ملخصًا لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في 23/02/2024
بسم الله الرحمن الرحيم
نقدم لحضراتكم ملخصًا لخطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) من المسجد المبارك في تيلفورد، في23/02/2024 من فبراير/شباط الجاري، حيث قال:
20 فبراير 1886، نشر المسيح الموعود عليه السلام نبوءةً عن ولادة ابن سيحمل الكثير من الصفات الرائعة.
يقول المسيح الموعود عليه السلام ذاكرًا هذه النبوة التي تلقاها من الله تعالى:
لقد خاطبني الله الرحيم الكريم العلي الكبير القدير على كل شيء -جل شأنه وعز اسمه- بوحيه وقال:
"إني أعطيك آية رحمة بحسب ما سألتني. فقد سمعت تضرعاتك، وشرفت أدعيتك بالقبول بخالص رحمتي، وباركت رحلتك هذه (يعني سفري إلى هوشياربور ولدهيانه). فآية قدرة ورحمة وقربة ستوهب لك. آية فضل وإحسان ستمنح لك، ومفاتيح فتح وظفر ستعطى لك. سلام عليك يا مظفر. هكذا يقول الله تعالى، لكي ينجو من براثن الموت من يبتغي الحياة، ويبعث من القبور أهلها، وليتجلى شرف دين الإسلام وعظمة كلام الله للناس، وليأتي الحق بكل بركاته، ويزهق الباطل بجميع نحوساته، وليعلم الناس أني أنا القادر أفعل ما أشاء، وليوقنوا أني معك، وليرى آية بينة من لا يؤمن بالله تعالى، وينظر إلى الله ودينه وكتابه ورسوله الطاهر محمد المصطفى - صلى الله عليه وسلم - نظرة إنكار وتكذيب، ولتستبين سبيل المجرمين.
أبشر فستعطى ولدا وجيها طاهرا. ستوهب غلاما زكيا من صلبك وذريتك ونسلك."
وبحسب هذه النبوءة ولد الابن الموعود خلال المدة المحددة وتحققت كافة العلامات التي ذكرتُ بعضها فقط، وامتدت خلافته لاثنين وخمسين سنة، كان كل يوم فيها شاهد على تحقق هذه النبوءة العظيمة.
تناول حضرته ثلاث نقاط من هذه النبوة لإلقاء الضوء على تحققها أكثر من خلال شهادات العلماء والكتاب والصفحيين والمعارضين، وهي:
سيكون ذهينًا وفهيمًا بشكل خارق. سوف يملأ بالعلوم الظاهرة والباطنة. وسيكون وسيلةً لفكّ رقاب الأسارى.
ثم قال: وأقدم لكم شهادات شخصيات شهيرة من غير الأحمديين على تحقق هذه النبوءة:
كان الأستاذ لاله قمر سين قاضي القضاة في محكمة كشمير جالسا في الحضور، يستمع إلى خطاب لحضرته رضي الله عنه، وبعد ذلك قال:
"إن المحاضرة القيمة الرائعة العظيمة التي ألقاها المحاضِر المتمكن على موضوع "فضيلة اللغة العربية"، قد أعجبتْني كثيرا. عندما أتيت للاستماع إلى المحاضرة، فكرت أن الأستاذ المحاضِر سيلقي محاضرة على شاكلة أصحاب الأسلوب التقليدي القديم. ثم قال عن ذلك الأسلوب: يُحكى أن أحد العرب حين سُئل عن أفضلية اللغة العربية قال إن فضيلة اللغة العربية عائدة إلى ثلاثة أمور هي: أني عربي، وأن لغة القرآن الكريم عربية وأن لغة أهل الجنة عربية، وكنت أظن أن مثل هذه الأمور ستُبيَّن للتدليل على فضيلة اللغة العربية، لكن المحاضرة التي استمعتُ إليها كانت علمية جدا وتتسم بأفكار فلسفية رائعة. إنني أؤكد لجناب الميرزا أني قد استمعت إلى كل كلمة من محاضرته باهتمام كامل وتدبر، وقد تمتعت بها واستفدت منها كثيرا".
وهناك مثال آخر على كونه يُملأ بالعلوم ظاهرة وباطنة. فقد جاء قسٌّ من أميركا إلى قاديان في عام 1914 فطرح على بعض الأحمديين عددا من الأسئلة الدينية المهمة، وقال لقد أتيت إلى هنا من أميركا، وطرحتُ هذه الأسئلة على كثير من العلماء ولم أجد ردودًا مقنعة لها. الآن قد أتيت إلى هنا لأعرضها على خليفتكم، لأرى كيف يرد على هذه الأسئلة. يقول المولوي عمر دين الشملوي: كانت الأسئلة معقدة وغريبة وأيقنتُ بعد الاستماع لها أن حضرته لن يقدر على الرد عليها لأنه ما زال شابا، ولم يتلق دراسة خاصة في علوم الدين، وهو صغير السن أيضا، واطلاعه قليل، ومن ثم ستتشوه سمعة الجماعة الأحمدية كثيرا في العالم لأن القس الأميركي، إن لم يستطع حضرته الرد على أسئلته، سينشر الدعاية بعد عودته إلى أميركا أن خليفة الأحمديين لا يعرف شيئا ولا يقدر على التصدي للمسيحية، وإنما هو خليفة بالاسم فقط، ولا يتمتع بمقدرة علمية مطلقا. فأصابني قلق كبير وحاولت جاهدا ألا يقابل القسُّ الأميركي حضرتَه، لكنني فشلت في ذلك، إذ كان مصرًّا على أنه لن يعود دون مقابلته في كل حال. فذهبت إلى حضرته مضطرا، وقلت له: لقد جاء قسٌّ أميركي ويريد أن يطرح بعض الأسئلة على حضرتك، فماذا أفعل؟ فقال حضرته فورا ودون تردد، أحضرْه. فأتيت به إلى حضرته، وأنا كنت مترجما بينهما. بعد تبادل الحديث الأوليّ طرح القس أسئلته، فترجمْتُها لحضرته، فاستمع لها بكل هدوء واطمئنان، ثم ردَّ عليها ردودا مقنعة حيَّرتْني، إذ لم أكن أتوقع أن حضرته سيتمكن من الرد عليها فورا ردًّا مقنعا عديم المثال وزاخرا بالمعارف. فلما ترجمتُها للقس إلى اللغة الإنجليزية، استغرب جدا هو الآخر، وقال: إلى اليوم لم أسمع من أحد خطابا عقلانيا زاخرا بالأدلة مثل هذا. يبدو أن خليفتكم عالم كبير، وله نظرة شاملة على أديان العالم. قال ذلك ثم قبَّل يدَ حضرته بكل احترام وانصرف.
وكتب صحفي بارز اسمه مولانا محمد علي جوهر في جريدته "همدرد" الصادرة في 26 سبتمبر 1927:
"سيكون من نكران الجميل إذا لم نذكر في هذه السطور جناب الميرزا بشير الدين محمود أحمد وجماعتَه المنسّقة تنسيقا محكما، والذي كرس كل جهوده لخير المسلمين بعيدا عن الاختلاف في العقيدة، والوقت ليس بعيدا حين يصبح أسلوب هذه الفرقة المنسقة نبراسًا لجمهور المسلمين وخاصة لأولئك الذين تعودوا إطلاق ادّعاءات عالية ظاهريا ولكن جوفاء في سبيل خدمة الإسلام."
لم أذكر سوى بضع شهادات للأغيار في حق حضرة المصلح الموعود رضي الله عنه، ومع أنه لم يتلق تعليما في مدرسة أو جامعة إلا أن ما قدمه من معارف لم يأت بها أحد. ندعو الله أن يوفقنا للاستفادة من هذه الكنوز.
وفي ختام الخطبة، قال أمير المؤمنين نصره الله:
حاليا في باكستان، يحاول الساسة والمشايخ الذين فشلوا في الانتخابات مهاجمة الأحمديين من أجل أن ينالوا الشهرة الرخيصة ويحاولوا تغطية فشلهم، فيجب على الأحمديين هناك أن يكثروا من الدعاء ويخرجوا الصدقات، ويجب الدعاء للأحمديين في اليمن أن يفك الله أسرهم، وادعوا أيضًا للفلسطينيين أن يرحمهم الله وينجيهم من ظلم القوى الكبرى.
لقد بدأت الجلسة السنوية في غانا وغدا سألقي الخطاب الختامي مباشرة فادعوا أن تكون جلسة ناجحة آمين.