يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ *تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ*يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ".
لقد قال المسيح الموعود عليه السلام إنه قد جاء على أقدام المسيح الموسوي فكما أن عيسى قد علم الرحمة والعفو، فكذلك دعا المسيح المحمدي إلى تعاليم الإسلام من العفو والصفح وإنهاء الحروب الدينية، فهذا الزمن هو زمن انتشار تعاليم الإسلام وليس زمن الجهاد بالسيف، ولكن من أجل نشر تعاليم الإسلام هناك الجهاد بالقلم والدعوة، وهذا جهاد مستمر. ولاستمرار هذا الجهاد لا بد من الإنقاق والتضحية بالوقت والمال والنفس كما كانت هناك حاجة إلى ذلك في أوائل الإسلام.
في هذا الزمن الذي تتنافس فيه الأمم من أجل التفوق الاقتصادي والمادي وحيث نسي الناس الدين، ومن أجل راحة الدنيا ومرافقها يبذلون أقصى جهدهم، فإن التضحية في سبيل نشر الدين هي الوسيلة للفوز برضا الله تعالى وهي التجارة الرابحة، وهذا ما ذكره الله تعالى في الآيات التي استهليت بها خطبتي.
إن أهم تضحية في هذا الزمن الذي هو زمن المسيح الموعود عليه السلام، هي التضحية بالمال، وهذه التضحية تحث على التضحية بالنفس والسعي للفوز بقرب الله تعالى.
لقد حث الله تعالى في القرآن الكريم على التضحية المالية مرارًا، فقد قال تعالى على سبيل المثال: "وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ".
فإذا كان الإنسان مؤمنًا بالله، فمن مقتضى إيمانه أن يضحي في سبيله تعالى.
إن الجهاد المالي يورث أفضال الله تعالى الذي لا يبقي عنده قرض أحد، بل هذه التجارة تفضي إلى أرباح الدنيا والآخرة وتنجي من العذاب الأليم.
قال تعالى: "وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِن لَّمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ".
اليوم بفضل الله تعالى، الأحمديون هم الذين يدركون أهمية الإنفاق في سبيل الدين، وحتى فقراء الجماعة ينفقون ويضحون بكثرة، وهناك أمثلة كثيرة على كذلك ومنها:
في جمهورية إفريقيا الوسطى، يقول مبايع جديد: بايعت قبل تسعة أشهر وكان عندي قطعة أرض، كنت أريد أن أبني عليها بيتًا ولكن لم يكن عندي المال، وبعد البيعة عرفت أهمية التبرع في سبيل الله تعالى وكنت أنفق ما أستطيع وأسمع أن الله يزيد بذلك المال بركة ففكرت أنني عندما كنت غير أحمدي لم أنفق في سبيل الله ولا مرة ولم يحثني على ذلك أحد، والآن قد دُعيت للإنفاق في سبيل الله في صندوقي التحريك الجديد والوقف الجديد فقد تبرعت بـ1500 سيفا في الوقف الجديد وجزاني الله على ذلك بأن صديقًا لي عرض علي أن يهديني 10 آلاف لبنة، وهكذا بدأت بناء البيت الذي كنت أرغب ببنائه، وقد اكتمل الآن وهذا لم يتم إلا بفضل الله المحض.
من قرغستان هناك أخ يعمل في منجم للذهب، ويدفع تبرعه كل ستة أشهر. في السنة الماضية دفع أكثر من المبلغ الذي تعهد به. وعندما سئل عن السبب، قال لأن الغلاء قد اجتاح العالم ولا بد أن نفقات الجماعة ستزداد أيضًا.
وفي ختام الخطبة، دعا أمير المؤمنين نصره الله أن يبارك الله في أموال المضحِّين، وأعلن بدء السنة الجديدة للوقف الجديد وانتهاء السنة السادسة والستين.
قدمت الجماعة في العالم في هذا الصندوق خلال السنة المنصرمة حوالي 13 مليون جنيه استرليني بزيادة 700 ألف جنيه عن السنة الماضية، وجاء في المراكز الخمس الأولى: بريطانيا ثم كندا ثم ألمانيا ثم أمريكا ثم باكستان. وقد كان عدد المتبرعين مليون ونصف بزيادة 44 ألف.
ثم طلب أمير المؤمنين مواصلة الدعاء للفلسطينيين وقال إن على الجميع، في دوائرهم الخاصة، أن يتحدثوا لصالح الفلسطينيين وخاصة مع السياسيين. فلا يبدو أن إسرائيل ستكف عن أساليبها الظالمة، والحقيقة أنها أرسلت رسالة إلى جنودها مفادها أن الحرب ستستمر حتى عام 2026. رحم الله تعالى الفلسطينيين. ويقال أيضًا أن هناك خطر انتشار الحرب في جميع أنحاء المنطقة، مما قد يؤدي إلى حرب عالمية. لقد بدأوا القصف حول بيروت. ويبدو أن هذه الهجمات تتزايد، على الرغم من أن الولايات المتحدة تنصحهم بتقليص هجومهم. ومع ذلك، تبدو هذه أيضًا مجرد كلمات وأصوات لا طائل من ورائها. ويبدو كما لو أن هدفهم الحقيقي هو استئصال الفلسطينيين من غزة ثم الاستيلاء على تلك الأرض. رحم الله تعالى الفلسطينيين ووهب المسلمين العقل والفهم ووفقهم لقبول دعوة إمام العصر، آمين.