ليلة القدر
ليلة القدر
ليلة القدر الذي قال القرآن الكريم إنها خير من ألف شهر، لها ثلاثة معان:
الأول: ليلة القدر التي تكون في رمضان.
والثاني: عصر الرسول r، فهو أيضا ليلة القدر، أي بعد ظلامِ دامس من ليلة الجهل والكفر المكفهرة، جاء زمن نزول الملائكة، لأن النبي لا يأتي إلى الدنيا وحده، بل يأتي كملِكٍ يرافقه ملايين الملايين من الملائكة، التي لا تنشب أن تقوم بأعمالها وتجذب قلوب الناس إلى الخير.
والثالث: الوقت الأصفى الملائم الذي يتسنى للداعي هو بمنزلة ليلة القدر له. ذلك لأن كل الأوقات لا تكون سواسية، فكان رسول الله r يقول حينًا لعائشة رضي الله عنها: أَرِيحينا يا عائشة، وحينًا آخر كان يعكف على الدعاء كلية. وذلك كما قال السعدي:
"كان النبي r حينًا مع جبريل وميكائيل، وحينا آخر مع حفصة وزينب".
كلما تقرب الإنسان إلى الله تعالى تيسّرَ له الوقت الأصفى الملائم للدعاء أكثرَ.
والشرط الرابع لاستجابة الدعاء أن يتمّ الدعاء لمدة كافية إلى أن يخبره الله تعالى بالرؤيا أو الوحي. على المحب المخلص ألا يتسرع ولا يستعجل، إنما عليه الانتظار بصبر. (ملفوظات، المجلد الثاني)