ملخص لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في 12/01/2024



 بسم الله الرحمن الرحيم

نقدم لحضراتكم ملخصًا لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في 12/01/2024، حيث تابع الحديث عن غزوة أحد وقال:

كان رسول الله ﷺ أقرب للعدو عندما عاود الهجوم، وثبت معه 15 من الصحابة من المهاجرين والأنصار وكان الجميع يقول فداك نفسي يا رسول الله، ولم يكن أحد منهم يخاف الموت.

وذُكر أن رسول الله ﷺ قد بايع يوم أحد جماعة من صحابته على الموت ولما هُزم المسلمون في الظاهر ثبت هؤلاء وهم: أبو بكر، وعمر وعلي وطلحة والزبير وسعد وسهل بن حنيف وأبو دجانة والحارث بن الصمة وخباب بن المنذر وعاصم بن ثابت رضوان الله عليهم.

يقول حضرة ميرزا بشير أحمد رضي الله عنه:

"إن الشجاعة التي أبداها الصحابة المجتمعون حول النبي ﷺ بلغت حدًا يعجز التاريخ عن تقديم مثيله. كانوا يلتفُّون حول النبي ﷺ كالفراش حول اللهب، ويعرضون حياتهم باستمرار للخطر من أجله صلى الله عليه وسلم، مواصلين ضرب العدو.

وكانت في بعض الأحيان قوة الهجوم خطيرة جدًا بحيث لم يبق فيها سوى اثني عشر رجلاً حوله (صلى الله عليه وسلم)، وفي مرة لم يبق سوى شخصين.

يقول سيدنا المسيح الموعود عليه السلام وهو يرد على معارضي الرسول ﷺ من النصارى الذين اتهموا النبي ﷺ أنه أجاز الكذب من خلال التورية:

"معنى التورية في المصطلح الإسلامي أن يُذكر أمر بأمثلة أو استعارات مخافة الفتنة أو حفاظًا على السر لحماية مصلحة ما فيفهمه العاقل ولكن لا يفهمه الجاهل ويذهب خاطره إلى أمر آخر لم يقصده المتكلم. وقد نهى النبي ﷺ عن التورية قدر المستطاع لكي لا يشاكل مضمون الكلام الكذبَ حتى في صورته الظاهرية. أما يسوعكم فكان يستخدمها طول حياته وكان يجب على من يدعي الألوهية أن يُقبل على الناس كالليث لا أن يتخذ من التورية عادة ولا أن يتفوه بكلمات شبيهة بالكذب مبرهنًا بذلك أنه لم يكن من جماعة الأفراد الكُمَّل الذين يتصدون لأعدائهم غير مكترثين للموت ويتوكلون على ربهم توكلاً مطلقاً.

أما سيد المرسلين r فظل دون حماية في غزوة أحد وهو يقول أمام السيوف المشهرة في وجهه: "أنا النبي لا كذب أنا بن عبد المطلب".

كان من بين الصحابة الذين استُشهدو في المعركة، مصعب بن عمير (رضي الله عنه)، يقول حضرة ميرزا بشير أحمد (رضي الله عنه):

"كان لا يزال هناك إمكانية لتجمع المسلمين لولا وجود المحارب الشجاع في قريش، عبد الله بن قمئة، الذي هاجم حامل لواء المسلمين، مصعب بن عمير، وقطع بسيفه يده اليمنى. فحمل مصعب اللواء بيده اليسرى وتقدم نحو ابن قمئة الذي قام بقطع يده اليسرى أيضاً، فضم مصعب ذراعيه وسند اللواء على صدره، فهاجمه ابن قمئة مرة ثالثة وأسقطه على الأرض، فتقدم مسلم آخر على الفور وأمسك باللواء، ولكن بما أن مصعب كان يشبه النبي، فقد ظن ابن قمئة أنه قتل النبي ﷺ فأشاع هذا الخبر ولهذا فقد المسلمون ما بقي فيهم من رباطة جأش، وتفرقت قوتهم تماما".

وفي ختام الخطبة، أعلن أمير المؤمنين نصره الله أنه سيصلي الغائب على بعض المرحومين ومنهم الشهيد أبو حلمي محمد عكاشة الذي استُشهد في غزة، وذكر حضرته ظروف استشهاده، ثم قال إن إسرائيل تتخذ الآن إجراءات لمحاربة حزب الله في لبنان، الأمر الذي سيؤدي إلى تفاقم الأوضاع. وبالمثل، أطلقت الولايات المتحدة وبريطانيا النار في اليمن. وكل هذه الأمور لا تؤدي إلا إلى توسيع نطاق الحرب. وقد قال العديد من الكتاب الآن أن الحرب العالمية تبدو قريبة. فهناك حاجة كبيرة للدعاء. نسأل الله أن يهب البشرية العقل والحكمة. آمين.