ملخص لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في 19/01/2023



 بسم الله الرحمن الرحيم

نقدم لحضراتكم ملخصًا لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في 19/01/2023 حيث تابع الحديث عن غزوة أحد وقال:

شاع خبر وفاة النبي ﷺ، حيث قيل إن ابن قمئة أشاع أنه قتله، وفي رواية أن إيليس تصور بصورة جعال بن سراقة وقال إن محمدًا قد قتل، فأقبل المسلمون على جعال بن سراقة فشهد له بعض الصحابة أنه كان يقاتل معهم حين صاح الصائح. وهناك أقوال كثيرة عن هوية من صاح أن النبي ﷺ قد قتل، وبسماع هذا الخبر قال بعض المسلمين فلنرجع إلى قومنا لنكون في أمان، وقال آخرون إذا كان رسول الله ﷺ قد استشهد ألا تقاتلون دفاعًا عنه وعن دينه حتى تستشهدوا؟ وقال ثابت بن الدحداح:"يا معشر الأنصار إن كان محمدًا قد قتل، فإن الله حي لا يموت فقاتلوا عن دينكم، كتب الله لكم الفتح والنصر"، فاجتمع عليه عدد من الأنصار، فهاجموا الكفار ومنهم خالد بن الوليد وعكرمة بن أبي جهل وغيرهم، فرد خالد بقوة وقتل هؤلاء الأنصار.

كتب ميرزا يشير أحمد (رضي الله عنه) عن هذه الفوضى:

كان المسلمون 3 فئات، فئة هربت من الميدان وكانوا قلة ومنهم عثمان بن عفان ولكن ورد في القرآن الكريم أنه بسبب تلك الظروف الخاصة ونظرا لإيمان وإخلاص المسلمين قد عفا الله عنهم، ومع وصول بعضهم للمدينة، شاع خبر مقتل النبي ﷺ الزائف في المدينة فخرج المسلمون رجالا ونساءً متوجهين لأحد، وسارع بعضهم لساحة القتال وقاتلوا العدو، أما الفئة الثانية فلم تهرب ولكن بعد سماع استشهاد النبي ﷺ خارت همتهم وكانوا يرون أنه لا فائدة من القتال فانزووا جانبًا، ومنهم من استمر بالقتال والتف حول النبي ﷺ وحيث كان هجوم الكفار يأتي من كل ناحية فقد التفوا حول النبي ﷺ كحلقة وحموه ولكن عندما كانت موجة الهجوم تشتد كانوا يتشتتون، فكان النبي ﷺ يبقى في بعض الأحيان وحيدا. وفي مثل هذا الوقت، رمى عتبة بن أبي وقاص النبي ﷺ بحجر فكُسر سنه وشقت شفته وفي وقت آخر أصاب حجر رماه عبد الله بن شهاب جبهته؛ وفي مرة ثالثة ضرب خده حجرًا رماه عليه ابن قمئة فانغرست حلقتين من خوذته في خده. ولما عرف سعد بن أبي وقاص أن أخاه فعل ذلك قال ما أردت قتل عدو كما أردت قتل أخي عتبة بن أبي وقاص.

بعد إشاعة خبر مقتل النبي ﷺ، كان أبو عبيدة أول مسلم علم أنه لا يزال حيا، يقول أبو عبيدة عرفت النبي ﷺ من عينيه وكانتا تلمعان من تحت الخوذة فصرخت أيها المسلمون إن النبي حي، فأمره النبي ﷺ أن يصمت، ولكن الخبر انتشر، فبدأ الصحابة يتجمعون حول النبي ﷺ.

قام أحد زعماء مكة وهو أُبي بن خلف بالهجوم على النبي ﷺ. وفي غزوة أحد، حذر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه من أنه شعر بأن أبي بن خلف سيهاجمه من الخلف أثناء المعركة. وبينما كان أبي يقترب أخبر الصحابة النبي ﷺ وسألوه إن كان عليهم أن يصدوه، فأمرهم رسول الله ﷺ أن يسمحوا له بالاقتراب. فلما اقترب أخذ النبي ﷺ حربة من أحد أصحابه ورماها على أبي بن خلف فجرحه، فعاد إلى قومه يقول "إن محمدًا قد قتلني" فقالوا له: "والله ما بك من بأس" فقال: "والله لو بصق علي لقتلني"، ثم توفي أبي بن خلف أثناء عودته إلى مكة بعد المعركة.

في أثناء المعركة، سقط سن من أسنان النبي ﷺ وانغرست حلقتي المغفر في خده، فقبض أبو عبيدة بن الجراح بأسنانه على حلقات المغفر التي انغرست في خدّ رسول الله وجذبها فسقطت ثنيتاه. وبعد انتهاء المعركة، كَانَ عَلِيٌّ يَجِيءُ بِتُرْسِهِ فِيهِ مَاءٌ وَفَاطِمَةُ تَغْسِلُ عَنْ وَجْهِ النبي ﷺ الدَّمَ ثم أُخِذَ حَصِيرٌ فَأُحْرِقَ فَحُشِيَ بِهِ جُرْحُهُ صلى الله عليه وسلم.

وفي ختام الخطبة، طلب أمير المؤمنين نصره الله مواصلة الدعاء للفلسطينيين وقال إن المسلمين بدلًا من مساعدة الفلسطينيين، أخذوا يتقاتلون فيما بينهم ويقصفون بعضعهم بعضا وهذا وضعٌ خطير فندعو الله أن يهبهم العقل والفهم حتى يتحدوا.

ثم أعلن أنه سيصلي الغائب على بعض المرحومين وذكر نبذة من حياتهم.