ملخص لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في 02/02/2024



 بسم الله الرحمن الرحيم

نقدم لحضراتكم ملخصًا لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في 02/02/2024، حيث تابع الحديث عن غزوة أحد وقال عن تضحيات الصحابة:

بعد استشهاد مصعب بن عمير، أعطى النبي ﷺ عليًا رضي الله عنه راية جيش المسلمين، فحارب مع غيره من المسلمين وقتل صناديد الكفار وشتتهم، ثم قتل شيبة بن مالك، فقال النبي ﷺ "إن عليا مني وأنا منه" فقال جبريل: "وأنا منكما".

وعن علي قال: "لَمَّا تَخَلَّى النَّاسُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ يَوْمَ أُحُدٍ نَظَرْتُ فِي الْقَتْلَى، فَلَمْ أَرَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فَقُلْتُ: وَاللَّهِ مَا كَانَ لِيَفِرَّ وَمَا أَرَاهُ فِي الْقَتْلَى، وَلَكِنَّ اللَّهَ غَضِبَ عَلَيْنَا بِمَا صَنَعْنَا فَرَفَعَ نَبِيَّهُ، فَمَا فِيَّ خَيْرٌ مِنْ أَنْ أُقَاتِلَ حَتَّى أُقْتَلَ، فَكَسَرْتُ جَفْنَ سَيْفِي، ثُمَّ حَمَلْتُ عَلَى الْقَوْمِ، فَأَفْرَجُوا لِي، فَإِذَا بِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ بَيْنَهُمْ.

وعن سعيد بن المسيب أصيب علي في غزوة أحد بستة عشر جرحًا.

ولما رجع عَلِيٌّ من أحد، دخل بِسَيْفِهِ عَلَى فَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا وَهِيَ تَغْسِلُ الدَّمَ عَنْ وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: خُذِيهِ فَلَقَدْ أَحْسَنْتُ بِهِ الْقِتَالَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "إِنْ كُنْتَ قَدْ أَحْسَنْتَ الْقِتَالَ الْيَوْمَ، فَلَقَدْ أَحْسَنَ فلان وفلان وذكر عددًا من الصحابة.

ومن هؤلاء الصحابة أبو طلحة الأنصاري الذي كان بَيْنَ يَدَيْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُجَوِّبٌ بِهِ عَلَيْهِ بِحَجَفَةٍ لَهُ وَكَانَ أَبُو طَلْحَةَ رَجُلًا رَامِيًا شَدِيدَ الْقِدِّ يَكْسِرُ يَوْمَئِذٍ قَوْسَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا وَكَانَ الرَّجُلُ يَمُرُّ مَعَهُ الْجَعْبَةُ مِنْ النَّبْلِ فَيَقُولُ انْشُرْهَا لِأَبِي طَلْحَةَ فَأَشْرَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْظُرُ إِلَى الْقَوْمِ فَيَقُولُ أَبُو طَلْحَةَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي لَا تُشْرِفْ يُصِيبُكَ سَهْمٌ مِنْ سِهَامِ الْقَوْمِ نَحْرِي دُونَ نَحْرِكَ.

ومن هؤلاء الصحابة طلحة بن عبيد الله:

عن قيس بن أبي حازم قال: "رأيت يد طلحة بن عبيد الله شلاء وقى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد" ونزف به الدم حتى غشي عليه؛ ونضح أبو بكر رضي الله عنه الماء في وجهه حتى أفاق، فقال ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال له أبو بكر: هو بخير، وهو أرسلني إليك، فقال: الحمد الله كل مصيبة بعده جلل.

وكذلك كان النبي ﷺ ينبّل لسعد بن وقاص ويقول:"ارمِ سعد فداك أمي وأبي"، وكان أبو دجانة يحمي النبي ﷺ بجسمه حيث كان يتلقى جميع السهام والحجارة التي تستهدف النبي، فعَلَت جسده العديد من الجروح، لكنه لم يتحرك من مكانه خوفًا من أن يتعرض النبي ﷺ لسهام العدو، وتلقى طلحة الكثير من السهام على جسده وهو يحمي النبي ﷺ حتى أن إحدى يديه قد شُلّت بصفة دائمة.

وممن دافع عن  النبي ﷺ يوم أحد الصحابية أم عمارة رضي الله عنها التي قالت: "خرجت أول النهار وأنا أنظر ما يصنع الناس، ومعي سقاء فيه ماء، فانتهيت إلى رسول الله ﷺ وهو في أصحابه، والدولة والريح للمسلمين. فلما انهزم المسلمون، انحزت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقمت أباشر القتال، وأذب عنه بالسيف، وأرمي عن القوس، حتى خلصت الجراح إلي. ولما ولى الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل ابن قمئة يقول: دلوني على محمد، فلا نجوت إن نجا، فاعترضت له أنا ومصعب بن عمير، وأناس ممن ثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فضربني هذه الضربة ولكن فلقد ضربته على ذلك ضربات، ولكن عدو الله كان عليه درعان".

وذُكر أيضًا أن أم عمارة خرجت يوم أحد وزوجها زيد بن عاصم وابناهما خبيب وعبد الله رضي الله عنهم وقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم "رحمكم الله أهل البيت".

فقالت له أم عمارة: ادع الله أن نرافقك في الجنة، فقال: اللهم اجعلهم رفقائي في الجنة: فقالت: ما أبالي ما أصابني من أمر الدنيا.

وقال صلى الله عليه وسلم في حقها: "ما التفت يمينا ولا شمالا يوم أحد إلا ورأيتها تقاتل دوني"، وقد جرحت رضي الله عنها اثني عشر جرحا بين طعنة برمح أو ضربة بسيف.

 

لما انسحب العدوّ، تجمع المسلمون حول الرسول ﷺ ورافقوه إلى أسفل الجبل.

ورآهم أبو سفيان فصاح: "أَفِي الْقَوْمِ مُحَمَّدٌ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَنَهَاهُمْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُجِيبُوهُ ثُمَّ قَالَ أَفِي الْقَوْمِ ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ قَالَ أَفِي الْقَوْمِ ابْنُ الْخَطَّابِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ أَمَّا هَؤُلَاءِ فَقَدْ قُتِلُوا فَمَا مَلَكَ عُمَرُ نَفْسَهُ فَقَالَ كَذَبْتَ وَاللَّهِ يَا عَدُوَّ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ عَدَدْتَ لَأَحْيَاءٌ كُلُّهُمْ وَقَدْ بَقِيَ لَكَ مَا يَسُوءُكَ ثُمَّ أَخَذَ يَرْتَجِزُ أُعْلُ هُبَلْ أُعْلُ هُبَلْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلَا تُجِيبُوا لَهُ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا نَقُولُ قَالَ قُولُوا اللَّهُ أَعْلَى وَأَجَلُّ قَالَ إِنَّ لَنَا الْعُزَّى وَلَا عُزَّى لَكُمْ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلَا تُجِيبُوا لَهُ قَالَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا نَقُولُ قَالَ قُولُوا اللَّهُ مَوْلَانَا وَلَا مَوْلَى لَكُمْ.

 وفي ختام الخطبة، طلب أمير المؤمنين نصره الله مواصلة الدعاء للفلسطييين وقال إن هناك محاولات لوقف القتال لكن هناك إمكانية لنشوب الحرب على حدود لبنان وسيصل أثر الحرب للفلسطيين في الضفة الغربية.

كما طلب مواصلة الدعاء للأحمديين في اليمن وذكر خبر وفاة أحد الإخوة المخلصين هناك وطلب أيضًا الدعاء للأحمديين في باكستان الذين يتعرضون للمخاطر الدائمة، وقال: ادعوا الله أن يرد كيد العدو في نحورهم وأن يعرف العالم أنه لا يمكنه النجاة إلا بالإنابة لله تعالى.